تتابع وزارة الصحة المستجدات الوبائية العالمية للأمراض المعدية والتي رصدت مؤخراً ظهور حالات فيروس "نيباه" في ولاية كيرلا بالهند، ووجهت مدير عام الادارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية الدكتورة حليمة بنت علي السريحي تعميماً لمديريات الشؤون الصحية في المناطق والمحافظات أشارت فيه إلى المخاطر المحتملة تبعاً لحركة السفر والتجارة الدولية واحتمالية وفادة المرض للمملكة، مؤكدةً على الإبلاغ عن أي حالة إشتباه عن طريق برنامج حصن وأخذ عينة وإرسالها إلى مختبر الصحة العامة. وأكد التعميم الصادر من الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية على أهمية الاستعداد المبكر لأي طارئ صحي، وتناول دليل رصد عدوى فيروس "نيباه" للممارسين الصحيين في المستشفيات والمراكز الصحية المحدث تفاصيل عن نشأة الفيروس وطرق انتقاله وإجراءات الوقاية والمواجهة. التماس مباشر ويحدث انتقال فيروس "نيباه" إلى الإنسان بعد التماس المباشر مع الخفافيش أو الخنازير المصابة أو تناول طعام ملوث بالفيروس أو من أشخاص آخرين مصابين بالفيروس، وانتقاله من شخص إلى آخر ينتج من الاتصال الجسد الوثيق، خاصة بسوائل الجسم، وفترة الحضانة عادة ما تكون من أربع إلى 14 يوماً، أمّا الأعراض النمطية للإصابة بفيروس نيياه فهي غير محددة بوضوح وتتمثل في: ارتفاع حاد في درجة الحرارة وقد تشبه أعراض الأنفلونزا، يصاحبها أحياناً أعراض في الجهاز الهضمي وبعض حالات الالتهاب الرئوي والأعراض التنفسية الأخرى، وفي العديد من المرضى يظهر التهاب في الدماغ أو السحايا ويظهر بعد ثلاث إلى 14 يوماً من المرض الأولي، ويحدث التدهور السريع في حوالي 60% من المرضى. عزل تلامسي ولا يوجد حالياً علاج أو لقاح معروف سواء للبشر أو الحيوانات للعلاج من "نيباه" وتبقى الرعاية الداعمة المكثفة وعلاج الأعراض هي الطريقة الرئيسية للتعامل مع المرض. وتعرّف الحالة المشتبهة على أنها أي شخص لديه تاريخ تواجد في مناطق يسري فيها الفيروس -حالياً في مقاطعتين في كيرلا الهند وهي كوزيكود ومالابورام- خلال الأسابيع الثلاثة قبل ظهور الأعراض ولديه واحد أو أكثر من الأعراض كالتغير في مستوى الوعي أو حدوث تشنجات، أو حمىّ مع سعال أو ضيق في التنفس، وتعرف الحالة المؤكدة أنها حالة مشتبهة تم تأكيدها مخبرياً، والحالة المشتبهة بالإصابة أو المصابة بفيروس نيباه يجب أن يتم عزلها تحت العزل التلامسي والرذاذي، إضافةً إلى تطبيق الإجراءات القياسية، وفي حال عمل الإجراءات الباعثة للهباء الجوي فينبغي مراعاة احتياطات إضافية بتطبيق إجراءات العزل الهوائي والالتزام بارتداء وسائل الحماية الشخصية لهذا الغرض مثل الكمام التنفسي عالي الكفاءة N95، بناء على المقاس والنوع، الذي تم اختياره برخصة المهارات الأساسية لمكافحة العدوى، وكذلك واقي العين -نظارات واقية أو درع للوجه-، وقفازات، ومريلة غير منفذة للسوائل ومن خلال إتباع الطريقة الصحيحة لارتداء وخلع مثل هذه الأدوات، على أن يتم حصر الممارسين الصحيين المباشرين للحالة، لمتابعة وضع المخالطة وإجراءات مكافحة العدوى. تشخيص المخبري وينبغي اتباع احتياطات الاحتواء الحيوي أثناء التعامل مع عينات المريض المشتبه به أثناء جمعها ونقلها وتخزينها والعمل عليها، وينبغي جمع العينات من المريض في أسرع وقت ممكن مع ملاحظة احتياطات السلامة أثناء جمع العينات، إذ يجب ارتداء أدوات الوقاية الشخصية كقناع N95، وقفازات مزدوجة، ومريلة واقية نظارات واقية، مع وغسل اليدين بالماء والصابون لمدة 30 ثانية على الأقل، أو استخدام مطهر اليدين المعتمد على الكحول قبل وبعد جمع العينات. وفيما يتعلق بالعينات المطلوبة للتشخيص، فلابد من أخذ مسحة من الحلق وتوضع في وسيط النقل الفيروسي وحوالي 10 مل من البول في حاوية معقمة، وحوالي خمسة مل من الدم في أنبوب عادي، وحوالي واحد مل من السائل الشوكي -إن وجدت- في حاوية معقمة، ويجب أن تكون العينات معبأة بأمان في حاوية ثلاثية التعبئة وينبغي نقلها في إطار سلسلة التبريد إلى المختبر الصحي الوطني بالرياض، وينبغي نقل العينات في درجة حرارة 2- 3 درجة مئوية وتنقل إلى المختبر خلال مدة أقصاها 48 ساعة، وإذا كان الوقت المتوقع الشحن أكثر من 48 ساعة، فيجب استخدام الثلج الجاف، ويجب تخزين العينة في -70 درجة مئوية إذا كان التخزين مطلوباً لفترات أطول. على الفور ولا يزال الخطر على المسافرين من المملكة الى الهند للسياحة أو الأعمال التجارية إلى المنطقة المتضررة منخفضاً، حيث ترتبط أنشطة الخطر الرئيسة لعدوى فيروس نيياه بممارسات محلية -على سبيل المثال جمع واستهلاك العصارة الخام أو المخمرة لأشجار النخيل الاستوائي وجوز الهند- التي لا يمارسها السياح عادة. والإبلاغ عن الحالات المشتبه بها لابد أن يكون على الفور من خلال شبكة المراقبة الإلكترونية الصحية حصن بلس -+HESN- باستخدام نموذج الإبلاغ عن الحمات النزفية خلال ثمان ساعات من اشتباه الحالة، مع حصر المخالطين للحالة المشتبهة وتسجيلهم ومتابعتهم حتى تنتهي فترة الحضانة 14 يوماً، ولابد من التوعية الصحية للمخالطين بأعراض المرض وطرق انتقاله والالتزام بالعزل في حال ظهور أي أعراض للمرض والتحويل الفوري لاقرب مستشفى، وغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون لمدة 30 ثانية، خاصةً الذين كانت لهم مخالطة مباشرة مع المريض أوادواته، أمّا ما يرتبط بالحالات المخالطة للحالة المؤكدة وظهرت عليها أعراض فيؤخذ لها عينة وتعزل بغرف العزل التلامسي في المستشفى حتى ظهور النتيجة. وعلى مراكز المراقبة الصحية في المطارات التي يفد منها مسافرين برحلات مباشرة من ولاية كيرلا تطبيق إجراءات الفرز البصري وتفعيل المسار الأمن عند اكتشاف حالة مشابهة وتحويلها إلى المنشأة الصحية المناسبة، وإبلاغ الصحة العامة في المنطقة أو المحافظة، كما لا يسمح للمسافرين القادمين من ولاية كيرلا الهندية بإدخال المواد الغذائية معهم عند وصولهم إلى المملكة.