علقت شركة ميتا مؤخراً خطتها لاستخدام البيانات الشخصية لمستخدميها في برنامج للذكاء الاصطناعي، وجاء هذا التعليق كردة فعل منها على خلفية اتهامها بانتهاك خصوصية بيانات المستخدمين لديها، وكانت شركة ميتا قد بدأت تدريب نموذج لغة توليدي موسع باستخدام الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال استخدام المحتوى العام لمستخدميها من البالغين في تطبيقي الفيس بوك وانستغرام في دول الاتحاد الأوروبي. تواجه ميتا دعوى قضائية من إحدى عشرة دولة أوروبية، بتهمة انتهاك خصوصية البيانات الشخصية للمستفيدين، علماً أن هذه ليست المرة الأولى ولا الثانية ولا العاشرة التي تواجه فيها ميتا هذه التهم، مما يدل على أن هذه الاتهامات لها من الصحة نصيب كبير. ومما يرفع درجة الشعور بالخوف لدى الجمعيات المهنية والناشطين التقنيين، أن ميتا سوف تتجاوز استخدام البيانات الشخصية إلى استخدام جميع البيانات بالكامل التي تم جمعها منذ العام 2007م، لجميع المستخدمين دون الحصول منهم على موافقة على ذلك، الأمر الذي دعا هؤلاء الناشطين والجمعيات المهنية للتحرك قانونياً ضد شركة ميتا لمنع تنفيذ ميثاق سياسة الخصوصية الجديدة الخاصة بها. أستغرب كثيراً عندما أرى مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي الأجنبية في المملكة العربية السعودية، يهدون بياناتهم ومعلوماتهم الشخصية على طبق من ذهب لتلك التطبيقات والشبكات، لأنه قد يساء استخدامها لأي سبب من الأسباب ضدهم أو ضد وطنهم. ويزداد الأمر غرابة عندما يقول البعض إن معلومات شخصية كرقم جوال أو تحديد موقع أو بريد إلكتروني ليست مهمة، وهو لا يعلم أنه عن طريق هذه المعلومات البسيطة قد يتعرض للتهكير واختراق الحسابات البنكية والبطاقات الائتمانية، هذا فضلاً عن حساسية هذه المعلومات ضد أمن الوطن ومقدراته ومكتسباته. نصيحتي لجميع مستخدمي الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي الأجنبية في المملكة الحذر ثم الحذر ثم الحذر، لأن معلوماتك وبياناتك ثروة وطنية لك ولوطنك يجب المحافظة عليها، خصوصاً إذا ما علمنا أن بيع البيانات الشخصية والمتاجرة بها أصبحا ظاهرة منتشرة لا يستهان بها، كما أن الحديث عن تطبيقات جديدة على وشك الظهور لديها القدرة على استغلال حسابات العملاء من خلال خصوصية وسياسة البيانات لديها، يدعونا لأخذ المزيد من الحيطة والحذر في مثل هذه الأمور. وكل عام والوطن وقيادته ومواطنيه وبياناتهم ومعلوماتهم بخير وأمان. * أستاذ نظم الحكومة الإلكترونية والمعلوماتية بجامعة الملك سعود