خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة غير أنها في قصة الشيف التنفيذي وائل اليزيدي بدأت "بشغف" نما لديه منذ الطفولة وترسخ في شبابه حتى تعددت لديه التجارب وتراكمت الخبرات لتصنع أمامه فرص الوصول إلى حضور ومكانة مهمة في عالم الطهاة المحترفين، إذ كان أول رئيس لنادي فنون الطهي بجمعية الثقافة والفنون بتبوك وكذلك رئيس نادي الطهاة المحترفين ومستشار لعدد من المطاعم والمقاهي إضافة إلى مشاركات عدة مع برامج الطبخ بالقنوات الفضائية. كما حصل اليزيدي على عدة شهادات شيف تنفيذي محترف وعلى عضويات عالمية ومحلية في مجال الطهي وتم اختياره سفير السعودية لمنظمة عالم الغذاء الدولي. الرياض كان لها لقاء مع الشيف وائل اليزيدي وهو يتهيأ حالياً إلى محطة جديدة تُضاف إلى مهنيته وتضيف إلى سيرته الكثير. بدأنا الحديث معهُ من مدرسته الأولى ومرجعهُ الدائم كما يقول والدته.. فهي من مهدت له الوصول إلى تلك المهنة التي بات يتقن جيداً أدواتها وتقنياتها بكل احترافية، يقول عن بدايته الطفولية: إنهُ يتحين لحظة دخول والدته لمطبخها، حيناً يراقبها وحيناً آخر يساعدها وأحياناً يُغافلها معلناً بعد ذلك عن نشوب حريق في المطبخ، وتدرج هذا الشغف معه بمرور الأيام وتعددت التجارب والمحاولات لتطبيق الكثير من الأفكار والابتكارات منها ما تحقق ومنها ما زال يسعى لتحقيقه.. مؤكداً أن والدته هي أقوى وأول داعم لهُ والأهم أنها حتى الآن مازالت تقدم لهُ النصائح والتوجيهات فهي سيدة ضليعة بالطبخ وخبرتها قديمة في الأكلات الشعبية وهذا ما جعله يعكف حالياً على إصدار كتاب بعنوان: "وصفات أمي" كخطوة لحفظ هذا التراث المرتبط بالأكل الشعبي. ويضيف وائل بقوله: بلا شك بعد هذه الخطوة أيقنت بأنه مجالي الذي سأحترفهُ بشكل دائم لهذا قررت أن أصقل خبراتي تلك بالسفر للخارج والحصول على شهادات احترافية في هذا الشأن، وبالفعل حصلت على شهادات من عدة جامعات عالمية من فرنسا ونيفادا الأمريكية. تأسيس أول مجتمع للطهاة في تبوك وينقلنا اليزيدي بالحديث عن تأسيسه لأول فريق تطوعي يُعنى بتأهيل الطهاة وتدريبهم ونقل تجاربهم في الطهي في مطبخ مفتوح أمام الجمهور، مشيراً إلى أن الفكرة جاءت بعد أن وجد أن هناك إقبالاً كبيراً على مهنة الطهي، فجاءت فكرة افتتاح مطبخ أسماهُ "مطبخ تابوا "- اسم تبوك قديماً - وتفاجأ بعد الإعلان عنه بالإقبال الكبير للمتقدمين من مختلف تخصصات الطهي ليتم قبول 200 مشارك في حين كان هُناك أكثر من 110 طهاة على قائمة الانتظار، وساهم فيما بعد بتمكينهم من افتتاح مشاريعهم الخاصة إضافة إلى أن منهم من سافر للخارج لدراسة فنون الطهي. وتحدث الشيف وائل عن إحدى أقوى الفعاليات المنظمة مؤخراً والتي تُعد من أهم المشاركات المجتمعية المميزة، والمتمثلة في إقامة أول مهرجان طعام محلي وأكبر "مطبخ ميداني" في ساحة الجادة بتبوك بمهرجان ليالي الجادة الرمضانية وبمشاركة أكبر طهاة تبوك والفرق التطوعية، وبتنظيم من أمانة منطقة تبوك، حيث اجتمع أكثر من 25 طاهياً وطاهية لتقديم أطباق متنوعة من المأكولات والحلويات وتوزيعها بشكل مجاني على كل زوار المهرجان. وعن تجربة تحويل "مطبخ تابوا" لواجهة ضيافة محلية قال: اخترنا بداية تصميم وديكور المطبخ من التراث اليوناني المرتبط بتبوك قديماً والذي يعكس التاريخ مع لمسة عصرية وحس ناعم مضيفاً أننا نستقبل الوفود والسياح والمشاهير من خارج المنطقة. وقال: نعمل تحت إدارة نادي فنون الطهي على إبراز المطبخ التبوكي وذلك بتقديم الأطباق الوطنية المعتمدة مؤخراً لزوار المنطقة الذين يمتلكون حرية اختيار أصناف الطعام وطبخها مباشرة أمامهم، وهي تجربة لاقت استحسان الجميع وتم التعرف فيها على طبق الصيادية الذي تم اعتماده كطبق تبوك الوطني، كما نفذ المطبخ ليالي طبخ عدة لعدد من الجاليات العربية للكشف عن ثقافة تلك المطابخ وأسرار أطباقها الشهيرة. وبسؤاله عن لقب الشيف الحقيقي ومن يستحقه لاسيما مع زيادة الحسابات بمواقع التواصل الاجتماعي التي يروج الأشخاص بها لأنفسهم بأنهم طهاة يقول وائل: علينا أن نفرق بين صُناع المحتوى ممن يطبق وصفات معروفة ويقدمها بتصوير ومونتاج عالٍ وبين هواة الطبخ والطهاة وبين الشيف التنفيذي الذي عليه أن يمر بجميع الانتقالات حتى يصل إلى مستوى الشيف التنفيذي، فمثلاً الشيف التنفيذي يجب أن يكون قائداً إدارياً يتسم بالقيادة الناجحة لفريقه، ويعمل على توزيع الأدوار بتوازن، كما يكون متمكناً من ابتكار وصفات جديدة.