أطلقت وزارة الطاقة السعودية أكبر مشروع مسح جيوغرافي لمشاريع الطاقة المتجددة في العالم في 24 يونيو، بحضور وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، والذي سيكون أكبر مصدر لجمع البيانات ويكشف عن أفضل المواقع لمصادر الطاقة الشمسية وهبوب الرياح في المملكة، وسيتم إنشاء منصة في وزارة الطاقة، لاستقبال هذه البيانات القياسية من جميع المواقع وتسجليها وتحليلها ومعالجتها رقمياً، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ثم ترتيب هذه المواقع حسب كفاءتها وجودتها الاقتصادية لإقامة محطات الطاقة المتجددة، ويشمل مشروع المسح، تركيب 1200 محطة لرصد طاقة الشمس والرياح في مختلف مناطق البلاد، حيث يغطي مساحة 850 ألف كيلومتر مربعاً. وسيتم طرح مشاريع إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة، بطاقة 20 غيغاواط سنوياً، ابتداءً من عام 2024، وصولَا إلى ما بين 100 و130 غيغاواط بحلول 2030، حسب نمو الطلب على الكهرباء، وفقاً لوزير الطاقة، وقد نمت قدرة توليد الكهرباء في المملكة من مصادر الطاقة المتجددة في السنوات الثلاث الأخيرة إلى 2.8 غيغاواط في عام 2023. علماً إن رؤية المملكة 2030 تستهدف 50 % من إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة و50 % من الغاز الطبيعي في عام 2030، وبهذا ينتهي إنتاج الكهرباء من النفط، وانبعاثات كربونية أقل. وتوفر الصحارى مواقع مغرية لإنتاج الطاقة الشمسية، لكن زيادة درجة حرارة الألواح الكهروضوئية فوق 25 درجة مئوية (77 درجة فهرنهايت) يضعف كفاءتها، وتؤدي درجات الحرارة الحارقة إلى إتلاف المعدات الإلكترونية اللازمة لتحويل الطاقة، بينما تضعف الرمال والظروف الجوية المحيطة القاسية أداء محطات الطاقة الشمسية. لذا تعمل الطاقة الشمسية بشكل أفضل في المناطق ذات الحرارة المعتدلة والرياح الخفيفة ومنخفضة الرطوبة، كما أن محطات الطاقة الشمسية تتطلب إشعاعًا شمسيًا مباشرًا، ويصل مستوى الاشعاع الشمس في المملكة الى 3.24 ألف ساعة سنويًا، وهو أحد أعلى مستويات الإشعاع عالميًا. أما مواقع محطات طاقة الرياح فتتطلب تخطيطًا دقيقًا، وتعتمد على مدى سرعة وعدد مرات هبوب الرياح في المواقع. لذا تكون المواقع الجيدة لتوربينات الرياح، عند متوسط سرعة الرياح السنوية 9 أميال في الساعة على الأقل أو 4.0 متر في الثانية لتوربينات الصغيرة؛ و13 ميلاً في الساعة أو 5.8 متر في الثانية لتوربينات الأكبر حجماً، حيث إن المواقع المفضلة هي قمم التلال الناعمة المستديرة؛ السهول المفتوحة والمياه. وكلما زادت المسافة فوق سطح الأرض زادت سرعة الرياح. ويتم وضع توربينات الرياح الكبيرة على أبراج بارتفاع 500 إلى 900 قدم، وفقًا لشركة الطاقة المتجددة (First Renewables). فإن البيانات الدقيقة لأماكن تركز أشعة الشمس وسرعة تدفق الرياح، يتيح الفرصة للمستثمرين بالاطلاع على أفضل المواقع والأقل تكلفة إنتاجية، بناءً على حساب الأرباح والخسائر. وهذا أيضاً يجعل عملية التمويل محلياً ودولياً ممكنة مع تضاؤل معدل المخاطرة وارتفاع العائد على الاستثمار. وبناءً على هذه المعلومات سيتم تخصيص أراض لمشاريع الطاقة المتجددة وطرحها وتنفيذها فورًا، بدلاً من الانتظار حالياً لمدة تتراوح ما بين 18 و24 شهراً للحصول على البيانات، وفقاً لوزير الطاقة. والذي سيحدث نهضة استثمارية محلية واجنبية مباشرة وغير مباشرة في استكشاف وإنشاء مشاريع الطاقة المتجددة في جميع مناطق المملكة ويعزز تصدير الطاقة الكهربائية، نحو طاقة متجددة وبيئة مستدامة تجسد مستهدفات رؤية 2030.