حراك يومي تشهده المملكة حاصدة مستهدفات رؤية 2030 في مختلف المجالات، ومحققة مؤشرات متميزة إقليمياً ودولياً، وفيما يشبه السباق مع الزمن يتم إطلاق العديد من المشروعات والبرامج لبلوغ المستقبل وتحقيق تنمية مستدامة تراعي المتطلبات كافة وتضمن عملاً نوعياً ومبتكراً، وفي هذا السياق وافق مجلس الوزراء على إنشاء «المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي» يكون مقره في مدينة الرياض، ويتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، والذي سيكون له دوره في تعزيز مكانة المملكة وريادتها لهذا المجال. وتملك المملكة استراتيجية وطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، تؤكد على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي المسؤول في تحقيق أهداف التحوّل الرقمي الوطني، وترسيخ دور البيانات ومركز الذكاء الاصطناعي، وتعزيز مساهمة قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وتتطلع من خلال هذه الاستراتيجية إلى أن تصبح ضمن أفضل 15 دولة في تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي، واستضافة 20 ألف متخصّص في هذا المجال، وإقامة الشراكات مع الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والمنظمات الدولية ومؤسسات القطاع الخاص، وكذلك تحقيق استثمارات بأكثر من 20 مليار دولار في البيانات والذكاء الاصطناعي. وقد تطور الذكاء الاصطناعي في المملكة خلال السنوات الماضية، عبر استثمارات نوعية، وفي عام 2019، تم الإعلان عن إطلاق مبادرة الذكاء الاصطناعي والربوت، والتي تهدف إلى دعم تطوير الذكاء الاصطناعي وتعزيز قدرات الروبوتات في المملكة بجانب دعم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وتشجيعها على الاستثمار في هذا المجال، وتوظيف ذلك في مجالات: الصحة، والتعليم، والطاقة، والنقل، والأمن، وغيرها. ومن خلال ذلك تمكنت المملكة من الارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبتكرة، وقد حصلت على المركز الأول عالمياً في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، وهو أحد مؤشرات التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن تورتويس انتليجينس «Tortoise Intelligence» الذي يقيس أكثر من 60 دولة في العالم. أمام هذه العناية والاهتمام من الدولة في الاهتمام بالبنية التحتية والبيئة التشغيلية وتشجيع البحث العلمي ودعم الموهوبين، ستكون المملكة بلا شك مركزاً تقنياً عالمياً لأحدث التقنيات المتقدمة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.