النجاح الذي تحقق في موسم الحج لم يكن مستغرباً، بمنظومة خدمات متكاملة لضيوف الرحمن، ومئات الآلاف من كوادرَ وفرق تشغيلية، وإدارة حشود وتفويج احترافي، ومنظومة صحيّة أمنيّة خدماتيّة إعلامية، يطرزها كفاءة وحوكمة وتميز تشغيلي، وخلية نحل بشري بحراك متواصل ميداني، بأحدث تقنيات وخطط تنفيذية رفيعة، بتناغم تكاملي من عدة وزارات وجهات حكومية وقطاعات عامة وخاصة. حج 1445ه، صنع أنموذجاً مضيئاً، ورسم جزءاً "كالعادة" من إبداع السعوديين وملحمة أنيقة وثمرة يانعة لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن؛ فحق لنا الفخر تمثيلاً مشرّفاً، ومنه انطلاقاً سأنعطف بنشوة فخر نحملها على جباهنا وأمام عقولنا بإنجازٍ لا يقبل أنصاف الحلول لأن لغته إبداعية "ابتكارية" مختلفة لا تمثل سوى حقائق وجمال تكامليّ قدمت فيه أكثر من 18 جهة وزارية وحكومية وبكوادر احترافية، وبإشراف عام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله-، امتداداً لقيادة رشيدة وشعب سعوديّ أمين حملوا على عاتقهم شرف الخدمة والمسؤولية معاً بإخراجٍ أنيقٍ لخدمة أشرف بقعة وأكرم خلق، فكان العامل المشترك امتداد الأدوار المضيئة والنماذج الوطنية المخلصة الناصعة فكانوا كعهد وطنهم بهم والمسلمين كافةً، فتحملوا مسؤوليات جسيمة وتضحيات مشرفة في خدمة ضيوف الرحمن. وكعادتها سخرت المملكة كل جهودها واهتماماتها في خدمة ضيوف الرحمن، حيث تسعى كل عام إلى تقديم مجموعة من التسهيلات والخدمات والمبادرات التي تضمن أداء فرائضهم بكل يسر وسهولة، فكان من اللافت في حج هذا العام الحضور الابتكاري الإبداعي التقني بشكل مميز ومذهل؛ يثبت ما وصلت إليه السعودية من تقدم هائل جعلنا نتسنم منصات القمم العالمية ترتيباً واحترافية، فقد تضمنت الخدمات الإلكترونية التي قدمتها المملكة نظام المسار الإلكتروني لحجاج الخارج، وهو نظام متكامل منذ بداية عمل التعاقدات الإلزامية من سكن ونقل وإعاشة، وحتى مغادرة الحجاج، وكذلك نظام المسار الإلكتروني لحجاج الداخل، وهو بوابة إلكترونية متطورة لعرض مختلف برامج الخدمة التي تعرضها شركات ومؤسسات حجاج الداخل. وفي الخدمات التقنية المميزة تتقدم "نسك" بفاعليتها وأهميتها حيث تعمل البطاقة عن طريق تقنية اتصال المجال القريب "NFC" التي تسمح بقراءة البطاقة عن طريق أجهزة الخدمة الذاتية المتوفرة في المشاعر المقدسة، كما تضم عدداً من الخصائص والميزات، كإرشاد الحجاج لسكنهم في المشاعر والتحكم بالدخول إلى المرافق المختلفة والحد من الحج غير النظامي. ومن البرامج التقنية نجد برنامج "التفويج" وهو البرنامج المخصص لإدارة الحشود عبر نظام إلكتروني لإعداد ومراقبة خطة التفويج، ومن المبادرات مبادرة "النظام الإلكتروني للمشاعر المقدسة" وهي نظام تقني رقابي لقياس جاهزية المشاعر المقدسة ومرافقها.. أما الروبوتات الذكية فقد سخرتها رئاسة الحرمين بعددٍ من الروبوتات الذكية لخدمة ضيوف الرحمن، منها الروبوتات التوجيهية والروبوتات المختصة لتعقيم البيت العتيق وروبوتات التطهير وروبوتات زمزم. ومن التطبيقات التقنية الذكية نجد تطبيق "الحج"، والذي يوفر للحجاج إمكانية الوصول إلى مختلف الخدمات الرقمية التي يتم تمكينها من خلال منصة بطاقة الحاج الذكية التي تتضمن عدداً من الميزات، مثل: عرض البطاقة الرقمية مع رمز الاستجابة السريعة، ومعلومات الحاج والباقة التابعة له، وغيرها... كما يبرز تطبيق "نسك" في تمكين الراغبين في أداء العمرة والزيارة من طلب إصدار تصاريح للدخول إلى الحرمين الشريفين لأداء العمرة والزيارة والصلوات وفق الطاقة الاستيعابية المعتمدة من الجهات المعنية، ويأتي تطبيق "ترجمان" لترجمة لافتات التعليمات للحجاج غير الناطقين باللغة العربية دون استخدام الإنترنت، كما يتفرد تطبيق "المقصد" في مساعدة زوار مكة في تحديد مواقعهم بدقة داخل أروقة المسجد الحرام ومعرفة طريقهم إلى أي مكان يريدون الذهاب إليه، وهذا التطبيق لا يحتاج إلى الاتصال بشبكة الإنترنت لتحديد الموقع، ويأتي تطبيق "مناسكنا" ليحدد الأماكن ذات الأهمية العامة، مثل: أقرب المساجد، المطاعم، الحمامات، مراكز التسوق وغيرها، وأما ما يخدم الحجاج في كل ما يخص خدمات المياه في المشاعر المقدسة يقوم به تطبيق "تروية" المميز، ويأتي تطبيق "المطوف" والمتضمن خدمات عدة، كخدمة أرشدني التي تمكن المستخدم من العثور على مكان إقامته، كما يتميز تطبيق "الحرمين" من منصة تطبيقات الحرمين الشريفين بخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، وأخيراً يساعد تطبيق "خطبة عرفات" الحجاج على الاستماع ومشاهدة الخطبة مترجمة يوم عرفات. وكانت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في تجربة رقمية فريدة أطلقت هذا العام لأول مرة؛ خدمة البطاقة الإعلامية الموحدة للإعلاميين المحليين والدوليين، مما أسهم في تسهيل حركة الإعلاميين، ويسّر عليهم تنفيذ مهامهم الإعلامية. النجاح الذي تحقق في موسم الحج لم يكن مستغرباً ولم يكن على مستوى بعينه وإنما شمل جميع الصعد والمجالات والمستويات كافة، بمنظومة خدمات متكاملة لضيوف الرحمن، ومئات الآلاف من كوادرَ وفرق تشغيلية، وإدارة حشود وتفويج احترافي، ومنظومة صحيّة أمنيّة خدماتيّة... يطرزها كفاءة وحوكمة وتميز تشغيلي، وخلية نحل بشري بحراك متواصل ميداني، بأحدث تقنيات وخطط تنفيذية رفيعة، بتناغم تكاملي من عدة وزارات وجهات حكومية وقطاعات عامة وخاصة.