اتخذت المملكة سلسلة من الإصلاحات والتدابير لتعزيز مشاركة النساء في الرياضة وتمكينها من ممارسة أنشطة رياضية متنوعة وأيضا توفير فرص للنساء لحضور المباريات الرياضية في الملاعب المخصصة للأسر، وتأسيس العديد من النوادي الرياضية النسائية وتوفير بنية تحتية رياضية ملائمة. وتهدف هذه الخطوات الجديدة إلى تعزيز المساواة وتشجيع المرأة السعودية على ممارسة الرياضة والاستفادة من فوائدها الصحية والاجتماعية، وتعتبر الرياضة النسائية وسيلة لتعزيز اللياقة البدنية والصحة العامة، وتعزيز الثقة بالنفس وتطوير المهارات القيادية والفردية لدى النساء وبفضل هذه الإصلاحات، تشهد المملكة اليوم زيادة في عدد النساء المشاركات في الأنشطة الرياضية المختلفة مثل: كرة القدم، الجري، السباحة، كمال الأجسام، والتنس، وغيرها، كما تستضيف العديد من الأحداث الرياضية النسائية على المستوى المحلي والدولي، مما يعزز روح التنافس ويعرض المواهب الرياضية للنساء السعوديات. أول دوري للمرأة في المملكة في ديسمبر 2021، انطلقت منافسات دوري السيدات الأول لكرة اليد الذي نظمه الاتحاد السعودي لكرة اليد ممثلا باللجنة النسائية في الاتحاد، إذ يعد الدوري هو النشاط النسائي الرسمي الأول في تاريخ اللعبة منذ تأسيس الاتحاد السعودي لكرة اليد وشارك في الدوري الذي أقيمت منافساته على صالة اللجنة البارالمبية بالرياض 6 فرق قسمت على مجموعتين، وأدارت المباريات حكمات سعوديات ممن شاركن في الدورات التي نظمها اتحاد اللعبة بالتعاون مع معهد إعداد القادة بوزارة الرياضة وجرى ترشيحهن لقيادة المباريات كمراقبات وحكمات. وهنالك العديد من النجاحات التي تحققت على صعيد الرياضة النسائية، دخول المنتخب السعودي لكرة القدم عالم التصنيف الدولي بعد تجاوزه ومشاركته في العديد من المباريات الودية والبطولات الدولية، وأضحى المنتخب السعودي للسيدات واحدا من المنتخبات الحديثة المتطورة في القارة الآسيوية ونجحت اللاعبات السعوديات في كافة الألعاب الفردية والجماعية في تحقيق العديد من الميداليات والمنجزات في دورات الألعاب العربية والآسيوية، والبطولات العالمية في حدث تاريخي للرياضة السعودية. النساء السعوديات الرائدات في الرياضة تعد سارة عطارد أول امرأة سعودية تتنافس في سباقات المضمار والميدان في الألعاب الأولمبية لم تكن رحلة سارة سهلة لقد واجهت العديد من التحديات والضغوط المجتمعية ومع ذلك، دفعها حبها للجري وإيمانها الراسخ بقوة الرياضة إلى تحقيق أحلامها. ومن الشخصيات المذهلة الأخرى لينا المعينا، الرائدة في مجال الرياضة النسائية في المملكة العربية السعودية بصفتها مؤسسة فريق جدةالمتحدة لكرة السلة للسيدات، لعبت لينا دورًا فعالًا في خلق الفرص للنساء السعوديات للمشاركة في الرياضات الجماعية. وتعد دلما ملحس، أول امرأة سعودية تنافس في منافسات الفروسية في الألعاب الأولمبية للشباب، ملهمة بنفس القدر على الرغم من مواجهة العديد من التحديات والنكسات، دفعها شغفها لركوب الخيل إلى الأمام. أهمية الرياضة للنساء أولاً: الصحة واللياقة البدنية تمارس النساء الرياضة للحفاظ على صحتهن ولياقتهن البدنية تعمل النشاطات الرياضية على تعزيز القوة البدنية والمرونة والتحمل، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السمنة وأمراض القلب والسكري بالإضافة إلى ذلك، تساهم الرياضة في تحسين الصحة العقلية والتخفيف من التوتر والقلق. ثانياً: تعزيز التوازن الاجتماعي يعمل دعم المرأة في الرياضة على تعزيز التوازن الاجتماعي وتحقيق المساواة بين الجنسين يعد المجال الرياضي فرصة للنساء للتعبير عن قدراتهن ومواهبهن وتطوير مهاراتهن كما يتيح لهن التفاعل مع أفراد المجتمع وبناء علاقات اجتماعية وتعاونية. ثالثاً: تمكين المرأة يساهم دعم المملكة للرياضة النسائية في تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع من خلال المشاركة في الرياضة، تكتسب النساء الثقة بأنفسهن وتكون قادرات على تحقيق النجاح والتفوق في مختلف المجالات كما يعزز التوجه الرياضي الإيجابي دور المرأة كقائدة ومدربة ومسؤولة رياضية. الآثار الاقتصادية لاهتمام المملكة بالرياضة النسائية أولاً: تعزيز السياحة الرياضية من خلال دعم الرياضة النسائية وتنظيم الفعاليات الرياضية للنساء. ثانياً: البنية التحتية الرياضية يستدعي دعم المملكة للرياضة النسائية تطوير البنية التحتية الرياضية المتعلقة بها تحتاج الأندية الرياضية النسائية إلى مرافق رياضية ملائمة وملاعب ومراكز تدريب، وهذا يشجع على الاستثمار في البنية التحتية الرياضية ويوفر فرص عمل في قطاعات البناء والهندسة المعمارية والصيانة. ثالثاً: تنشيط القطاع الاقتصادي المرتبط بالرياضة يتطلب تنمية الرياضة النسائية وتوفير الفرص للمشاركة والتدريب والتنافس، توفير خدمات ومنتجات مرتبطة بالرياضة يشمل ذلك مجالات مثل: تصنيع المعدات الرياضية، والملابس والاكسسوارات الرياضية، والتغذية الرياضية، والخدمات الطبية والتأهيلية فهو يعزز النشاط الاقتصادي ويعمل على توفير فرص عمل وتعزيز الاستثمار في هذه الصناعات. رابعاً: ترويج العلامة التجارية السعودية يعد دعم المملكة للرياضة النسائية فرصة للترويج للعلامة التجارية السعودية تشارك الرياضيات السعوديات في البطولات والأحداث الرياضية الدولية، مما يجلب الانتباه الإعلامي ويعرض الثقافة والهوية السعودية أمام الجماهير العالمية ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز سمعة المملكة وتشجيع السياحة والاستثمار فيها. رؤية 2030 فرصة لدعم المرأة في الرياضة وتهدف رؤية المملكة إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز جميع جوانب الحياة في المملكة، بما في ذلك دعم المرأة في مجال الرياضة، وقد تم اعتماد العديد من الإجراءات والمبادرات لتعزيز مشاركة المرأة في الرياضة وتوفير فرص متساوية لهن، وتهدف المملكة بحلول عام 2030 إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد من 40 % إلى 65 % من الناتج المحلي الإجمالي وتطمح لبناء نظام متين وأكثر قوة للشركات الصغيرة والمتوسطة لزيادة إسهاماتها السنوية في الناتج المحلي الإجمالي من 20 % إلى 35 % مع زيادة مساهمة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الناتج المحلي الإجمالي من 3.8 % إلى 5.7 %، وفتح مؤخرا الاستثمار الأجنبي بملكية 100 % في القطاع التجاري كأحد الخطوات الجادة نحو تمكين مزيد من الاستثمارات. في الختام تعد الرياضة أسلوب حياة وقوة محفزة للتغيير والتحسين في حياة الأفراد والمجتمعات تتميز الرياضة بقدرتها على تعزيز الصحة البدنية والعقلية وتعزيز التعاون والروح الرياضية، وبناء القيم والمهارات الحياتية إن تعزيز الرياضة النسائية في المملكة يعد خطوة مهمة نحو تحقيق المساواة وتمكين المرأة في المجتمع ومع استمرار الجهود المبذولة لتعزيز المشاركة الرياضية للنساء ستستمر الرياضة النسائية في المملكة في النمو والتطور في المستقبل. دلما ملحس سارة العطار لينا المعينا دور المملكة في تمكين المرأة في المجال الرياضي