شهد اليوم الأول من المهرجان السعودي للإبداع «أثر» احتشاد أكثر من 700 مبدعٍ ومبدعة من داخل المملكة وخارجها في فندق كراون بلازا آر دي سي الرياض، بمشاركة نخبةٍ من خبراء التسويق الإبداعي محلياً ودولياً، وعشرات المواهب السعودية الشابة، إلى جانب عددٍ من أبرز العلامات التجارية من مختلف القطاعات، في أكبر تجمع لصناعة التسويق الإبداعي في المملكة على الإطلاق. وفي ظل تميز صناعة الإبداع في المملكة، تهدف النسخة الأولى من الحدث الذي تنظمه كلٌ من مجموعة «موتيفيت» الإعلامية وشركة «تراكس»، إلى بناء منصة تجمع المواهب الإبداعية محلياً وعالمياً لإطلاق العنان لإمكانات الإبداع في المنطقة، والمضي بثقة نحو عصر جديد لهذا القطاع. وخلال الكلمة الافتتاحية للمهرجان، قال رئيس مهرجان «أثر» إيان فيرسيرفيس: «شهد قطاع التسويق الإبداعي العديد من التغييرات المذهلة خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح الابتكار محوراً رئيسياً للنهوض بمستقبل الاقتصاد السعودي. ولذلك، نحن نوجد اليوم في مهرجان «أثر» من أجل مواكبة مستجدات هذا القطاع باعتبارها عنصراً حاسماً للارتقاء بالتسويق الإبداعي، وتحقيق تلك الرؤية». بدوره، قال نائب رئيس مهرجان «أثر» محمد بن عايد العايد: «نشهد اليوم تحولاً مهماً لصناعة التسويق الإبداعي، ويرجع ذلك بشكل رئيس إلى الإبداع الذي يُحدِث الأثر، والذي يشكل جزءاً أصيلاً ومتنامياً من قصة السعودية في وقت تواصل فيه المملكة كتابة الفصل المقبل من مستقبلها الاقتصادي. ومن هذا المنطلق، يوجه مهرجان «أثر» دعوة للجميع لحشد الأفكار والخبرات والتجارب الثرية من أجل النهوض بقطاع الإبداع في المملكة. وتضمنت فعاليات اليوم الأول من مهرجان «أثر» عدداً من الجلسات الحوارية وورش العمل والكلمات الرئيسة، بالإضافة إلى اللقاءات الجانبية، والتي تم توزيعها على مسرحين رئيسين، هما «مسرح الابتكار» و»مسرح التحفيز». وقد استُهلَّت رحلة مهرجان «أثر» الاستكشافية بلقاءٍ مثيرٍ للاهتمام ضمن مسرح الابتكار مع سمو الأميرة لولوة بنت يزيد آل سعود، التي تحدثت عن أهمية الإبداع باعتباره أحد الأصول المهمة لرواد الأعمال. من جهة أخرى، ألقى فرناندو ماتشادو، خبير التسويق العالمي والفائز بأكثر من 200 جائزة في مهرجان «كان ليونز»، كلمة مهمة حفز من خلالها المبدعين على خوض المخاطر دون تردد، واستحضار الأفكار الخلاقة والفريدة من نوعها التي من شأنها إحداث تغييرٍ إيجابيٍ. أما الذكاء الاصطناعي وتأثير التكنولوجيا على استكمال مسيرة الإبداع، فقد شكّل المحور الرئيس للجلسة الحوارية التي شهدت مشاركة «فاير»، أول روبوت ذكاء اصطناعي يشارك في جلسة حوارية على مستوى الشرق الأوسط، إذ شارك مع خبراء آخرين في هذا المجال، من بينهم نديم إبراهيم، وفيشال بادياني. وبالإضافة إلى ما أظهره «فاير» من معرفة متكاملة بالثقافة الراسخة والتاريخ الغني للمملكة من خلال تقديمه عدة مقترحات لقطاع السياحة، فقد عبَّر كذلك عن سعادته بالحضور والمشاركة في مهرجان «أثر»، مشيراً إلى حرصه على متابعة ما يخبئه المستقبل للمشهد الإبداعي في المملكة. وقد استمتع الحضور بمتابعة الجلسة الحوارية التي أقيمت على مسرح التحفيز، والتي شارك فيها رائد الأعمال أحمد الجار، إلى جانب كارل مابستون، واللذان ناقشا العوامل الرئيسة التي تجذب العلامات التجارية العالمية للعمل في المملكة والتوازن بين تحقيق أهداف هذه العلامات التجارية مع الحفاظ في ذات الوقت على الحرية الإبداعية لصنّاع المحتوى. وعلى هامش هذه الجلسات التي استمرت على مدار اليوم، تابع الحضور أيضاً عدداً كبيراً من التجارب المتنوعة، إذ أتاح المهرجان منصة مناسبة لبعض العلامات التجارية الأكثر شهرة في الصناعة للتفاعل مع الحضور. وتخللت القاعة الرئيسة عشر منصات عرض تابعة للمساهمين والداعمين الرئيسين في الصناعة الإبداعية، تم توزيعها بين مناطق الفنون والثقافة والتراث، والمشاركة، والتمكين، والابتكار. وشاركت في تلك المنصات وكالات إبداعية ومؤسسات وعلامات تجارية وشركات إعلامية وغيرها من المؤسسات، مثل الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، إلى جانب العديد من الشركات السعودية والعالمية الرائدة في مجالها. وقد عبَّرت كل من تلك المؤسسات عبر مشاركاتها المتنوعة عن أسلوبها الإبداعي الخاص للمهرجان، وجذبت انتباه الحاضرين بالقصص المؤثرة لعلاماتها التجارية وتأثير الإبداع على طريقة عملها. وقد حظي مهرجان «أثر» بحضور مجموعة استثنائية من المواهب الإبداعية، إذ وجد أكثر من 700 مشارك في اليوم الأول، واستمر الإقبال مع انطلاق أنشطة اليوم الثاني في 15 نوفمبر، ليختم المهرجان فعالياته بجوائز مهرجان «أثر» المرتقبة، اليوم الخميس 16 نوفمبر، وذلك للاحتفاء بالتميز الإبداعي وتكريمه.