"الله يزيدنا ولا ينقصنا" و"الله يزيد ويبارك".. دعوات مباركة كبرنا ونحن نسمعها من كبارنا وآبائنا وأمهاتنا، وهي تعكس وعيهم المعنوي الأصيل بالعدد والزيادة، واليوم ونحن نشهد أكبر حقبة زمنية تتصدر فيها ولله الحمد والمنة الأرقام الإيجابية والمفرحة في الشأن الاقتصادي والاجتماعي والدولي، اليوم تستطيع أن تتابع عبر محتوى الهيئة العامة للإحصاء وبشكل يومي أرقام ومؤشرات عديدة تمس حياة الفرد بشكل مباشر، وسأتطرق بشكل مختصر لأبرز الأرقام الإيجابية التي استوقفني منذ بداية 2024 حتى اللحظة بداية مع توقيع مذكرة مع اتحاد الغرف السعودية الذي ضمن مجالات تعاون في رفع وعي القطاع الخاص بالإحصاءات الاقتصادية وتبادل البيانات والمعلومات المتعلقة بالقطاع الخاص ورفع جودة البيانات الاقتصادية بجانب البحوث والدراسات والمنتجات والمؤشرات الإحصائية، تلاها نشر للرقم القياسي لأسعار المستهلك للشهر الأخير من عام 2023 والذي شهد تغير سنوي بنسبة 1.5 ٪ مقارنة بديسمبر 2022مع انخفاض ملاحظ في نسبة التغير لمشتريات الملابس والأحذية والتنقل والاتصالات أمام ارتفاع طفيف في الأغذية والمشروبات والترفيه والثقافة، ثم جاء خبر رائع وهو قفزة 25 مرتبة في مؤشر الأداء الإحصائي للمملكة والذي يقيس النضج وأداء الأنظمة الإحصائية للدول والصادر من البنك الدولي حيث حققت المملكة 100 ٪ في محور استخدام البيانات وهي الأولى خليجيا في مؤشر (SPI) والأفضل تقدم في مجموعة العشرين بنسبة 17.4 ٪. الصين الدولة المتصدرة في مؤشرات التجارة الدولية للمملكة حيث بلغت حجم الصادرات 16.1 مليار ريال تلتها اليابان ثم الهند ثم كوريا الجنوبية والإمارات الشقيقة، وبلغ معدل نمو الأنشطة غير النفطية 4.6 ٪ مقارنة بالعام 2022، 14 ٪ هي حصة الاقتصاد الرقمي من الناتج المحلي وهي نسبة تعكس التطور المستمر في المنظومة التقنية من خلال فحص نسبة المنشآت التي قامت بشراء خدمات الحوسبة السحابية وهي 48 ٪ و 60 ٪ للمنشآت التي استخدمت أجهزة مرتبطة بالإنترنت. كما شاركت الهيئة في أعمال الاجتماع السنوي للجنة الإحصائية في الأممالمتحدة ليس فقط لاستعراض أبرز الإحصاءات الدولية ذات العلاقة بالشأن الاقتصادي والاجتماعي، بل أيضا لمراجعة المعايير الإحصائية وتطوير الأساليب التي تستخدمها المكاتب الإحصائية الرسمية في دول العالم، وهو يعزز مكانة الأرقام والأداء المتميز للمملكة يوما بعد يوم. منهجية السلاسل المتحركة، نعم هي طريقة علمية توصي المنظمات الإحصائية الدولية باستخدامها لحساب الناتج المحلي، والسعودية هي الأولى عربيا وخليجيا في استخدامها فهي تقدر معدلات النمو باستخدام أوزان وأسعار السنة السابقة لسنة القياس حتى تضمن انعكاس التغيرات بشكل دقيق، فإن توفير هذه البيانات الدقيقة ببساطة من مستهدفات رؤيتنا الوطنية، أخيرا فإن عدد تدفقات الاستثمارات الأجنبية أيضا تجاوز 13 مليارا في الربع الأخير من عام 2023، وهو انعكاس رقمي نقرأ بوضوح من خلاله التغييرات الاقتصادية التي انعشت المشهد الاجتماعي وباتت جودة الحياة نمط للسعوديين يفضل الله أولا، ثم بوجود برامج وطنية ومؤشرات نشطة ومستمرة ولا تتوقف. أخيرا، إن هذا الحراك المستمر والتصاعد لا بد أن يزيد من وعينا بالدور الواجب علينا وأيضا خدمة من حولنا، الوفرة التي نحيا بها جاءت من ثقافة يقول أهلنا "الله يرزقني ويرزق مني"، ولله الحمد أن تعيش وأنت تشاهد هذه القفزات بل تكون عنصرا مؤثرا فيها هي نعمة حقيقية ومسؤولية تستدعي كل التركيز، وأن يتذكر الإنسان أن قيمنا النبيلة كالبر وصلة الرحم والمحبة أمور تزيد ولا تنقص، والنظر للصورة كاملة وتصور مستقبل الأجيال كمجتمع مترابط وممتد متعة بحد ذاتها.. دمتم بنماء وريادة.