وصل مئات اللاجئين الفارين من ناغورني قره باغ الأحد إلى أرمينيا التي انتقدت بشكل ضمني روسيا لعدم تقديمها الدعم لها إثر انتصار الجيش الأذربيجاني على الانفصاليين في هذا الإقليم الذي يضم غالبية أرمينية، واعتبر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الأحد تحالفات بلاده الحالية "غير مجدية" قائلا في كلمة متلفزة "إن أنظمة الأمن الخارجي التي تنضوي فيها أرمينيا أثبتت أنها غير مجدية لحماية أمنها ومصالحها"، وأضاف "لم تتخلَ أرمينيا يوماً عن التزاماتها ولم تخن حلفاءها، لكن تحليل الوضع يظهر أن الأنظمة الأمنية والحلفاء الذين نعتمد عليهم منذ فترة طويلة حدّدوا لأنفسهم مهمة إظهار ضعفنا وعدم قدرة الشعب الأرميني على أن تكون له دولة مستقلة"، وينطوي كلامه على إشارة ضمنية إلى علاقاته الطويلة الأمد مع موسكو الموروثة منذ كانت أرمينيا جزءًا من الاتحاد السوفياتي مثل أذربيجان المجاورة، خصوصا أن أرمينيا لا تزال عضوا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي وهي تحالف عسكري ترأسه روسيا، في يريفان، تظاهرت المعارضة لليوم السادس تواليا، متهمة رئيس الوزراء ب"القضاء عمدا على علاقات أرمينيا مع شركائها"، وفق ما قال المعارض اندرانيك تيفانيان أمام الحشود مساء الأحد. وبعد ظهر الأحد، دخلت مجموعة أولى من اللاجئين الفارين من ناغورني قره باغ، أرمينيا. ووصل بضع عشرات من سكان هذه المنطقة، معظمهم نساء وأطفال ومسنون، إلى مركز إيواء أقامته الحكومة الأرمينية في كورنيدزور على الحدود الأرمنية - الأذربيجانية. بحسب الحكومة الأرمنية مساء الأحد، فإن "377 شخصا أرغموا على الرحيل" انتقلوا إلى الجانب الأرمني، واستنادا إلى آخر حصيلة لوزارة الدفاع الروسية فإن 311 مدنيا بينهم 102 من الأطفال واكبتهم قوة حفظ السلام الروسية من الجانب الأرمني، وأضافت أن "كتيبة حفظ السلام الروسية تؤكد أنها تواصل إيواء 715 مدنيا بينهم 402 طفل" في انتظار حل، وقال بعض اللاجئين لفرانس برس إنهم أتوا من قرية ايغتساهوغ الحدودية، فيما أورد آخرون أنهم عبروا مسافات طويلة في هذه المنطقة الجبلية من القوقاز، وأفادت السلطات الأرمينية في ناغورني قره باغ الأحد بأن المدنيين الذين شردتهم أعمال العنف الأخيرة سينقلون إلى أرمينيا بمساعدة جنود حفظ السلام الروس المنتشرين منذ الحرب السابقة في 2020. وتعهدت أذربيجان السماح للمقاتلين الانفصاليين الذين يسلمون سلاحهم بالمغادرة إلى أرمينيا. وأعلنت الداخلية الأذربيجانية الأحد أنها ستنظم قوافل تضم حافلات للمقاتلين السابقين، لافتة إلى أن بعضهم يستطيع أيضا المغادرة في سيارات، وعبر هذه النقطة الحدودية نفسها في كورنيدزور ستمر 23 سيارة إسعاف لنقل "مواطنين مصابين بجروح بالغة" برفقة أطباء وموظفين في الصليب الأحمر كما أوضحت وزارة الصحة الأرمينية. وطالبت أرمينيا من على منبر الأممالمتحدة في نيويورك بإرسال بعثة للأمم المتحدة "فورا" إلى المنطقة، مكررة اتهاماتها بحصول "تطهير اتني". وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد عن قلقه من هجوم عسكري محتمل لأذربيجان على أرمينيا، مؤكدا أن باكو "تهدد" الحدود المشتركة و"وحدة أراضي" هذا البلد. وقال ماكرون في مقابلة متلفزة إن "فرنسا حريصة جدا على وحدة أراضي أرمينيا فهذا هو المحك، لدينا اليوم روسيا متواطئة مع أذربيجان، وتركيا التي تدعم دائما هذه المناورات وسلطة غير مقيدة تهدد حدود أرمينيا". كما دخل ما يقرب من خمسة آلاف لاجئ من ناغورني قره باغ إلى أرمينيا الاثنين، فيما وصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى جيب ناخيتشيفان الأذربيجاني على مسافة مئات الكيلومترات فقط للقاء نظيره الأذربيجاني إلهام علييف ومن المقرر أن يشارك الرئيسان التركي والأذربيجاني في مراسم وضع الحجر الأساس في خط جديد لنقل الغاز وتدشين مجمع عسكري أذربيجاني في جيب ناخيتشيفان الواقع بين أرمينيا وإيران والذي الحق بأذربيجان في العام 1923 من دون أن يكون متصلا جغرافيا بباكو. وقالت الحكومة الأرمينية في بيان "حتى ظهر 25 سبتمبر، دخل 4850 نازحًا قسريًا إلى أرمينيا من ناغورني قره باغ". وفي مدينة غوريس، يعجّ المركز الإنساني الذي أُقيم في مبنى مسرح البلدية باللاجئين منذ مساء الأحد، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. طيلة الليل، تدفّق لاجئون ليسجّلوا أسماءهم وللعثور على مسكن أو وسيلة نقل باتجاه مناطق أخرى في أرمينيا.