إن ماضينا العريق هو بذرة الحاضر والمستقبل على هذه الأرض الطاهرة، وهناك ضرورة ملحّة تعنى بالتعرف بآثار وكنوز هذا الوطن المعطاء التي لها أهميتها التاريخية وتعتبر خير شاهدٍ على تراثنا العريق، فالمباني القديمة بثرمداء أثر لمن بناها وشيّدها وظلت شامخة تحكي لنا التعايش مع الواقع والإبداع والإتقان في العمل والتنفيذ.. ومهنة الزراعة رغم صعوبتها وشظف العيش في ذلك الوقت تعد من المهن القديمة ومصدراً من مصادر الرزق التي امتهنها أجدادنا في عصرهم.. وثرمداء مدينة التاريخ تقع شمال غرب مدينة الرياض، ما زالت تزخر وتحتفظ بآثار ورموز أجيالٍ سلفت من مبانٍ وأبواب وأبراج وقلاع وأسوار تاريخية رغم مرور الزمن حاملةً الطابع المعماري وظلّت صامدةً ومغامرةً بالبقاء أمام تلك الظروف التي كشفت لنا قدم ثرمداء المدينة الوادعة في جنوب أحضان إقليم الوشم، وأصبحت الآن سجلاً تاريخياً وإرثاً للأمم وحضاراتها وماضيها وفنّها ضاربةً في قِدَمها وأهميتها مئات السنين. فمن المساجد البطحاء الذي أُسس عام 1377 ه والأبواب والآبار وبيون الطّين جسّدت ثقافة الفرد والمجتمع واحتفظت بمكانتها التاريخية وتراثها العريق وشاهداً على الفن المعماري النجدي الذي يحكي قصص الماضي التليد وما يحتويه من حضارة تاريخية معززة قيّمة المكان والتاريخ والموروث وعاكسة العلاقة بين المواطن والأرض باستخدام الصخور والطين والّلبن وخشب الأثل وجريد سعف النخيل، وميّزت واجهات بيوت الطين بأبوابها الخشبية وزُيّنت بنقوش وتصاميم هندسية وزخرفية غائرة وبارزة على جدرانها وواجهاتها الداخلية والخارجية إضافة إلى الشرفات والطُرَم (المشربيات) و(المثاعب) التي تعتبر عيون بيت الطين وطفّات وأسقف الأبواب من الخارج والفُرَج وأعمدة المساجد (السواري) باستخدام الجص الأبيض. بقايا أطلال التاريخ بثرمداء بيت طيني احتفظ بعبق الماضي إحدى آبار ثرمداء القديمة