أشار سمو وزير الطاقة في أحد لقاءات سموه السابقة إلى ضرورة توطين المواد المستدامة لتصنيع منتجات مثل الألواح الشمسية ودعوة المؤسسات العاملة في صناعة التعدين لاستكشاف المزيد من استخدامات مواد البوليمر ذات التطبيقات المتنوعة والتعاون مع وزارة الطاقة في مثل هذه الفرص للوصول إلى الأهداف الطموحة للاستدامة صناعة واستثمارًا واقتصادًا وتوفيرًا، ولهذا أشار سموه إلى التزام المملكة بتطوير وتأمين العناصر والمعادن الرئيسة اللازمة لتوطين سلاسل الإمداد وللسعي إلى طاقة نظيفة خالية من الكربون مما يشكل أرضية راسخة وثابتة لتوطين سلاسل الإمداد في المملكة مما يستلزم تعاونًا بين وزارة الطاقة ووزارة الصناعة والثروة المعدنية وصندوق الاستثمارات العامة وشركة «معادن» لتأمين سلسلة الإمداد الاستراتيجية للمعادن، والعناصر النادرة والمهمة في العالم. ومن المعلوم جيدًا أن العالم أجمع ومن ضمنه المملكة حريص كل الحرص على استغلال واستخدام الطاقة الشمسية كطاقة متجددة نظيفة عديمة التكلفة من الممكن أن تُستغل في إنتاج الطاقة الكهربائية. لذلك فلا مندوحة من التوجه نحو صناعة الألواح الشمسية (الكهرضوئية) حيث تحتوي على خاصية تقنية الخلايا الضوئية التي تتفاعل مع أشعة الشمس الساقطة عليها ليتم عندئذٍ إنتاج طاقة كهربائية تتولد نتيجة لهذا التفاعل. ويدخل في صناعة الألواح الشمسية مواد معدنية قيِّمة مثل السيليكون والفضة والألمنيوم والنحاس والجاليوم مما ليس لها أثر البتة في انبعاثات غازات ملوثة متعلقة بإنتاج الكهرباء. وتعتمد كفاءة الألواح الضوئية على نوعية المواد المستخدمة وتصميم الألواح وتوزيع الخلايا الشمسية فيها. ولقد أصبح لهذه الألواح الشمسية استخدامات على نطاق واسع، ولذا يتم تركيبها على أسطح المباني والمنازل والمركبات الكهربائية وفي الأجهزة الإلكترونية المحمولة، كما يتم تركيبها على وجه الخصوص في المناطق الريفية والخلوية والمزارع والأماكن النائية والبعيدة عن محطات التوليد وخطوط النقل وشبكات التوزيع الكهربائية. وتعتبر الطاقة الشمسية من أشكال الطاقة النظيفة والمستدامة التي تساعد على توفير تكاليف الاستهلاك إلى جانب أنها لا تنتج أيَّ انبعاثات ضارة للبيئة أثناء توليد الكهرباء مثل الغازات السامة والأكاسيد الكربونية والرواسب الصلبة المتساقطة على المياه والتربة، ولهذا تقلل من تلوث الهواء والماء والتربة، وبالتالي تحافظ على صحة الإنسان وسلامة البيئة والتنوع البيولوجي لكافة الكائنات الحيوية، وبالتالي تساهم في تحسين جودة الهواء المحيط والحد من تلوث الهواء، ولذا فمن الواضح أنها تساهم في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية الأحفورية (البترول والغاز) وتوفيرها من أجل إنتاج مواد بتروكيميائية أكثر ضرورة وجدوى وتقدمًا مما يساعد في استدامة الاقتصاد الوطني ويعزز من قدراته ومكانته. وإذا كان الاحتياج لهذه الطاقة الكهربائية يفيض عن الحاجة المطلوبة لدى المشترك (المستهلك) في مسكنه فإنه يمكن ضخها وتوجيهها إلى الشبكة الكهربائية العامة، ومن الجدير بالذكر أنه يوجد في العدادات الذكية المركبة حديثًا من قبل الشركة خاصية لقياس تلك الطاقة الفائضة ومحاسبة المشترك لقاءها من قبل شركة الكهرباء، أو بدلا من ذلك يتم تخزين تلك الطاقة في بطاريات للاستفادة منها واستغلالها في وقت لاحق لتشغيل الأجهزة والمعدات الكهربائية لدى المستهلك. كما أن هذه الألواح الضوئية يمكن استخدامها لتسخين الماء أو لتوفير الطاقة الحرارية لأغراض التدفئة وتحريك المعدات. وأخيرًا يمكن اعتبار هذه الألواح الشمسية مصدر للطاقة المتجددة التي تعتبر على أنها قلب التحوُّل إلى مستقبل الطاقة المستدامة ومكافحة تغير المناخ، ومن أجل تبني المزيد من مصادر الطاقة المتجددة نشاهد العديد من دول العالم وقد سَنَّت سياساتٍ وتشريعاتٍ وأنظمةً وقوانينَ تتيح لمحطات الطاقة المتجددة الدخول في منظومة الكهرباء (توليدًا ونقلاً وتوزيعًا)، بل إنها أعفت أو خفَّفت من بعض الرسوم الجمركية والضرائب من أجل المزيد من الاستثمار والمنافسة والتصنيع في مجال هذه الطاقات المستدامة نظيفة الآثارعالية الكفاءة عديمة التكاليف. جامعة الملك سعود أ.د. عبدالله محمد الشعلان