لدي قناعة تامة بأن نجاح وفشل أي منظمة يعتمد في المقام الأول على إدارة هذه المنظمة، فإذا كانت الإدارة محترفة نجح العمل وإذا كانت الإدارة غير محترفة فإن الفشل هو المسيطر على نتائج المنظمة بشكل عام. وفي رياضتنا السعودية سيطر نادي الهلال هذا الموسم على أغلب بطولات الموسم في كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة وألعاب أخرى فردية وجماعية، ناهيك عن تميز الهلال على الصعيد التنظيمي والتجاري والإعلامي والجماهيري. وهذه النجاحات ليست بمحض الصدفة بل هي نتاج عمل تراكمي بدأ النادي يجني ثماره. ولو فتشت عن سر هذه النجاحات لنادي الهلال فحتماً لن تتجاوز السبب الرئيس فيها وهو قائد هذا النادي ورئيس مجلس إدارته الأستاذ فهد بن نافل الذي استطاع باحترافيته الإدارية العالية أن يطور منظومة العمل في الهلال ليخلق بذلك بيئة إدارية نموذجية في وضع الأهداف والعمل على تحقيقها بكل إتقان. وبالفعل تمكن ابن نافل وفريق عمله من كتابة قصة نجاح كبيرة وعلى مدار خمس سنوات عبر إدارته لنادي الهلال، حيث خطط وعمل وحقق النجاحات بكل تميز تاركاً خلفه سجلا حافلا بالإنجازات وراسماً أمامه مستقبلاً مشرقاً بمزيد من النجاحات. لكن لكل شيء ضريبة، فالنجاح لا يأتي بسهولة بل يحتاج كثيرا من الصبر والتحمل والشجاعة في اتخاذ القرارات، فالأستاذ فهد بن نافل مر خلال رئاسته للهلال بمنعطفات صعبة لكنه تجاوزها بالهدوء واتخاذ القرار المناسب والمدروس، فمن ينسى عموري والحملة التي شُنت ضد فهد بسبب قرار الاستغناء عنه، ومن يذكر قضية كنو وكيف تعامل معها ومع نتائجها، ومن يذكر قرار إعادته لجيسوس وكيف تحمل ضغط الجماهير، أيضاً من يذكر تندر الكثيرين على ابن نافل في الصيف الماضي عندما تعاقدت الأندية المنافسة مع النجوم وهو تعاقد في آخر الفترة مع نجوم أقل سمعةً وشهرة، ومن يذكر الحملة الممنهجة ضد جيسوس وكيف ظهر بشجاعة في وقت حساس عبر تغريدات أشاد فيها بعمل المدرب وأكد ثقته فيه. اختم بنصيحة موجهة لكل رئيس نادٍ يبحث عن النجاح والسيطرة، أن يحذو حذو الأستاذ فهد بن نافل في صبره واحترافيته وشجاعته في اتخاذ القرارات المدروسة، وقبل كل شيء بعده عن التصاريح الإعلامية غير المفيدة.