تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً كبيراً في جميع المجالات، يؤكد ذلك مسيرة الإنجازات العالمية التي تحققت وتتحقق كل يوم وتحظى بقبول عالمي، بما يعزز رؤية المملكة 2030، حيث نجحت في تحقيق ازدهار اقتصادي ووجود سياسي قوي على الساحة العالمية، إضافةً إلى تحقيق مستويات غير مسبوقة في رفع مستوى المعيشة والصحة والخدمات التعليمية المقدمة للمواطنين والمقيمين على السواء. وأطلقت المملكة في أبريل 2023 أربع مناطق اقتصادية، بمواقع استراتيجية في الرياض وجازان ورأس الخير ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية شمال مدينة جدة، بهدف تنويع الاقتصاد السعودي، وتحسين البيئة الاستثمارية في البلاد، وفي مايو 2023 نجحت رحلة الفضاء العالمية التي تحمل رائدي فضاء سعوديين شابين سعودية في رحلة علمية. إطلاق أربع مناطق اقتصادية بهدف تحسين بيئة المملكة الاستثمارية أمن سيبراني وفي يونيو 2023م وبأمر ملكي تم إنشاء مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني، بهدف تعزيز الأمن السيبراني على المستوى الدولي، إضافةً إلى صدور نظام المعاملات المدنية، الذي يساهم في حماية الملكية، وكذلك استقرار العقود وحجيتها، إلى جانب تحديد مصادر الحقوق والالتزامات وآثارها، في خطوة رآها العالم نموذجاً في حماية حقوق الملكية الفكرية، ومن ثم سيكون لها التأثير الكبير في توطين الصناعات النوعية على أرض المملكة، مع جذب الاستثمارات الأجنبية، وجعل الرياض المقر الإقليمي لكبريات الشركات العالمية، وتعزيزاً لتلك الخطوة أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- مشروع الاستثمارات والتخصيص للأندية الرياضية، بهدف تحسين وضع الرياضة في المملكة، وكذلك إعلان صندوق الاستثمارات العامة عن إنشاء شركة لايفيرا المتخصصة في الصناعات الدوائية، بهدف تمكين وتحفيز الابتكار في قطاع الرعاية الصحية، والمساهمة في توفير فرص مهمة للقطاع الخاص. مرتبة أولى وعلى صعيد الإنجازات العالمية حقَّقَت المملكة العربية السعودية -ممثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة- إنجازًا عالميًّا جديدًا، بحصولها على جائزة القمة العالمية والمرتبة الأولى لمجتمع المعلومات لعام 2023م، عن فئة البيئة الرقمية والخدمات الإلكترونية الرقمية، ويأتي ذلك امتدادًا لدعم القيادة الرشيدة -أيدها الله- اللامحدود لمنظومة البيئة والمياه والزراعة وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتكمن قيمة الإنجاز في التنافس مع أكثر من (355) مشروعًا، وما يزيد على (109) دولة حول العالم، وتمنح الجائزة من الاتحاد الدولي للاتصالات -ITU- بجنيف في سويسرا، خلال منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات "WSIS 2023" تحت شعار "خطوط عمل القمة العالمية لمجتمع المعلومات لإعادة البناء بشكل أفضل، وتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، الذي يعدُّ أكبرَ تجمع سنوي في العالم لمجتمع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. تنوع اقتصادي وأكدت وزارة الاقتصاد والتخطيط في تقريرها السنوي لحالة الاقتصاد السعودي 2022 أن الاقتصاد السعودي تجاوز العديد من الظروف العالمية الصعبة خلال السنوات الثلاث الماضية، بداية من جائحة كوفيد-19، وصولًا إلى الأزمة الروسية الأوكرانية وما صاحبها من موجة التضخم العالمية، ليتفوق بذلك نمو الاقتصاد السعودي على نمو اقتصادات دول مجموعة العشرين خلال العام 2022، وتجاوز قيمته الاسمية التريليون دولار للمرة الأولى تاريخيًا، ويسلط التقرير الضوء على نهج المملكة في القطاع الاقتصادي وما يشمله من المرونة الاقتصادية، والتنويع الاقتصادي، والاستدامة المالية، وتمكين القطاع الخاص وجاذبية الاستثمار، بما يتلاءم مع طموحات المملكة للتنوع الاقتصادي والنمو المستدام، تماشيًا مع رؤية السعودية 2030، حيث عززت رؤية المملكة 2030 من مرونة الاقتصاد عبر السعي إلى تنويعه وتخفيف الاعتماد على الإيرادات النفطية، حيث استهدفت الرؤية تحويل هيكل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد متنوع ومستدام مَبني على تعزيز الإنتاجية ورفع مساهمة القطاع الخاص في تكوين الثروة الاقتصادية وانخراطه في تحقيق أهداف الرؤية، حيث نفذت المملكة العديد من البرامج والمبادرات والإصلاحات الهيكلية الداعمة للتنويع الاقتصادي، بهدف ضمان الاستقرار الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة، والارتقاء بإنتاجية الاقتصاد السعودي، الذي يتطلع للوصول إلى المركز الخامس عشر عالمياً، حيث يحتل حالياً المركز الثامن عشر. ذكاء اصطناعي وفي مجال الذكاء الاصطناعي استضافت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي -سدايا- اجتماعاً بين عدد من المختصين بالذكاء الاصطناعي في سدايا وخبراء في الفنون بمعاهد الثقافة الوطنية في الاتحاد الأوروبي، لبحث مشروع مستقبل الفنون البصرية، في ظل تجدد استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي واستعراض مبادرة آرتاثون العالمية التي قدمتها سدايا إلى المبدعين في مجالات الفنون من مختلف دول العالم، وكيف يمكن لهذه التقنيات أن تخدم الفنون بمختلف أشكالها وتُسهم في تقديم إبداعات جديدة لا تقل عن إبداع الحس الإنساني في تكوين الصورة الفنية، إضافةً إلى بحث آلية ومستقبل مبادرة الآرتاثون، والآرتاثون إحدى مبادرات سدايا المعرفية التي تتسق مع الطابع الثقافي للمملكة، وجرى دمجه مع الجانب الفني؛ ليعكس مفاهيم فنية تستقي معارفها من مجالات الثقافة السعودية خاصة في التراث الطبيعي، والمواقع التراثية والأثرية، والتراث الاجتماعي، والفنون البصرية. وتستهدف مبادرة آرتاثون -التي تعد أحد مخرجات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي- التي نظمتها سدايا وجمعت في نسختيها المهتمين بالفن التفاعلي، والرسم، وفن المجسمات والموسيقى مع خبراء البيانات والذكاء الاصطناعي والفنون البصرية من المملكة وخارجها للتنافس على ابتكار أفضل الأعمال الفنية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وضم الآرتاثون أربعة مسارات قائمة على الذكاء الاصطناعي، هي: مسار الفنون التفاعلية، ومسار اللوحات الفنية، وفن المجسمات، ومسار الموسيقى، وجرى تتويج ثلاثة أعمال فائزة بالآرتاثون خلال أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي عقدت في سبتمبر 2022م. كفاءة الطاقة وفي مجال التغير المناخي تستضيف وزارة الطاقة في العاصمة الرياض، بالتنسيق والتعاون مع أمانة اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي "أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2023م"، خلال الفترة من 8 إلى 12 أكتوبر 2023م تحت عنوان "التقييم العالمي"، وذلك لتقييم التقدم الذي تم إحرازه نحو تنفيذ أهداف اتفاقية باريس المتعلقة بالتغيّر المناخي، وتكمن أهمية استضافة المملكة أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2023م، أنه يعقد قبل انعقاد المؤتمر الثامن والعشرين للدول الأطراف في اتفاقيات المناخ -COP28-، في نهاية هذا العام بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتيح الفرصة لإبراز جهود المنطقة، واستعراض نهجها، في العمل المناخي، وتسليط الضوء على آثار التغيرات المناخية على المستوى المحلي والإقليمي في المنطقة، ومن المتوقع أن يُشارك فيه جمعٌ كبير من الوزراء وكبار المسؤولين والإعلاميين والمهتمين بقضايا الطاقة والمناخ من مختلف دول العالم، إضافةً إلى مشاركة ممثلي هيئة الأممالمتحدة والهيئات ذات العلاقة، لاستكشاف وتعزيز الفرص، والتعاون في إيجاد حلول عملية ومنطقية للتعامل مع التغير المناخي والحد من آثاره، ومناقشة السياسات وفرص الاستثمارات، ومجالات البحث والتطوير، ونشر الحلول التقنية المختلفة، كالطاقة المتجددة، وجهود تعزيز كفاءة الطاقة، والهيدروجين، والتقاط وتخزين الكربون، وإزالة ثاني أكسيد الكربون. تصدير الهيدروجين وفي ملف التغير المناخي والطاقة ذاته، تتعامل المملكة مع تحديات التغير المناخي وفق خطة استراتيجية واضحة، بالتعاون مع العديد من دول العالم، لتحقيق النجاح المأمول، وفي الوقت نفسه تعمل على تعزيز أمن إمدادات الطاقة واستدامتها وتيسير تكلفتها، مع إدراكها أن الهيدروجين النظيف هو وقود أساسي لتحقيق الأهداف المشتركة في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة مع تخفيف آثار التغير المناخي، وعلى صعيد التعاون الدولي مع دول العالم المتقدمة، اتفقت المملكة مع فرنسا على بذل جهود مشتركة لتعزيز كفاءة الطاقة، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة النووية، ضمن إطار عمل سلمي وآمن، وإدارة النفايات الإشعاعية والتطبيقات النووية، وتطوير القدرات البشرية، والعمل معاً على تعزيز تقنيات وحلول التغير المناخي، ومنها التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، من قطاعات الإسمنت، والطيران، والبحرية، والبتروكيميائيات. وتسعى المملكة بقوة كي تصبح إحدى الدول الرائدة عالميًا في تصدير الهيدروجين والكهرباء المولّدة من المصادر منخفضة الانبعاثات، مستفيدةً من قدرتها في إنتاج الهيدروجين وتوليد الكهرباء من المصادر منخفضة الانبعاثات بتكلفةٍ تنافسية، حيث تمتلك الموارد اللازمة من الطاقة المتجددة، والغاز الطبيعي وأحواض الكربون، لتصدير الهيدروجين إضافةً إلى موقعها الاستراتيجي بالقرب من أكبر مراكز الطلب العالمية لتسويق هذا المنتج الحيوي الداعم للاقتصاد الوطني. بحث وابتكار وحققت المملكة تقدماً في المؤشرات المتعلقة بالتعليم والبحث والابتكار ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمي 2022، والصادرة عن مركز التنافسيّة العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD، بالقفز إلى المركز 24 في التقرير مقارنة ب32 عام 2021م، كما صعدت المملكة تسعة مراكز في مؤشر إنجازات التعليم الجامعي لتتقدم إلى المركز 28 خلال العام 2022م، كما تم تصنيفها في أحدث نسخة من "تقرير المهارات العالمية" لإحدى أكبر منصات التعليم عبر الإنترنت في العالم، يونيو 2022م ضمن أفضل 10 دول حول العالم في امتلاك كوادرها البشرية مهارات الأعمال وبرزت نقاط قوتهم في مجالات المحاسبة والموارد البشرية والتخطيط الاستراتيجي والعمليات. اتصالات وتقنية وحققت المملكة المركز الثاني على دول مجموعة العشرين، والمركز الرابع عالمياً في جاهزية التنظيمات الرقمية، عقب نجاحها في بناء إطار تنظيمي مستدام والتحول نحو التنظيم التعاوني الرقمي لتمكين الاقتصاد الرقمي، ليؤكد مضي المملكة وفق رؤيتها 2030 نحو تحقيق الإنجازات العالمية في مختلف المجالات، ما يعكس ما يحظى به قطاع الاتصالات والتقنية من دعم غير محدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وتمكين من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله- وحرصهما على أن تنعكس مباشرة على الجوانب التنموية، والحياة المعيشية للمواطن والمقيم، وتوفير أرقى الخدمات، وفق أحدث التقنيات. ولي العهد عرّاب رؤية التنوع الاقتصادي للمملكة تعزيز التنافسية على البحث والابتكار