تستعد مدارس التعليم العام بكافة أنواعها الحكومية والأهلية لتطبيق الاختبارات الوطنية (نافس)، والذي أعدته هيئة تقويم التعليم والتدريب، وسيتم تطبيقه بالتعاون مع وزارة التعليم. وفي قراءة لهذا المشهد من بُعد استراتيجي، فإن أداء الطلاب في الاختبارات الوطنية من مؤشرات الهدف الاستراتيجي الوطني في المستوى الثالث (تحسين مخرجات التعليم الأساسية) في برنامج تنمية القدرات البشرية. وقد صممت هذه الاختبارات وفق منهجية علمية صارمة للمواءمة بين المناهج التي يدرسها طلاب التعليم العام، والمعايير العالمية. كما يتضمن تطبيق اختبارات نافس تطبيق عدد من الاستبانات التي تستهدف ولي الأمر، والطالب، والمعلم، ومدير المدرسة، لتحديد العوامل المؤثرة على تحصيل الطلاب. ومن خلال نتائج هذه الاختبارات والاستبانات، يمكن تقييم جودة مخرجات التعليم، وتحديد الفجوات، والتي باكتشافها يمكن تطوير مناهج التعليم، وبرامج التنمية المهنية المقدمة للمعلمين، وتحسين بيئات التعلم. ومن بُعد آخر نقرأ مشهدًا نوعيًّا يمثل العصر الجديد في المملكة العربية السعودية، عصر الرؤية الطموحة التي تعزز وتقدر العمل الجماعي، والتكاتف بين الجهات المعنية لتحقيق المستهدفات الوطنية؛ فما نشاهده من جهود وتكامل بين كل من هيئة تقويم التعليم والتدريب، ووزارة التعليم لبناء هذه الاختبارات، والتنسيق من أجل تطبيقها، يدل على حرص صناع القرار في هذه الجهات، وإيمانهم بأهمية التكاتف والتعاون، وأن أحدهما لا يغني عن الآخر. ويأتي التعاون الحالي جزءًا من صورة كبرى للتعاون المستمر بين الجهتين، فمن أبرز الجهود بينهما إطلاق مؤشر ترتيب لتحديد مستويات المدارس بناء على عدد من المحددات، والتعاون في بناء إطار مناهج التعليم العام، وتطوير المعايير المهنية للمعلمين، وإصدار الرخص المهنية، وتطبيق التقويم المدرسي القائم على المعايير، وغيرها من الجهود التي تسعى إلى تشكيل صورة جديدة للتعليم، وتقديم تجربة تُدَرَّس على مستوى عالمي.