تظل تكاليف إنشاء المحلات التجارية، واحدة من أهم العوائق التواجه الأسر المنتجة، في شق طريقها التجاري، مع ما يكتنف هذا الخيار من ارتفاع كلفة ايجار المحلات، ومصاريف التشغيل، والصيانة والعرض، والإدارة، الأمر الذي يخفض العائدات بشكل كبير. وفي مدينة طرسوس في الجنوب التركي والتي تبعد بأقل من 45 كم عن مدينة أضنه، تبرز فكرة المعارض الموحدة للأسر المنتجة بحيث تتولى مؤسسة خيرية أو تطوعية إنشاء معرض موحد في موقع تجاري مميز بحيث يستقبل انتاج الأسر المنتجة في المدينة والتي تدفع رسوماً رمزية مقابل العرض والتسويق. وقال هالوك سيرجيل " متخصص في تنمية السياحة" للرياض أن 5000 سيدة من قرى وهجر ومحافظة طرسوس تشارك في المعرض بتقديم المنسوجات والمشغولات اليدوية وصنوف الأطعمة والمشروبات والصابون والحلي والهدايا التذكارية والبضائع المحلية والملابس والخزفيات حيث تقدر العائدات السنوية بأكثر من 750 ألف ريال. وأضاف: وتتولى إدارة المعرض متابعة الإجراءات في الإدارة والصرف والإعفاء الضريبي والمشاركة في المهرجانات والملتقيات السياحية والتجارية، مبيناً أن الفكرة حققت نجاحات كبيرة في رفع مستوى الأسر المشاركة برفع المكاسب وخفض نفقات التسويق والعرض. المعرض الموحد لم يكن مجرد متجر فحسب بل يضم مقهى تقليدي ومطعم داخلي يقدم الأكلات الشعبية وينظم حفلات الغداء للجهات الحكومية والخاصة وأوضح المرشد السياحي إبراهيم يحيى أن تاريخ مدينة طرسوس يعود إلى ألاف السنين حيث لعبت دورًا مميزًا باعتبارها إحدى العواصم الهامة في الإمبراطورية الرومانية، وملتقى الثقافات، وطريقًا تجاريًا هامًا تقاطعت عنده حضارات الشرق والغرب. وتنتشر الأماكن التاريخية والمعالم الأثرية في أرجاء المدينة، بشكل لافت وكأنها متحف مفتوح، حيث تشتهر بوجود بعض أقدم المعابد التي تعود إلى بدايات الديانة المسيحية، والمباني التاريخية التي ما تزال قائمة منذ الحضارتين الفرعونية والرومانية، والأسواق والمساجد العثمانية، بالإضافة إلى المتاحف والمراكز الثقافية التي توثق سيرة بعض أهم الشخصيات التي مرت على هذه المدينة عبر تاريخها الطويل. يشار إلى أن التجول في مدينة طرسوس يعني الوقوف على نماذج معمارية عتيقة وكثير منها ضارب في القدم، وتبرز جماليات الشرفات الخشبية المعلقة على الشبابيك المقوسة المطلة على الأزقة القديمة المرصوفة بالحجارة.