يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن محادثات مع قادة الكونغرس في البيت الأبيض الثلاثاء في محاولة للإفراج عن مليارات الدولارات من المساعدات العاجلة لأوكرانيا وتجنب إغلاق حكومي وشيك. ويأتي ذلك بعدما حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن بلاده في حاجة ماسة إلى دعم غربي متواصل لهزيمة روسيا وأعرب عن أمله في أن تقرّ الولاياتالمتحدة حزمة دعم تبلغ فيمتها 60 مليار دولار. ومع دخول الحرب عامها الثالث، تشنّ موسكو هجمات مكثّفة على الجيش الأوكراني الذي يعاني نقصا في الذخيرة بسبب الخلافات السياسية بشأن المساعدات في مجلس النواب الأميركي. وقال البيت الأبيض إن بايدن سيلتقي رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون ونظيره الديموقراطي حكيم جيفريز وزعيم الأغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم المعارضة ميتش مكونيل. وأضح مستشار الأمن القومي جايك ساليفان لشبكة "سي إن إن"، "هناك أغلبية قوية من الحزبين في مجلس النواب مستعدة لتمرير مشروع القانون هذا". وأضاف "ويقع هذا القرار على عاتق شخص واحد، والتاريخ سيشهد ما إذا كان جونسون سيطرح مشروع القانون للمناقشة". الآن وقت التحرك عندما غزت روسياأوكرانيا في فبراير 2022، كان النواب الأميركيون يؤيدون بأغلبية ساحقة تسليح الجمهورية السوفياتية السابقة الموالية للغرب والتي تخلّت عن سلاحها النووي في التسعينات بعد حصولها على ضمانات من الغرب بشأن أمنها. وبقي مجلس الشيوخ داعما لأوكرانيا إلى حد كبير وأقر أخيرا حزمة بقيمة 95 مليار دولار تتضمّن مساعدات لأوكرانيا وللجيش الإسرائيلي وتايوان. لكن الدعم لكييف تراجع بين الجمهوريين في مجلس النواب تحت ضغط من المرشح للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب لرفض إقرار المزيد من المساعدات حتى تعالج الولاياتالمتحدة مسألة تدفّق المهاجرين غير الشرعيين على حدودها الجنوبية. وقال شومر الذي قام بزيارة لغرب أوكرانيا الأسبوع الماضي، في رسالة إلى زملائه "الآن وقت التحرك. لا يمكن جونسون أن يسمح للسياسة أو الطاعة العمياء لدونالد ترامب بأن تعترض الطريق". وسيتطرّق الاجتماع أيضا إلى الإغلاق الحكومي الجزئي الذي قد يطبق ليل الجمعة، إذ لم يوافق الكونغرس بعد على مشاريع قوانين إنفاق سنوية تشكل الميزانية الفدرالية، بعد مرور حوالى خمسة أشهر من السنة المالية 2024. ومن دون حل، سيطبق إغلاق حكومي كامل يوم الجمعة التالي، بعد يوم من خطاب بايدن السنوي عن حال الاتحاد. ويتفاوض الجانبان بشكل يومي وكانا يأملان في إقرار نص الأحد لمشاريع قوانين الإنفاق الأربعة الأولى التي تغطي حوالى ربع الميزانية، بما في ذلك الزراعة والمحاربين السابقين والنقل والإسكان. معاناة لا توصف لكن مشاريع القوانين تلك تعد الجزء الأسهل، فيما سيستحق موعد إقرار الميزانية التي تشمل مجالات حكومية أكثر إثارة للجدل مثل إنفاذ القانون والدفاع والأمن الداخلي، في 8 مارس. الا ان جونسون يتعرض لضغوط من المتشددين الذين يطالبون بمكاسب إضافية تمثل خطوطا حمراء للديموقراطيين في ما يتعلق بالحق في الإجهاض والأسلحة والرعاية الاجتماعية وبرامج التنوع والهجرة وغيرها من القضايا المثيرة للجدل. والعام الماضي، أبرم بايدن اتفاقا مع الجمهوريين يقضي بتخفيضات تلقائية بعشرات مليارات الدولارات إذا لم يتمكن النواب من تمرير مشاريع قوانين العام كاملة بحلول أبريل. ولم يخف الجناح الأيمن للحزب الذي يضم بمعظمه شخصيات تنتمي إلى تكتل الحرية المؤلف من 40 عضوا، حقيقة أنه سيكون سعيدا بحدوث ذلك. ورغم ذلك، أدى هذا الطريق المسدود إلى إطلاق محادثات من أجل حل على المدى القصير وهو إبقاء الإنفاق عند المستويات الحالية وإرجاء التعامل مع المشكلة للمرة الرابعة منذ بداية السنة المالية. وقال شومر "إذا لم يأخذ الجمهوريون الأمر على محمل الجد، فإن الإغلاق سيعرض اقتصادنا للخطر ويزيد التكاليف ويقلل الأمن ويتسبب في معاناة لا توصف للشعب الأميركي".