في الوقت الذي أطلقت إيران فيها عدد من الطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل مساء (السبت)، توافدت كثير الطائرات من شتى بقاع العالم للدخول في الأجواء السعودية بحثًا عن المعبر الآمن. واعتُبرت الأجواء السعودية هي الملاذ الآمن لشركات الطيران العالمية، وأثبتت المملكة بأنها الموقع الاستراتيجي لخطوط النقل العالمية، متبوعة بغطاء أمني قوي يسهل مرور شركات الطيران بسلامة دون المرور فوق المناطق الملتهبه بالصراع حالياً. وكانت تقارير أشارت إلى وجود اضطرابات بنظام تحديد المواقع العالمي ما تسبب بإرباك حركة الطيران بمناطق عدة. فيما أعلنت العديد من الدول في مناطق الصراع والقريبة منه في الشرق الأوسط عن انقطاع في نظام GPS، وقد أغلقت الأردن ولبنان والعراق وسوريا مجالها الجوي. وكما أعلنت العديد من دول منطقة الشرق الأوسط، إغلاق مجالها الجوي أمام حركة الطيران، بدءًا من مساء (السبت)، في حين علقت شركات طيران رحلاتها أو غيّرت مسارها، وذلك في ضوء الهجوم الذي شنته إيران تجاه إسرائيل باستخدام المسيرات والصواريخ. وأظهرت صور مراقبة حركة الطائرات، موقع "flightradar" الأجواء شبه خالية فوق العراقوالأردن وسوريا ولبنان وإسرائيل، خلال فترة الهجوم الإيراني بينما تعج سماء المملكة بالطائرات المدنية الناقلة.وعلّق خبير الطيران منيف الحربي، على ما حدث بأنه ليس غريباً على قطاع الطيران المدني السعودي بشكل عام و أداء الملاحة الجويّة السعودية بشكل خاص، حيث وفّرت الدولة أيدها الله كافة الامكانات منذ سنوات طويلة وواكبت التطور التقني والتدريب البشري حتى أصبح المجال الجوي السعودي يدار بكوادر سعودية 100% من المراقبين الجوّيين السعوديين وهذا إنجاز متميّز على مستوى المنطقة والعالم، كذلك وفّر موقع المملكة الجغرافي ميزة إضافية فهي بحمدالله تتمتع بمساحة واسعة تعادل ربع قارة أوروبا، وتربط بين ثلاث قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويتمتع المجال الجوّي السعودي بالتقنيات العالية وكذلك بالأمان الذي توفر بفضل الله ثم بفضل السياسة الحكيمة لقيادة هذا الوطن، حيث كانت ومازالت الأجواء السعودية هي الملجأ كلما اندلعت الصراعات في المنطقة، شاهدنا ذلك أثناء الغزو الأمريكي للعراق طوال سنوات وكذلك أثناء الحرب العراقيةالإيرانية و شاهدناه هذه الأيام كما تابعه العالم من خلال وسائل الإعلام والتواصل. وتبذل شركة الملاحة الجوّية السعودية جهودا جبّارة على مدار الساعة سواء في الأحوال العادية لمواكبة النمو المتزايد في الطيران، أو في الحالات الطارئة التي تستدعي المزيد من الجهود لاستيعاب تدفق الحركة الجويّة من كافة أنحاء العالم.الجدير بالذكر أن القطاع الجوي بالمملكة يعتبر من أهم القطاعات الحديثة في منظومة النقل اللوجستي والتي تهدف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية لتطويره، خاصة أن المملكة تمتلك موقع جغرافي استراتيجي مميز يتوسط خطوط التجارة، والربط بينهما بالنقل الجوي وكونها حلقة اتصال بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، وهي نقطة عبور آمنة وهي أيضا واسطة العقد بين دول العالم والشرق الأوسط. فمنظومة المراقبة الجوية في المملكة قادرة على احتواء وتنظيم أضعاف أضعاف هذا الكم من الطائرات العابرة بسلاسة، حيث تُدار أجواء المملكة بكفاءة واحترافية عالية كما إن الجميع يعلم أن المملكة تمتلك 99 سربا جويا لها قدرات هائلة وأن أي تهديد لسلامة وأمن المملكة سيتم التعامل معها بشكل حازم والرد عليه فوراً، كما تعتبر الملاحة الجوية السعودية بالمرتبة الثانية عالمياً في إدارة المجال الجوي، فيما تمتلك المملكة قدرات متقدمة ويمكن لبعض راداراتها رصد أي هدف بحجم كرة قدم صغيرة والتحرك إليه خلال 120 ثانية. صورة تظهر توافد الطائرات من شتى بقاع العالم ودخولها للأجواء السعودية لقطة من موقع flightradar تظهر أجواء العراقوالأردن وإسرائيل وسورية ولبنان شبه خالية من حركة الطيران