افتتح بمدينة سدير الصناعية بالعاصمة الرياض اليوم (السبت) أول مصنع بالعالم متخصص في تقنيات البناء الحديثة وذلك بشراكة سعودية يابانية في إطار المشاريع التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز بالتزامن مع برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب). وجرت مراسم الافتتاح بحضور وكيل وزارة التجارة عبد السلام المانع ومدير عام إدارة التصنيع بوزارة الصناعة والثروة المعدنية الدكتور ماجد القويز، والسفير الياباني فوميو إيواي والسفير الكوري جون يونغ بارك،بمشاركة ممثلي صندوق الاستثمارات العامة ووزارة الإسكان والصندوق الصناعي وهيئة المقاولين وشركات روشن وأرامكو وسابك ومشروع نيوم. ويعتبر المصنع الأول من نوعه بالعالم الذي يتبنى استخدام وتطبيق التقنيات الخرسانية للأبراج والجسور ذات الجودة العالية على القطاع السكني مما يعد سبق عالمي في هذا المجال، وتمكن هذه التقنية المتطورة من شد الأعضاء الخرسانية القياسية من أجل متانة الهيكل الإنشائي لعمر يصل الى 200 عام، وتتيح تغيير شكل المبنى وتصاميمه بأي وقت بفضل استخدام الألواح غير الهيكلية المعزولة للجدران، بالإضافة لتوفيرها للمرونة التي تساعد في تحمل المبنى لزلزال بقوة 7 درجات وعواصف بطول 100 متر. ويأتي هذا التطور داعماً لتوجهات المملكة نحو توفير المساكن على نطاق واسع وتنفيذ مشاريع ضخمة رائدة، لتصبح نموذجاً للهندسة المعمارية الجديدة في القرن الحادي والعشرين، حيث سينتج المصنع ما يعرف بالخرسانة (سابقة الصب) وهي نوع من انواع الخرسانة التي يتم صبها ومعالجتها وتصلدها ثم يتم نقلها إلى المنشأ وتشمل الأعمدة والبلاطات والحوائط والبلوكات الخرسانية، كما أن إدارة جميع عمليات الإنتاج في هذا المصنع سيتم رقميًا، بدءًا من الإنتاج وحتى التثبيت في الموقع. وبحسب خبراء بمركز الأبحاث التابع للمصنع فإن عمليات التحول في تقنيات البناء التي سيعتمدها المصنع سيكون لها انعكاس وأثار اقتصادية واجتماعية وبيئية من خلال خلق فرص وظيفية للكوادر الوطنية تقدر بنحو (6) ألاف وظيفة في قطاع التشييد والبناء الذي يعتبر الأول في توليد الوظائف بينما لا تتجاوز نسبة السعوديين فيه 5٪، كما سيحدث تحول نوعي في ثاني قطاع اقتصادي بعد النفط والغاز، كما ستساهم هذه التقنيات في إنجاز مشاريع رؤية 2030 بجودة عالية ووقت أقل، وخفض انبعاثات الكربون بنسبة 70٪ مقارنة بطرق البناء التقليدية.، وتوطين تقنيات البناء المتقدمة بالمملكة وتصديرها لبقية دول العالم. وتعتبر التقنيات التي سيعتمدها المصنع ثورة صناعية عالمية في القطاع العقاري تعزز من عملية التحول في قطاع التشييد والبناء بالمملكة للجيل الرابع والخامس باستخدام تقنيات متطورة بما في ذلك الربوتات مما يرفع من مساهمة القطاع في الناتج المحلي، ويدعم توفير مساكن عالية الجودة للمواطنين وتحسين جودة الحياة للمجتمع. ويعكس هذا التطور التزام حكومة المملكة بتحقيق التحول التقني الصناعي لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة ودعم وتمكين القطاع الخاص.