عن (دار الثلوثية) بمدينة الرياض صدر العام قبل الماضي كتاب بعنوان "الفيصل في من سمي من الأعلام بفيصل" بطبعته الأولى سنة 1442 ه/2021م للزميل الباحث الأستاذ / محمد بن حلوان الشراري. ويقع هذا الكتاب في حدود 97 صفحة من القطع العادي، أورد خلالها الباحث /المؤلف مجموعة كبيرة من أسماء الشخصيات البارزة في مجالها، ممن عرفت باسم (فيصل) على مر التاريخ، سواء كانوا من الأمراء والحكام والسياسيين وأصحاب المناصب العليا الرسمية في الدول والحكومات السابقة في زمانهم الذي عاشوا فيه، أو كانوا من غيرهم من أصحاب المهن والهوايات الأخرى، الذين برزوا في زمانهم –قديماً وحديثاً– في مجالات عدة كالشعراء والكتاب والمؤرخين والعلماء والمفكرين والفنانين وغيرهم من بلدان مختلفة. ومن الواضح أن الباحث قد بذل مجهوداً كبيراً، قضى خلاله وقتاً طويلاً أيضاً في إعداد مادة كتابه هذا، لدى قيامه بإيراد عشرات أسماء الأعلام والأعيان والمشاهير، ممن حملوا هذا الاسم (فيصل) عبر التاريخ، إلى جانب إيراده لنبذة مختصرة، أو (سيرة موجزة) مرافقة لاسم كل شخصية من الشخصيات المعروفة بهذا الاسم على حدة، جاءت "مرتبة ترتيباً هجائياً (ألف بائياً) وإدراج نبذة مختصرة عنهم"، كما ذكره المؤلف في مقدمة الكتاب. وفي (التمهيد) الذي وضعه المؤلف للكتاب يتطرق للحديث عن مسمى كتابه هذا من الناحيتين: التاريخية (التسلسل التاريخي لمن حملوا هذا الاسم)، واللغوية (ما يعنيه هذا الاسم وأصله أو جذره اللغوي)، فيقول: "من خلال البحث والتقصي وجد أن أقدم ذكر لاسم فيصل في كتاب تاريخ (علماء الأندلس لابن الفرضي 351-403ه، تحقيق إبراهيم الأبياري) حيث ذكر (محمد بن فيصل بن هذيل الحداد) عام 327ه. وفي الدولة السعودية بمراحلها الثلاث، نجد أن أول من سمي بفيصل من آل سعود هو الأمير فيصل بن محمد بن سعود آل سعود -رحمه الله-. ولو أردنا البحث عن معنى اسم فيصل فسوف نجد أنه ورد في كثير من المعاجم، فكان معناه في معجم المعاني الجامع: فيصل (اسم)، الجمع: فياصل، الفيصل: الحاكم أو القاضي، الفيصل: الماضي القاطع يفصل بين الحق والباطل، قال تعالى: (إنه لقول فصل) سورة الطارق آية 13". انتهى كلامه. وفي (المقدمة) يتطرق الشراري إلى (علم التراجم والسير والأعلام) وأهميته ووجوب العناية به، وقد سرد لنا مجموعة من أسماء العلماء من العرب والمسلمين الذين برزوا دون غيرهم في هذ العلم، وأصبحت مؤلفاتهم مصادر ومراجع علمية موثقة لمن جاء بعدهم، وذكر من هؤلاء على سبيل المثال: الطبراني في كتابه (من اسمه عطاء من رواة الحديث) ومحمد بن داود الجراح في كتابه (من اسمه عمرو من الشعراء) ومحمد بن الحسين الأزدي في كتابه (من وافق اسمه اسم أبيه ) وغيرها. وفي نهاية (المقدمة) ذاتها يشير الشراري –كباحث- إلى أسلوبه أو منهجه العلمي الذي اتخذه في إعداده وجمعه لمادة كتابه، ذاكراً أنه قام بتقسيمه إلى قسمين: الأول: أسماء الأعلام من آل سعود. الثاني: أسماء الأعلام من السعوديين والعرب والعجم. وفي ختام حديثي عن هذا الكتاب جدير بأن أذكر أن مؤلفه الأستاذ محمد بن حلوان الشراري يعد واحداً من أبرز من اهتموا بالبحث والتأليف والنشر في مجال (التراجم والسير) من المملكة العربية السعودية حالياً خاصة في (منطقة الجوف)، وقد صدرت له كتب كثيرة في هذا المجال، نذكر منها على سبيل المثال: كتابه (سليمان الأفنس من الجوف للجوف)، الصادر عام 2011م، وكتابه (أدباء الجوف ومثقفوها) الصادر عام 2018م عن (نادي الجوف الأدبي)، وكتابه (ببليوجرافية الجوف) الصادر عن مركز الأمير عبدالرحمن السديري الثقافي عام 2021م وغيرها.