أكد الجيش الأوكراني أن قتالاً عنيفاً اندلع في شرق البلاد وجنوبها الشرقي، قائلاً إن قواته صدت عشرات الهجمات الروسية هناك. ويشير الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى أن المراحل الأولى من الهجوم المضاد في هاتين المنطقتين تسير وفق المخطط لها. لكنه يعبر عن أمله في أن يكون التقدم أسرع في المنطقتين اللتين تعدان المسرح الرئيسي لحملته لاستعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا. كما أكدت موسكو وقوع اشتباكات، قالت إنها تمكنت خلالها من الدفاع عن مناطق قريبة من مدينة باخموت المدمرة، حيث تقول أوكرانيا إن قواتها تستعيد أراضي. وقال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية أندري كوفاليوف إن القوات الأوكرانية صدت تقدما روسيا مدعوماً بقصف مدفعي بالقرب من بلدتين شمال باخموت، استولت عليهما قوات المرتزقة الروسية في أواخر مايو. والوضع غير مستقر بالقرب من باخموت، حيث تقول أوكرانيا إنها حققت مكاسب على الأطراف الجنوبية للمدينة، ولا سيما قرية كليششيفكا الإستراتيجية. ويقول محللون إن تحرير القرية، التي تقع على أرض مرتفعة، سيمكن القوات الأوكرانية من حصار القوات الروسية في باخموت. وقالت أوكرانيا إنها سيطرت على المرتفعات التي تحيط بالقرية، مما مكنها من قصف أهداف في باخموت نفسها. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت تسع محاولات أوكرانية للتقدم في منطقة دونيتسك الشرقية، إحداها بالقرب من كليشتشيفكا. وفي الجنوب، تقول أوكرانيا إنها استعادت مجموعة من القرى في المراحل الأولى من حملة باتجاه بحر آزوف، بهدف قطع الجسر البري الروسي الذي يربط شرق أوكرانيا بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في 2014. وقال الجنرال الأوكراني أولكساندر تارنافسكي على تطبيق تيليغرام إن المعارك مستعرة في جميع أنحاء القطاع، حيث صدت القوات 27 هجوماً روسياً. وقدر الخسائر الروسية على مدى 24 ساعة بعدة مئات من القتلى والجرحى. وعلى الرغم من كل المكاسب التي حققتها أوكرانيا في هجومها المضاد، فلا تزال القوات الروسية تحتفظ بمساحات شاسعة من الأرض بعد أكثر من 500 يوم من الحرب، تشير بعض التقديرات إلى أنها تمثل 17 بالمئة من الأراضي الأوكرانية. من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحيفة إندونيسية الأربعاء إنّ الحرب في أوكرانيا لن تنتهي ما لم يتوقف الغرب عن السعي لدحر موسكو. وجاءت تصريحات الوزير الروسي قبيل محادثات رمزية يجريها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع قادة دول حلف شمال الأطلسي، في اليوم الثاني والأخير من قمّتهم المنعقدة في فيلنيوس. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة كومباس الإندونيسية قبيل اجتماعات يعقدها في جاكرتا هذا الأسبوع مع نظرائه في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، انتقد لافروف بشدّة الولايات المتّحدة وحلفائها لدعمهم أوكرانيا. وقال لافروف إنّ النزاع في أوكرانيا «سيتواصل حتى يتخلّى الغرب عن خططه لبسط الهيمنة وعن هوسه بتكبيد روسيا هزيمة استراتيجية من خلال دميتها كييف». وأضاف «لم تَظهر أيّ مؤشرات على تغيير في مواقفهم، ونرى كيف تواصل أميركا والمتواطئون معها ضخّ أسلحة في أوكرانيا ودفع زيلينسكي لمواصلة القتال». وأشاد لافروف بما اعتبره سياسة خارجية مستقلة تنتهجها جاكرتا إزاء النزاع. وكان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أول مسؤول آسيوي كبير يزور موسكو وكييف بعد الغزو. وقال لافروف إنّ الدول الغربية «تتجاهل مبادرات من دول نامية» بعد رفض كييف عرض ويدودو التوسط، وكذلك مقترحاً مثيراً للجدل من وزير الدفاع الإندونيسي بإجراء استفتاء في مناطق محتلّة في شرق أوكرانيا. وأرسل داعمون غربيون لأوكرانيا أسلحة بعشرات مليارات الدولارات لمساعدتها في التصدّي للغزو الروسي. وأكّد قادة الحلف الأطلسي في ختام اليوم الأول لقمّتهم أنّ «مستقبل أوكرانيا هو في الحلف الأطلسي»، واختصروا بعض الشيء العملية التي يتعيّن على كييف اتّباعها للانضمام إلى الحلف. لكنّ الأعضاء في التحالف العسكري الغربي لم يحدّدوا جدولاً زمنياً لانضمام أوكرانيا إلى الحلف، ما يعكس قلق واشنطن إزاء خطر انجرارها إلى نزاع نووي مع روسيا. ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ب»الضمانات الأمنية» التي قرّرت مجموعة السبع تقديمها لبلاده، مؤكّداً في الوقت عينه أنّ هذه الضمانات لا يمكن أن تحلّ محلّ مطلب أوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في فيلنيوس إنّه يتعين النظر إلى وعود مجموعة السبع «ليس على أنها بديل عن الانضمام إلى الناتو إنما كضمانات أمنية باتجاه عضويتنا» في الحلف. وأضاف في قمة الحلف الأطلسي في فيلنيوس «يمكننا التأكيد أن نتائج القمة جيدة، لكن يتعين أن نتسلم دعوة، لتكون تلك النتيجة الأمثل». لكن الرئيس الأوكراني كان يأمل أيضا فيما لو وجهت قمة الحلف في فيلنيوس، دعوة لانضمام بلاده مع جدول زمني واضح لكييف لدخول التكتل الدفاعي رسميا. وأكد أن «أفضل ضمانة لأوكرانيا هي أن تكون في الناتو». وعبر زيلينسكي عن «ثقة في أن تكون أوكرانيا في الناتو بعد الحرب». وقال «سنفعل كل ما هو ممكن لتحقيق ذلك».