إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله - تمكّن الفريق الجراحي المختص - بحمدالله - من فصل التوءم السيامي التنزاني حسن وحسين، بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، بعد عملية جراحية معقدة استغرقت 16 ساعة نفذت على تسع مراحل، وشارك فيها 35 من الاستشاريين والمختصين من أقسام التخدير وجراحة الأطفال وجراحة المسالك البولية للأطفال والتجميل والعظام، بالإضافة إلى الكوادر التمريضية والفنية. وأوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الطبي والجراحي في عمليات فصل التوائم السيامية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن هذه العملية تأتي إنفاذا للتوجيهات الكريمة من القيادة الرشيدة - أيدها الله - وتعد رقم 59 للبرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة، مشيراً إلى أن العملية تمت بسلاسة كما خطط لها ومرت بعدة مراحل شملت التخدير والمناظير والتعقيم وفتح الجراح، ثم فصل الكبد وفصل الأمعاء الغليظة والدقيقة وفصل الجهاز البولي والتناسلي والتداخلات التي بينهما، مضيفاً أنه جرت عملية الاستفادة من عضلات وجلد الطرف الثالث المشوّه على يد المختصين بجراحة التجميل، بعدها تم فصل كل من حسن وحسين، في سرير مستقل لكل واحد منها لأول مرة في حياتهما بعد مرور 12 ساعة على العملية، ثم بدأت بعد ذلك مرحلة الترميم وشملت ترميم الجهاز الهضمي والقولون والجهاز البولي والجهاز التناسلي، بعدها تمت عملية إقفال الجراح، ثم نقل التوءم إلى وحدة العناية المركزة للأطفال في سريرين منفصلين. ورفع د. الربيعة الشكر والتقدير والعرفان باسمه ونيابة عن زملائه أعضاء الفريق الطبي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على هذا الإنجاز الطبي الكبير والعطاء المتواصل، مؤكداً دور المملكة الريادي في العمل الإنساني بشكل عام والطبي بشكل خاص، والذي لم يكن ليتحقق لولا الدعم اللامحدود الذي يلقاه من لدن القيادة الرشيدة، لافتاً إلى أن هذا الإنجاز الطبي يترجم الشعور الإنساني النبيل للقيادة الحكيمة وحرصها على تقديم الخير للإنسان أينما كان، كما يعكس التفوق الطبي السعودي؛ الذي يأتي انسجاماً مع أهداف رؤية السعودية 2030 لتطوير القطاع الصحي بالمملكة، ورفع جودته وكفاءته. وتقدم بالشكر لأعضاء الفريق الطبي والجراحي على جهودهم وعطائهم المستمر الذي كان له الأثر الطيب في هذا المنجز الطبي الذي يسجل لهذا الوطن، ومهنئاً والدة التوءم والشعب التنزاني الصديق بسلامة كل من حسن وحسين، سائلاً المولى - عز وجل - لهما دوام الصحة والعافية، وأن يستمر الإنجاز في وطننا العزيز وأن يديم عليه نعمة الأمن والأمان. من جهته عبّر سفير جمهورية تنزانيا لدى المملكة علي جابر مواديني عن شكره وامتنانه الكبيرين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - ولأعضاء الفريق الطبي والجراحي، لإجراء عملية فصل التوءم السيامي التنزاني، مبيناً أن المملكة لها أياد بيضاء مشهودة على كل المحتاجين في العالم، ومشيداً بتطور القطاع الطبي السعودي الذي بلغ مستويات دولية مرموقة، متمنياً الشفاء العاجل للتوءم وأن يعودا إلى تنزانيا في أقرب وقت وهما في أتم صحة وعافية. وقدمت والدة التوءم من جانبها شكرها وامتنانها لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على قيام الفريق الطبي المختص بإجراء عملية فصل التوءم وتقديم العلاج اللازم لهما، منوهةً بما تقوم به المملكة من عمل إنساني كبير، مقدرةً حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة طيلة مدة إقامتها في المملكة. الفريق الطبي بعد نجاح العملية والدة التوءم تُقبّل ابنها بعد العملية