مازالت الحرب في قطاع غزة مستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر من دون وجود مؤشرات على انتهائها أو التوصل إلى اتفاق لن يتم التوصل إليه قريباً حسب المعطيات على الأرض، فمن الواضح أن هناك فجوة كبيرة من الصعب سدها لتلبية مطالب الطرفين رغم الجهود المكثفة والرحلات المكوكية في المنطقة التي لم تؤد إلى شيء حتى اللحظة، فكل طرف متمسك بمطالبه التي لا تتناسب مع متطلبات الطرف الآخر، وهو ما جعل من التفاوض في هذه المرحلة يدور في حلقة مفرغة لا نهاية لها، ويعطي مجالاً لتوسع العمليات العسكرية، وهذا الأمر الذي يتضح حالياً، فالجبهة اللبنانية ليست بعيدة عن الاشتعال في أي لحظة عطفاً على التحركات الإسرائيلية والتصريحات التي يطلقها «حزب الله»، وهو أمر قد يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع من دون تحديد زمن لنهايته حال بدأ، ورغم أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ مسؤولين إسرائيليين خلال اجتماع يوم الخميس الماضي بضرورة تجنب المزيد من التصعيد في لبنان وسط الحرب في غزة، فواشنطن تعترض على امتداد الحرب؛ كونها تعرف التداعيات التي ستنتج عنها، والتي من الممكن أن تخرج عن نطاق السيطرة مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً مما هو عليه الآن، من أجل ذلك تجنح واشنطن إلى الوصول إلى حل دبلوماسي، رغم صعوبة التوصل إليه، يكون بداية لحل يمكن البناء عليه وصولاً إلى حل دائم طويل الأجل. الوضع كما هو عليه الآن لا يمكن أن يستمر، فوجود بدائل تقود إلى نقاط التقاء بين طرفي الصراع أمر لا مفر منه، ولابد أن يكون قبل أن تتطور الأحداث بصورة متسارعة غير متوقعة ويصبح الأمر غاية في الصعوبة، خاصة في ظل الأوضاع السياسية العالمية المتأزمة، والتحولات السياسية التي تشهدها دول العالم خاصة أوروبا التي بدأ نجم الأحزاب اليمينة فيها بالظهور وبقوة، والأزمات التي مازالت قائمة من دون وجود حلول لإنهائها أو حتى عدم اتساع جغرافيتها.