دائماً الكتابة بالنسبة لي تدعو للسعادة والسرور وانشراح الخاطر وأعتقد أنها ممتدة بالنفع ومتعدية بالخير، وأن كل طرح يؤدي مهمة ويعكس غنى الواقع وتداعيات أبعاده، ولأننا من خلال رسم سطورها نوصل رسالة ونحمل هموماً ونقدم مائدة نحسبها غنية بالفكر والمعرفة وهي تتعدى حدود رسمها الأمر الذي يدل على قوة الكتابة وتأثيرها في الآخرين، في المقابل يظل الكاتب مهجوساً بالمشاركة المعرفية نحو كل المجتمع وقضاياه، والكتابة قبل هذا وذاك، هي كلمة، ومن منطلق الأمانة والمسؤولية تجاه أنفسنا ومجتمعاتنا علينا أن نختار تلك الكلمة ليكون أصلها ثابتاً وفرعها في السماء لتوتي أكلها كل حين، متدلية الأغصان وارفة الظلال دانية القطوف، والحقيقة إن واقعنا تتزاحم فيه المواضيع التي يمكن أن يستدعيها الكاتب ليوظفها كلمة تستحق أن تتداول ضمن كتاباته سواء كانت تنشر عبر الصحف المحلية أو من خلال المنصات الخاصة والحسابات الشخصية في الوسائط الرقمية، لاسيما بعد أن كسرت تلك المنصات قدسية الصوت الواحد وأصبح الجميع حاضراً في مضامين الرأي العام في تشارك لحظي ضمن بيئات جماهيرية كثيرة ومتعددة، اليوم كل المجتمع يشارك في الكتابة فهي لا تقتصر على شخص دون آخر فقد منحت برامج التواصل الاجتماعي مساحة وافية للجميع مع أن البعض يرى في تلك البرامج وسيلة للتسلية وفسحة من ضغوط الحياة أو التحرر من إكراهات عدة ويتخذها متنفساً لتغيير الروتين اليومي ورتابة الوقت فيما يراه هو مناسباً للإرسال والاستقبال، ودون أدنى شك إن هذا شأن شخصي ولكن علينا جميعاً إيصال رسالة تحمل معنى وقيمة ومضامين هادفة، لينعكس صداها نحو الإنسان والوطن وليكن لنا أثر واضح في جودة الحياة الفكرية وعلى مختلف الفئات العمرية أو البيئات الثقافية والاجتماعية، وهذا ما يتفق مع رؤية المملكة في ريادتها التي تنشدها نحو مجتمع عصري وحيوي فاعل، حتى إن الكثير من الجهات الرسمية اتخذت هذا الطريق مساراً لها من خلال الرسالة النصية التي تحمل رسالة واعية وراشدة ولطيفة في ذات الوقت من أغلب تلك الجهات الرسمية ولكي لا نعزل أنفسنا علينا أن نحضر من خلال الكتابة عبر أي منصة بوصفنا صوتاً فاعلاً ومؤثراً وحتما سوف نخلق إطاراً ثقافياً جديداً يليق بنا وبهذا الوطن المعطاء في ظل قيادته الرشيدة وفقها الله، وبالتالي نسهم في عملية الإثراء الثقافي في المشهد العام في الحياة اليومية وسيتجلى لنا دور الكتابة وسيتحقق رفع المستوى الثقافي الذي يعظم مفهوم المواطنة بامتداد نحو الوعي والمفاهيم الإنسانية والقيم الإسلامية التي ترفع من أنماط السلوك مع فسحة ثقافية للإبحار في ثقافة الوطن وبالتالي تحقيق بيئة إبداعية تفاعلية تعزز وتوقر فيها ثقافتنا وهويتنا وتاريخنا، ولهذا يجب أن نشيد بجريدة «الرياض» التي ما تزال تقدم صفحاتها الثقافية عناوين مثيرة وبتنوع مميز وعميق ونافعة للقارئ والباحث معاً، وهذا لا شك سوف ينعكس على جودة الحياة برمتها وبعمق مثير فالكتابة تحقق متعة وتأثيراً قوياً في الآخرين، وللكاتب كذلك حضور فاعل في كل الأوساط مع القدرة على التغيير والتطوير بتأثير مرتجى ومتوازن في الحياة السائدة بين الناس بما يخدم الوطن وإنسانه.. والى لقاء.