استضافت المملكة العربية السعودية يومي 28 و29 نوفمبر 2023م، المنتدى الإقليمي حول المؤشرات الجغرافية. شكّل هذا المنتدى نقطة التقاء بين جهات مختلفة مهتمة بحماية المؤشرات الجغرافية على المستوى المحلي والإقليمي، وكانت بيئة حاضنة برزت أهمية حماية المؤشرات الجغرافية في المملكة العربية السعودية خاصة لجهة دعم الإنتاج المحلي والارتقاء به نحوى العالمية: من المنتج المحلي.. من المملكة العربية السعودية.. إلى العالم. يشكل المؤشر الجغرافي تلك الإشارة المميزة التي توضع على المنتجات وتصلها بمنشأ جغرافي معين فتندمج تلك المنتجات بسمات، سمعة، و/أو خصائص ذلك المنشأ وما يتميز به من مميزات إنتاج فريدة ترتبط بهذا الموقع الجغرافي لناحية التربة، المناخ، الري، الخ.. فرائحة ورد الطائف مثلا تنفرد بعطرها الذي يفوح من هذه التربة الفريدة في هذه المنطقة الجغرافية التي تتميز بمناخها وبتقاليدها وعاداتها الفريدة من نوعها لناحية قطف وإنتاج المواد المصنعة من الورد الطائفي. حاليًا، تُحمى المؤشرات الجغرافية في المملكة العربية السعودية بواسطة نظام العلامات التجارية على أنها علامات تجارية جماعية. بيد أن حماية المؤشرات الجغرافية بواسطة نظام خاص بها بات ضرورة ملحة، مرد هذه الضرورة، إلى أهمية تحفيز وتطوير وإضفاء ميزة على المنتجات المحلية من خلال هذه الحماية وخلق فرص أكبر وأوسع للاقتصاد البديل. فلقد شملت الإستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية التي أقرها مجلس الوزراء مبادرات تستهدف تعزيز حماية تلك المؤشرات الجغرافية: أتى مشروع نظام حماية المؤشرات الجغرافية في هذا السياق ليوسع رقعة حماية حقوق الملكية الفكرية لتشمل حماية خاصة للمؤشرات الجغرافية من خلال وضع نظام خاص لها إسوة بنظام العلامات التجارية. بهذا، تستقل حماية المؤشرات الجغرافية عن حماية العلامات التجارية الجماعية فتكتسب هوية قانونية وأطر حماية خاصة بها تحاكي كل منطقة جغرافية وكل ما يتميز به إنتاجها. تشتهر المملكة العربية السعودية بمنتجات ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بمناطق جغرافية متعددة، من سكري القصيم، إلى صقعي الخرج، مرورًا بالبشت الحساوي وخنجر نجران، ومرتشفي قهوة جازان على عطر ورد الطائف، فماء زمزم وعجوة المدينة لننتهي بأطباق شهية عدّت بزيتون وزيت زيتون الجوف. فالآثار الاقتصادية المتوقعة من حماية المؤشرات الجغرافية عديدة، فتحصين المؤشرات الجغرافية يحسن ويزيد فرص الإنتاج بزيادة البعد التنافسي للمنتجات التابعة لموقع جغرافي معينة فترفع قيمتها السوقية مؤثرةً إيجابيًا على النمو الاقتصادي، فتولد فرص عمل جديدة في المناطق الجغرافية المختلفة وترفع مستوى الدخل والمعيشة لدى المنتجين محققةً تنمية ريفية مستدامة فتزيد في النمو المناطقي وتحافظ على التراث فتجلب السياح وتخلق دائرة اقتصادية متكاملة.. باختصار، تنعكس ضرورة حماية المؤشرات الجغرافية إيجابيًا على الإنتاج كما أسلفنا، من هنا أهمية هذه الحماية.. فحصّن مؤشرك الجغرافي.. وحسّن إنتاجك. *خبير ملكية فكرية