طبيب الأمراض الجلدية يستطيع أن يقول الكثير عن صحتك بمجرد إلقاء نظرة عليك. فالجلد، والأظفار، والشعر تحمل أدلة مهمة عما يحدث داخل جسمك. بدءاً بالقلق والتوتر وحتى مشاكل الجهاز الهضمي والسكري يمكن للأطباء المتخصصين في مرض السكري، والطب النفسي، وحتى طب العيون معرفة ما يمكن رؤيته في لمحة واحدة فقط. * الجفون الحمراء أو الانتفاخات حول الجفون: * الأنسجة الحساسة حول جفونك يمكن أن تكون منتفخة أو حمراء، أو حتى مترهلة بسبب الحساسية أو متهيجة بفعل مستحضرات التجميل، مثل الماسكارا وظلال العيون، أو حتى الشامبو، ويمكن أيضاً أن تسبب تضخم الجفون العلوية. وعلى الرغم من تعدد العوامل المسببة لتهيج الجفون، إلا أنه من الأفضل معرفتها. يؤدي احمرار العين وما ينتج عنها من إفرازات إلى تهيج العين وتغير من الغشاء الدمعي وهو طبقة السائل الخارجية الموجودة على سطح القرنية. وبعبارة أخرى تصاب العين بالحرقة وعدم وضوح الرؤية. ولعلاج ذلك قد تحتاج إلى المضادات الحيوية أو قطرات للعيون، أو كريم موضعي على الجفن لعلاج الأعراض. وما الذي قد يفاقم المشكلة؟ يمكن أن يكون أحد المنتجات الجديدة هو السبب في تهيج العين، ولكن رد الفعل التحسسي يمكن أن يطفو على السطح بعد استخدام المنتج لعدة مرات. ولتفادي المشكلة يقترح الأطباء اتخاذ الخطوات التالية: أولاً، إذا كنتِ تعانين في العادة من جلد حساس، اختاري المنتجات المصممة للبشرة الحساسة والخالية من العطور. حاولي التقليل من المنتجات التي تلامس منطقة العين واستخدامها تدريجياً الواحد تلو الآخر لاكتشاف ما يناسب بشرتك. (إذا لاحظت شيئاً يسبب التهاباً، فانتظري حتى يهدأ الاحمرار قبل استخدام منتج آخر). وأخيراً إذا لم تجد محاولاتك في التعرف على السبب فعليك استشارة طبيب الجلد للقيام ببعض الاختبارات لتحديد السبب والتأكد منه قطعياً. * الأظفار المقضومة، والبقع الجلدية الحمراء: يمكن رؤية القلق واضحاً في آثاره على الجلد والأظفار. ترجع ظاهرة قضم الأظفار إلى عوامل نفسية كالتوتر والملل وحتى الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس. وعلى الرغم من أن القلق ليس سبباً مباشراً لمشاكل البشرة، إلا أنه يجعل تلك القائمة من الأمراض الجلدية مثل الأكزيما والصدفية تزداد سوءاً. ولعلاج ذلك يمكنك على الفور معالجة الأعراض الجلدية المرتبطة بالتوتر بمساعدة طبيب الجلد، ولكن الطبيب النفسي يساعدك في العلاج من خلال معالجة الأسباب الجذرية للتوتر ووضع خطة للتعامل معها، مما يحدّ من حدوثها مستقبلاً. * البقع الداكنة والمخملية من الجلد على الجزء الخلفي من رقبتك وفي الإبط: هذه البقع الداكنة يمكن أن تكون واحدة من العلامات المبكرة لأعراض السكري (حتى إنها قد تنشأ في مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري). وهناك بعض الطرق تساعد في منع الأعراض المبكرة من أن تتحول إلى داء السكري. فتلك المناطق الداكنة هي علامة تدل على أن جسمك أصبح مقاوماً للأنسولين. ويعتقد أن الأنسولين يعمل على تحفيز الجلد بشكل مفرط مما يسبب لوناً داكناً في ثنايا الجلد. ولأن مرض السكري غالباً ما ينتقل وراثياً في العائلة، فإن المصابين عادة يربطون حدوث البقع الجلدية الداكنة بالوراثة بدلاً من ارتباطها بهذا المرض. فإذا لاحظت أن لديك بقعاً داكنة في طيات الجسم أو ثنايا الجلد، كمن يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، لاسيما مع وجود تاريخ مرضي لداء السكري في العائلة، فإن الطبيب سيطلب التحقق من مستوى الجلوكوز في الدم. وربما لم تكن مصاباً بداء السكري بعد، ولكن هذه العلامة المبكرة ستقود الطبيب إلى توجيهك بالتعليمات والخطوات التي يجب اتخاذها لمنع العلامات من التطور في الواقع إلى مرض فعليّ. على سبيل المثال، عند خسارة 7 % من وزن الجسم فإن خطورة الإصابة بالمرض تقلّ بنسبة الثلثين. * بقع حمراء لامعة على السيقان، حكة وطفح متقرحة على المرفقين أو الركبتين أو الظهر أو فروة الرأس: هذا النوع من الطفح الجلدي والمشاكل الجلدية بشكل عام تسير جنباً إلى جنب مع مرض التهاب الأمعاء (IBD) في حوالي 44 ٪ من الحالات. يركز أطباء الجهاز الهضمى على اثنتين من المشاكل الشائعة: العقد الحمامية erythema nodosum (التهابات جلدية حمراء على السيقان ناجمة عن رد فعل الجهاز المناعي) والتهاب الجلد الحلئي الشكل dermatitis herpetiformis (حكة وطفح جلدي متقرح ناشئ عن الغلوتين). هذا الأخير يمكن أن يشير إلى حالة من الأمراض الصامتة للاضطرابات الهضمية، مما يعني أنها قد تكون العلامة الوحيدة التي تنم عن مشكلة في جهازك الهضمي حتى لو لم يكن لديك أعراض ظاهرة لما يجري في الجهاز الهضمي. وفقاً لتشخيص حالتك، فإن علاج مشكلة الجهاز الهضمي ستؤدي إلى اختفاء ما يصاحبها من الأعراض الجلدية، كما أن اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين يفعل الشيء ذاته إذا كان لديك اضطرابات هضمية. في غضون ذلك قد تساعدك المسكنات في تقليل الألم وتورم الالتهابات الحمراء على الساق، بالإضافة إلى أن المضادات الحيوية الموضعية مثل الدابسون يمكنها القضاء على أعراض الطفح الجلدي المرتبطة بالغلوتين. * بقعة سوداء أو بنية أو بيضاء أو وردية أو حمراء في الأعضاء التناسلية: ينصح الأطباء بتفقد الجلد للتأكد من الشامات وهذا يتضمن أيضاً الاعضاء التناسلية. ومع أنه أمر نادر إلا أنه من الممكن إصابة تلك المنطقة بسرطان الجلد بالرغم من عدم تعرضها لأشعة الضوء. في كثير من الأحيان يتغاضى طبيب الجلد عن فحص الجلد في هذه المناطق لما يصيب المريض من الخجل، ولكن ذلك لا يغني المريض عن ضرورة القيام بالفحص الذاتي لتلك المنطقة. ولذلك ينصح بإجراء فحص سنوي مع طبيبة النساء، حتى وإن لم توجد أسباب واضحة إلى عمل مسحة المهبل في ذلك العام. إذا اشتبهت طبيبتك النسائية بوجود سرطان الجلد، فستقوم بتحويلك إلى طبيب الأمراض الجلدية للحصول على خزعة. * جفاف الجلد بشكل غير طبيعي أو الشعر الرفيع، أو الأظفار الهشة: اضطرابات الغدة الدرقية، سواء في حالة الخمول أو حالة فرط النشاط، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل الجلد. وتتجلى آثار الغدة الدرقية الخاملة واضحة في ضعف الشعر ورقته وهشاشة الأظفار، في حين أن فرط نشاط الغدة الدرقية يجعل جلد الساق جافاً وسميكاً. إذا كنت تعاني من جفاف إلى جانب زيادة الوزن أو نزوله عن الوزن المثالي، والتعب، وصعوبة في النوم فسيطلب منك الطبيب التحقق من مستويات الغدة الدرقية من خلال فحص الدم. بريد القراء حساسية صبغة الشعر * أستخدم صبغة الشعر ولكن أتحسس منها.. هل هناك بديل لا يسبب حساسية وشكرا لكم؟ * الكثير من الصبغات الموجودة في الأسواق والصيدليات تحتوي على مادة PPD أو البارافينيل أنديمين وهي مادة كيميائية مستخدمة بكثرة كصبغة دائمة للشعر، وهي المادة المسببة للحساسية في صبغات الشعر، فإذا كان مستخدم الصبغة يعاني من التحسس للPPD وقام بصبغ الشعر فإن عليه تجنب استخدام جميع أنواع صبغات الشعر التي تتم بالأكسدة ويمكن أن تميزها بأنها تأتي على هيئة عبوتين، وتعد صبغات الشعر شبه الدائمة بديلاً مناسباً يمكنك استخدامه حيث إن تقريباً 10 % من الأشخاص الذين يعانون التحسس لPPD يتحسسون لهذا النوع من الأصباغ أيضاً ومن الضرورة إجراء فحص حساسية قبل استخدام الصبغة. وفي حال الإصابة بالحساسية يجب غسل الشعر وفروة الرأس جيداً مستخدماً صابوناً بسيطاً أو شامبو غير صابوني لإزالة الصبغة الموجودة. كما ضع 2 % من محلول فوق أكسيد الهيدروجين أو برمنغنات البوتاسيوم في تركيز 1 - 5000) بهدف أكسدة الPPD تماماً، ولتخفيف الحكة ينصح بوضع مادة رطبة من زيت زيتون بارد وليمون، كذلك ينصح باستخدام المركبات الموضعية المحنوية على مادة الكورتزون وفي بعض الحالات الشديدة يعطى دواء الكورتيسترويد عن طريق الفم. زيادة تعرق الإبطين * أعاني من زيادة التعرق في الإبطين.. كيف يمكن علاجها حيث إنها تسبب لي إحراجا شديدا وشكرا لكم ؟ * زيادة التعرق تسبب الكثير من الحرج للعديد من الناس وقد يكون في جزء من الجسم مثل منطقه الإبطين والفخذين وراحة اليد وباطن القدم ومعظم الحالات تكون الإصابة غير معروفة. وهناك الكثير من مخففات العرق الموجودة في الصيدليات والأسواق وتكون على هيئة بخاخات وكريمات ومسحات ويفضل استخدام الكريمات ووضعها على جميع المنطقة واستخدامها قبل النوم حيث لا يكون هناك تعرق خلال النوم وبذلك تستطيع هذه المركبات سد فتحات العرق على الجلد وينصح كذلك استخدامها يوميا لمدة 10 أيام ثم بعد ذلك 3 مرات أسبوعياً، وتساعد مزيلات العرق على تخفيف العرق بنسبة قد تصل إلى 30 % وقد تسبب هذه المزيلات الحساسية الجلدية لبعض المرضى. وتعبر حقن البوتكس من أكثر الطرق فعالية للتخفيف من التعرق وتستمر فاعليتها لمدة 6 - 8 أشهر ويحتاج المصاب إلى إعادة حقنها ويمكن أن يلاحظ المريض نتائج هذه الحقن بعد 6 أيام من حقنها وتستغرق مدة العملية حوالي 15 دقيقة، وتعتبر من العلاجات الآمنة. الحمل والليزر * أنا حامل في الشهر الرابع.. هل هناك ضرر من إزالة الشعر بالليزر؟ * ليس لليزر أخطار على الجسم من الداخل لأنه ليس له القدرة على اختراق الجلد والوصول إلى ما تحته فهو مصمم لأن يصل فقط إلى بصيلة الشعر التي توجد في طبقة الأدمة من الجلد ومن الضروري حماية العينين بارتداء النظارة الواقية قبل التعرض لضوء الليزر. ولليزر مضاعفات منها: قد تحدث تصبغات بنية اللون بعد عمل الليزر يحتاج المريض إلى عدة أسابيع أو أشهر حتى تزول بواسطة الكريمات المبيضة، تصبغات بيضاء وهذه نادرة جدا، ندبات في المناطق المعالجة بالليزر قد تكون بارزة أو ضامرة، التهابات جلدية وهذه نادرة الحدوث، لذا لا بد من الحرص على اختيار المتمرس في هذا المجال لكي تقل نسبة حدوث الآثار السلبية، ويمكن للمرأة الحامل مباشرة العلاج بالليزر في أي مرحلة من مراحل الحمل ولا خوف على الجنين إطلاقا، وكذلك يمكن العلاج بالليزر على أي شخص وفي أي عمر.