لم يعد للهلال تاريخ ينافسه ولا رقم يستعصي عليه، فالهلال تجاوز التاريخ والأرقام واعتلى المجد بكوكبة من الرجال (الصامتين) وأفعالهم تتحدث.. رجال قدموا أنموذجا مؤسّسيًا يسبق استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم ليكون أيقونة الحدث الأبرز.. هذا التكوين الذي بني على أسس قوية تحت شعار الهلال أولاً كان يسير بخطى ثابتة نحو أهدافه المرسومة والتي لم تتحقق بعد وإنما هي قيد التحميل بأمر الله.. الكل يتمنى شيئًا أو بعض شيء يحدث في حياته أو يحققه وهذا الهلال لديه كل شيء وهو أجمل شيء ولا يحتاج لشيء بعد توفيق الله.. الهلال يا سادة لا يفوز فقط، ولا يصعد المنصات وينال البطولات فقط، هو يكتب التاريخ ويحطم الأرقام ويجعل بينه وبين الآخرين مسافة ضوئية وكونية وإعجازية.. كان الله في عون أهل اللغة في قدرتهم على صياغة مفردات وكلمات تنصف الهلال وتصفه كما يجب.. مجامع اللغة والقواميس لن تجد في الأبجديات ما يروي غليلها ويجعلها تكتب الهلال كقمة ومعجزة لا تتكرر.. ما يمنحه الهلال للغات وصناع المحتوى ومنصاتها يجعلك تطمئن أن الشغف والحافز مستمر ومتجدد. وليست اللغة وحدها من توقفت عاجزة فالفيزياء تعبت مع الهلال ، الكيمياء تشتكي من الهلال والرياضيات بالكاد تحل معادلات الهلال .. وحده التاريخ مستمتع بالهلال وبما يصنع ويكتب ويقرر.. ستجتهد كل العلوم والفنون في استثمار وجود الهلال لتعيد صياغة مناهجها ومساراتها وتحاول أن تتعلم من الهلال أكثر.. وحده التاريخ ينصف الصابر والمجتهد والمثابر ويمنحه مساراً يبحر فيه بشموخ وعزة لا تجارى.. فاقتحام (غينيس للأرقام القياسية) حدث يصنعه الهلال للوطن ويقدمه في رأس هرم الأندية الشرسة في العالم والتي تسجل انتصارات متتالية ليصعد هلال الوطن فوق الجميع بثمانية وعشرين انتصاراً حتى إلا .. شامخٌ هذا الهلال برجاله وإدارته ولاعبيه وجمهوره.. أنا من جيل صنع الهلال فرحته ودامت معي عشقاً ينمو في عروق محبتي حتى عانقت جبين العالم وبقيت هناك فمن أراد الوصول لي عليه نحت الصخر ومواجهة التحديات وأن يهزم الهلال.. أنا الهلال والشموخ والكبرياء والتفرد.. أنا الهلال على عرش غينيس وحيداً.. أنا الهلال .. أنا العناد.. والبقية محطات عبور لاغير..