حقق برنامج جودة الحياة، الذي يعنى بتحسين نمط حياة الأفراد والأسر والمجتمع بشكل عام، نجاحاً قياسياً منذ إطلاقه، ومما يدلل عليه تقدم المملكة في مختلف المؤشرات الدولية التي تتقاطع مع البرنامج ومستهدفاته، كحلول المملكة في المركز الثاني بمؤشر العمل في الخارج لعام 2024م، حسب أحدث استطلاع للمغتربين أجرته منصة «إنترنيشنز» الدولية، ومثل حلولها في المركز الثاني عالمياً في نسبة نمو السياح الدوليين وفق تقرير «الباروميتر» الصادر عن الأممالمتحدة للسياحة في يناير 2024، ووفق البرنامج بشكل كبير في تحسين المشهد الحضري في المدن السعودية، والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة في المدن السعودية، لتتقدم مدن المملكة بشكل ملحوظ في مؤشر قابلية العيش العالمي، ويؤكد ذلك تقرير سنوي أعدته وحدة الذكاء الاقتصادية التابعة لمجموعة الإيكونوميست، حيث حققت مدينتا الرياضوجدة تقدمًا في مؤشر قابلية العيش وهو مؤشر يشمل في تقييمه الاستقرار والثقافة والبيئة، والتعليم، والرعاية الصحية ،إضافة إلى البنية التحتية، وتستهدف المملكة من خلال البرنامج ومختلف برامج ومبادرات التنمية الجار تنفيذها تحت مظلة رؤية 2030، تصنيف ما لا يقل عن 10 مدن سعودية ضمن أفضل 50 مدينة عالمية، عبر تحقيق عوامل الحوكمة والاستدامة والتفاعل مع السكان لتلبية تطلعاتهم ورغباتهم وتحقيق الرفاهية العالية. تحسين المشهد الحضري ولأن تحسين المشهد الحضري في المدن السعودية والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة في المدن السعودية هدف إستراتيجي رئيس من أهداف برنامج جودة الحياة، حرصت الدولة على تجويد الجهود المبذولة لتحقيقه وتسخير أحدث التقنيات المستخدمة على مستوى العالم من أجله، فأطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، منصة وطنية لتحسين المشهد الحضري، وذلك على هامش «المنتدى العالمي للمدن الذكية 2024» هدفها رصد مظاهر التشوه البصري، وتحديد بيانات وتحليل التشوه البصري باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى رفع جودة الحياة تحقيقاً لمستهدفات «رؤية 2030»، وظهرت جدوى تلك المنصة مبكراَ بعد إطلاقها إذ أكد وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ماجد الحقيل، أن «رحلة السعودية الاستثنائية في اتجاه التحول مكّنتنا من الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والبيانات لإحداث تأثير حقيقي وملموس في البلديات»، كما أوضح رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، الدكتور عبدالله الغامدي، أنه، خلال موسم الحج الماضي، وبالتعاون مع وزارة الداخلية، جرى دعم إدارة حركة المرور والحشود، من خلال التحليلات المتقدمة وحلول الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى تقليل كبير في وقت الانتظار عند مداخل مكةالمكرمة، كما أن جهود مركز العمليات الأمنية الموحدة 911 وهو إحدى أهم المبادرات التي تنفذها وزارة الداخلية بالتعاون مع برنامج جودة الحياة رفعت مؤشر مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بنسبة 99.77 في المئة، متجاوزاً المستهدف المقدر بنسبة 80 في المئة في 2023، فيما حقق مؤشر التصور الشامل للأمن العام 1.4 متجاوزاً المستهدف 2.5، وقدم المركز خدماته إلى 18 مليون مستفيد، ويستغرق معدل سرعة الرد ثانيتين وتصل مدة ترحيل البلاغات للجهات المختصة إلى 45 ثانية. جودة حياة الأفراد والأسر حرص برنامج جودة الحياة منذ إطلاقه على تحسين جودة المدن وخدماتها ومرافقها لما لذلك من تأثير في تحسين جودة حياة الأفراد والأسر وتعزيز التنمية المستدامة للمجتمعات، فكثف العمل بالتعاون مع مختلف الجهات في القطاعين العام والخاص لتحقيق ذلك، كما حرص على رفع معدل الوعي لدى العموم بأهمية ذلك الهدف ويدلل على ذلك إطلاق وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان ممثلة بوكالة الإسكان التنموي، جائزة «بصمة بلدي»، وذلك بهدف تشجيع الابتكارات والمبادرات الفردية والمؤسسية لتحسين المشهد الحضري في المرافق العامة في مختلف مدن المملكة، حيث تستهدف الجائزة استقطاب الحلول المبتكرة والأفكار الجديدة على مستوى الأفراد والمؤسسات، للمشاركة في تطوير وتحسين البيئة الحضرية للمرافق العامة في مدن ومحافظات المملكة، وتعزيز المشاركة المجتمعية وإيجاد حلول تسهم في زيادة جماليات المدن، بما يحقق أثرًا اقتصاديًا على المناطق، كما أطلقت وزارة الشؤون البلدية والقروية الإسكان في السعودية مبادرة «الضواحي الخضراء»والهادفة إلى زيادة الغطاء النباتي في مشاريع برنامج سكني، وتحسين جودة الحياة للسكان وزيادة جاذبية الوحدات السكنية في تلك المشاريع، إذ ستسهم المبادرة في تقليل الانبعاثات الكربونية المسببة للتلوث في المناطق السكنية تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030 لتحسين جودة الحياة في مدن ومحافظات السعودية، وتستهدف الوزارة من خلال المبادرة زراعة أكثر من مليون وثلاث مئة ألف شجرة في أكثر من 50 مشروعًا في مختلف مناطق المملكة، تغطي أكثر من 55 مليون م2 من مساحات المشاريع، والتي تحتضن 100 ألف وحدة سكنية وعدد من المدارس والمرافق الأخرى، بالإضافة إلى تشجير أكثر من 2 مليون م2 من الشوارع والممرات، حيث من المقرر أن يتم تنفيذ المبادرة عبر ثلاث مراحل تبدأ من العام الجاري حتى عام 2025، ليستهدف المشروع في مرحلته الأولى زراعة أكثر من 270 ألف شجرة وشجيرة محلية من النباتات الملائمة لكل منطقة. أنسنة المدن وشهد عام 2023م، تقدماً كبيرا في تنفيذ مبادراتها المرتبطة ببرنامج جودة الحياة وتحقيق هدفي رؤية المملكة 2030 «الرامين إلى تحسين المشهد الحضري في المدن السعودية» و»الارتقاء بجودة الخدمات في المدن السعودية»، عبر تقديم مختلف الخدمات البلدية وإطلاق المبادرات والبرامج التي تحقق الارتقاء بجودة الحياة، وتحقيق الاستدامة الحضرية، وتعزز أنسنة المدن، وتعالج التشوهات البصرية، عبر إنجاز مشاريع تطوير وصيانة المرافق العامة والبنية التحتية، وزيادة المسطحات الخضراء، ونحوها، وأسهمت مبادرات برنامج جودة الحياة التي نفذتها الوزارة في زيادة نصيب الفرد من المساحات الخضراء ليصل إلى معدل «6.1 أمتار مربعة للفرد»، حيث شهد عام 2023م زراعة 1.3 مليون شجرة، كما نجح مشروع بهجة في تنفيذ 952 تدخلاً حضرياً شمل تطوير 411 حديقة و541 تدخلاً للشوارع والميادين والساحات العامة الذي أسهم في رفع نصيب الفرد من الأماكن والساحات العامة وتحسين المشهد الحضري، كما أكملت الوزارة إعداد مخطط إقليمي متكامل لمناطق تبوك وتيماء ونجران، وحققت تحسناً في مؤشر PCI في جودة الطرق بالأمانات الكبرى، حيث بلغ المؤشر 62 %، ووصل عدد المستخدمين لمنصة بلدي 14.9 مليون مستخدم، كما زاد عدد الخدمات البلدية المؤتمتة إلى 283 خدمة على منصة بلدي الذي يهدف إلى تسهيل وتحسين الخدمات البلدية للمواطنين، كما، أعلنت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان عن توقيع اتفاقيات تجاوزت قيمتها 12 مليار ريال في ملتقى فرص للاستثمار البلدي سعيًا منها لتعزيز الفرص الاستثمارية، وتم توقيع اتفاقيات مع 20 جهة حكومية عبر منصة فرص لتعزيز فرصهم العقارية وفتح آفاق جديدة للاستثمار. ويعد قرار زير الشؤون البلدية والقروية والإسكان الصادر في 15 يوليو 2024 والمتضمن الموافقة على اشتراطات إنشاء المباني السكنية باختلاف أنواعها التي تشمل الفلل الخاصة، والعمائر السكنية، والعمائر السكنية التجارية، والعمائر السكنية الإدارية آخر المبادرات التي تطلقها آخر المبادرات التي تعنى بتحسين المشهد الحضري في المدن السعودية والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة في المدن السعودية، وينتظر أن تسهم هذه الاشتراطات في تقليص سلبيات البناء العشوائي والفوضوي في المناطق السكنية وأن تعمل على تعزيز الجاذبية البصرية للمدن وعلى تجاوز العديد من المشكلات التي كانت مطروحة بالنسبة للمباني السكنية مثل مشكلة مواقف السيارات التي تعد مشكلة بالنسبة لسكان الأحياء السكنية ذات الوحدات الصغيرة فالاشتراطات الجديدة تضمن توفير العدد المناسب من المواقف، وستستمر الجهود والبرامج والمبادرات حتى تتحقق جميع المستهدفات التي يسعى البرنامج لتحقيقها. الرياض حققت تقدمًا كبيراً في مؤشرات قابلية العيش زيادة المساحات الخضراء تحقق جودة الحياة توفير مساحات للمشي يحقق أهداف الصحة العامة