"اليمامة الصحفية لم تتأخر يوما واحدا في رواتبها ومستمرة بصرف الأرباح سنويا دون توقف".. هكذا نشر سعادة المدير العام للمؤسسة الأستاذ الفاضل خالد الفهد العريفي ردا على حوار متلفز اختزل جهود المؤسسات الصحفية في مؤسسة معينة مع تهميش جهود بقية الصحف، بشكل عفوي وحوار قد يكون بالتأكيد ذا نوايا حسنة ولا يخالجنا شك بإعلاميينا الافاضل، لكن تماما كما للمتحدثين رأي فإن من حق الموظفين والمهنين الرد وهذا ما قام به بالفعل الزملاء الكرام حينها، وقد استوقفني رد الاستاذ عبدالله الحسني وهو عين الثقافة الناقدة في الصحيفة حيث قال: "في مؤسسة اليمامة هناك نهج ومسلك إداري لا يهدف الى التطور فحسب بل صناعته"، كما أكد أيضا الأستاذ خالد الربيش ان مركز اليمامة الصحفية للتدريب على وجه التحديد نموذج متفرد في تخصصات الصحافة ووصفه بأنه بالفعل جامعة صحفية وارث اصيل ومستقبل متطور، ولليمامة بصمتها الخالدة في نفوس الناس. الصحافة مكانة، ووطننا وطن الرأي والريادة، وحكمة قادتنا عبر العصور جعلتنا ولله الحمد نمتلك كيانات إعلامية ذات باع طويل، بل اعتز بكافة مؤسساتنا الصحفية وان حدث تأخر لدى أي جهة فليس دورنا سوى ان نقدم لهم الدعم اللازم والنقد البناء، ولعل التغييرات الأخيرة التي شهدتها هيئة الصحفيين تأتي بالمزيد من التحولات والأفكار والبرامج. ومن يفهم عمق التغيير الثقافي سيدرك انه الأصعب والأكثر بطئا. وهذا يعني أيضا انه علينا ان نكون اكثر واقعية في اطروحاتنا حول اقتصاديات الاعلام فنحن لسنا في معزل عن العالم ان كانت الصحف العالمية تعاني فمن الطبيعي ان تكون هناك تحديات ومواجهات وصراعات للبقاء، كطبيعة الحياة التي جبلنا عليها ومواجهتها، كما انه من المهم ان تكون نظرتنا للصحافة ليست منحصرة في الجانب المادي، بل بالجانب المعنوي والحرية في التعبير وصناعة قصص واخبار جذابة تستحوذ على اهتمام الجمهور، تقول غابرييلا ميسترال: "جميع القصص تستحق أن تُروى، ولكن قد تكون هذه القصة حاسمة أكثر من غيرها"، ان التحديات الصحفية الحقيقية هي تحديات المعلومات المضللة واغتيال اليد التقنية لليد البشرية، بل انت ككاتب قد لا تجد صفحتك بعد روبوت او حتى تطبيق. الصحافة مهنة، وهي لم تكن يوما ممارسة طارئة ولا يمكن تفسير نهم البعض من العامة تمني الزوال لهذه المهنة، هل هي ترسبات قديمة خلفتها الصحوة في الاذهان والوعي الجمعي، وما الذي يجعل أي شخص يكره مهنة دون سواها؟ وانا هنا لا اتحدث عن الصحفيين انفسهم فهي بمنظار أصحابها هوية مهنية بل يندر ان تجد الصحفي يتخلص من أسئلته الوجودية "كيف ولماذا ومتى" لذلك داخل صحفي جيد "باحث" جيد، وهم الأقرب للمعرفة متى ما تحروا الدقة والحياد، اليوم أمام الأجيال الإعلامية الشابة تحديات مهمة أبرزها هذه التنميطات المقيتة والمجحفة ودورهم ان ينفكوا من هذه الاحكام ولا يجعلوها قيدا في اعناقهم، كذلك تحديات المساومة على بقاء مهنتهم. أخيرا، اختتم بمقولة خاصة للأستاذ فيصل الخماش "من يؤمن بوفاة المهنة عليه مراجعة قراراته، الصحافة لا تزال بخير".. ودمتم بخير.