نظَّمت «هيئة الأفلام» بالشراكة مع موقع «سوليوود» السينمائي، ورشة عمل بعنوان: «قراءة الأفلام والتحليل المنهجي» بمدينة الرياض، مساء الأربعاء 20 ديسمبر؛ وذلك بمشاركة نخبة من المهتمين والمختصين في صناعة السينما، وقدّم الورشة الدكتور «عبدالرحمن أبو شال»، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود. تضمَّنت الورشة جلستين نقاشيتين؛ جاءت الأولى تحت عنوان «القراءة الانطباعية في النقد السينمائي»، واستهلت أعمالها بتفسير مفهوم قراءة الأفلام بوصفه عملية تحليلية تتضمن فحص العناصر السينمائية بهدف فهم الرسائل والمواضيع والتقنيات الفنية التي يستخدمها صانعو الأفلام لنقل أفكارهم للجمهور. كما أشارت الورشة إلى مصطلح «التلقي وصناعة التأثير»، والذي يتضمن دراسة كيفية استقبال المتلقين للعمل الفني والتأثيرات النفسية، والعاطفية، والفكرية التي يحدثها فيهم. تلا ذلك الحديث عن المكونات الأساسية لقصة الفيلم، وجاء في مقدمتها الحبكة والشخصيات، بالإضافة إلى المكان والزمان وثيمات القصة، ونقاش موسع حول مفهوم التماهي مع الشخصيات من حيث الدوافع والنوايا، والتصوير السينمائي، والتفاعلات والعلاقات. واختتمت الجلسة الأولى للورشة أعمالها بالحديث عما يعرف ب«انطباع المتلقي» من حيث الإيجابيات، والتي كان من بينها: التعاطف والتفاهم، وتحفيز النقاش، والسلبيات التي ضمت: التحيز الشخصي، والتشتيت عن العناصر الفنية. أمَّا الجلسة الثانية للورشة، فكانت تحت عنوان «التحليل المنهجي في النقد السينمائي»، وبدأت فعاليتها بتوضيح مفهوم التحليل المنهجي، الذي يركز على تفكيك العناصر السردية والتقنية، مثل: القصة، والشخصيات والمونتاج؛ لفهم كيف تتضافر هذه العناصر من أجل توصيل معنى الفيلم وتأثيره. كما تم تفسير المعنى المقصود لمصطلح النقد الفني وتأثيره على الجمهور؛ إذ يعد عملية تقييم عميق ينظر في كيفية تناول الفيلم للجوانب الجمالية والتقنية، وتأثيرها على الجمهور. وتلا ذلك نقاش تفصيلي حول المناهج الشائعة، ومنها: الشكلانية، والبنيوية، والسيميائية. وخلال فعاليات الجلسة الثانية عقدت مقارنة تحليلية كشفت الفروقات بين إيجابيات وسلبيات التحليل المنهجي؛ حيث تمثلت الإيجابيات في: الفهم العميق، وتقدير الجوانب الفنية، وتقديم نقد بنّاء؛ بينما ضمت السلبيات: تعقيد الفهم، وإغفال المتعة البصرية، بجانب الوقت والجهد. وتخلل ذلك عرض وتحليل لفيلم محلي باستخدام التحليل المنهجي، وهو فيلم «وسطي»، للمخرج علي الكلثمي، والذي تم طرحه عام 2016. وأخيرًا دار النقاش عن النقد في الوسط الفني. وفي الختام خرجت الورشة بعددٍ من التوصيات، أبرزها: نشر ثقافة النقد السينمائي البناء، وتعزيز التحليل النقدي لعناصر الفيلم مثل السيناريو، الإخراج، والتمثيل، وتشجيع النقاشات الجماعية وورش العمل حول الأفلام لتبادل الأفكار والآراء، والتركيز على الجوانب الثقافية والاجتماعية في الأفلام وتأثيرها على المشاهد. وتأتي هذه الورشة امتدادًا للشراكة بين «هيئة الأفلام» وموقع «سوليوود» السينمائي، للمساهمة في بناء وتعزيز العلاقة مع المجتمع السينمائي، والوقوف على هموم المختصين والعاملين في الصناعة، بالإضافة إلى تحديد أبرز التحديات التي يواجهونها، والتعريف بالفرص الجديدة في القطاع وتزويد المهتمين والمختصين بها.