الصدق والوضوح هما أحد عوامل ترابط الأسرة ونجاحها. ومن المهم على الوالدين تطبيق تلك المبادئ داخل الأسرة، وفي جميع مناحي حياتهم. وعلى الوالدين تعويد أبنائهم على الصدق والوضوح، لأن الصدق خصلة دينية إنسانية مطلوبة ولن تستقيم حياة الأسرة إلا بهما، كما أن الوضوح بين أفراد الأسرة يتطلب الصراحة، وعدم إخفاء المشاعر وكل الأمور المهمة والمتعلقة بالأشياء المصيرية، والوئام والألفة والمحبة من أبرز ما يعززه الوضوح بين أفراد الأسرة الواحدة. حيث إن العلاقات المبنية على الوضوح تشكل كياناً أسرياً خالياً من التصنع والتكلف وهي بمثابة جسر العبور الآمن لتجنب الخلافات وسوء الظن. وللأبوين مكانة عالية في الإسلام وتتجسد أركان هذه المكانة عندما يقدرها الأبناء من الجنسين، وحينما يبادر الأبناء بالأعمال والتصرفات التي ترفع من شأن أبويهما، من احترامهما وخدمتهما واستشارتهما، وتقديم العون والمساعدة، وخلال ذلك التوجه السليم من الأبناء تنشأ الروابط الأسرية المتينة. كما أن للاحترام المتبادل بين الزوجين آثاره الإيجابية في التوافق بينهما وفي تعزيز الصحة النفسية للأبناء وفي تنمية مهاراتهم الاجتماعية وفي ثقتهم بأنفسهم. ومن العوامل المهمة في إيجاد أسرة سوية ناجحة بكل المقاييس المطلوبة، عدم السماح بسلوك السخرية والتنمر داخل الأسرة وبين أفرادها، لأن سلوك السخرية والتنمر من الأمور المكروهة والتي نهانا عنها ديننا الحنيف لما تخلفه من آثار خبيثة في نفوس الأبناء، وتجعلهم عرضة لفقد الثقة وللخوف وعدم القدرة على التعامل مع المجتمع بكفاءة عالية، وقد تؤدي ببعض أفراد الأسرة إلى الانطواء والعزلة وقد تصل بالبعض إلى حالة الاكتئاب أو الوفاة، وهذا بدوره يهدم استقرار الأسرة، ويؤدي إلى الكراهية وقطيعة الرحم. ويمكن أن تتضمن التصرفات التي تعد تنمر التنابز بالألقاب، أو الإساءات اللفظية أو المكتوبة، أو الاستبعاد من النشاطات، أو من المناسبات الاجتماعية، أو الإساءة الجسدية، أو الإكراه. وأخيراً نقول: إن الآباء هم مصدر السلطة والإلهام وعليهم مسؤولية التخطيط ووضع الشروط والقوانين الأسرية التي ستكون نتائجها -بإذن الله- موفقة وإيجابية لتكوين أسرة سعيدة متزنة، قادرة على البقاء والعيش بكرامة والمشاركة بفعالية في المجتمع.