{وبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِين} خَلَقَ الله تعالى آدم عليه السلام من طين، وخلق زوجه من ضلع آدم، فإذا كانت زوجة آدم جزء منه، فإن آدم هو حواء كلها مهما أحب الرجل المرأة فإنه يجعلها جزءًا من حياته أما المرأة إذا أحبت الرجل فإنها تجعله حياتها كلها. النساء أصدق في الحب من الرجال وهذا ليس ذماً في الرجال وليس مدحاً في النساء إنها الفطرة التي فطر الله عليها النّاس لتستمر الخليقة، إن أصل الخُلق لا فكاك منه في الطباع فقد خلق الله آدم من تراب والتراب هو الرحم الذي تولد منه الأشجار والنباتات لهذا يجد الرجل قيمته في العمل والإنتاج ولكنه سبحانه خلق حواء من ضلع في آدم ناحية القلب لهذا فإن علاقة المرأة بالإنتاج علاقة بعيدة وهي عندما تنتج فإنها لا تحقق ذاتها وإنما تحقق بعضا من ذاتها، وإنما تسعد بما تنتج لأنها تشبع بعض التراب التي هي جزء الجزء منه ولكنها لا تجد نفسها إلا حين تحب، فقد خلقت من قطعة قرب القلب المرأة تجد نفسها زوجة حنون وأماً. لهذا نجد اللهفة للأمومة عند النساء أشد من اللهفة للأبوة عند الرجال لأن الأبوة حلقة من حلقات الإنتاج الكثيرة في حياة الرجل أما الأمومة فهي أرقى وظائف الحب وبدونها تشعر المرأة بنقص عاطفي لأن هذا يُحدث خللاً في وظيفتها الكبرى التي خُلقت لها لهذا لا مانع عند الرجل أن تساعده المرأة في أعباء الحياة المادية، ولكنه يتحرج أن يكون عالة على امرأة، ذاك أنه كائن ترابي، أما المرأة فلا تتحرج أن تكون مسؤولة من الرجل يقدم لها احتياجاتها المادية إنها لا تشعر النقص أبداً، ذاك أنها كائن قلبي. (رسائل من القرآن)