معارض إكسبو هي معارض دوليه تقام كل خمس سنوات وتهدف إلى عرض إنجازات الدول والمنظمات والشركات في مجالات العلوم، والصناعة، والثقافة، والتنمية، وكان أول معرض إكسبو في لندن عام 1851م. ومن المقرر أن يقام المعرض المقبل في عام 2030م. وقدمت روسيا وكوريا الجنوبية وإيطاليا وأوكرانيا والمملكة طلبات لاستضافة هذا المعرض الدولي، حيث قدمت المملكة طلبًا رسميًا لاستضافة معرض إكسبو 2030م في مدينة الرياض في الفترة من 1 أكتوبر 2030م إلى 1 أبريل 2031م، وقد خصصت المملكة ميزانية تبلغ 7.8 مليارات دولار أمريكي لهذا المعرض، وأعلنت المملكة عن المخطط الرئيسي لمعرض الرياض إكسبو الدولي 2030م خلال حفل الاستقبال الرسمي الذي نظمه الهيئة الملكية لمدينة الرياض في العاصمة الفرنسية باريس في 19 يونيو 2023، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء (حظي باهتمام رسمي فرنسي وأوربي كبير وتغطية إعلامية دولية غير عادية في العاصمة الفرنسية)، وأيضا بحضور مندوبي (179) دولة من أعضاء المكتب الدولي للمعارض، وحضور وزيرة الثقافة الفرنسية. ويهدف العرض الذي تقدمت به المملكة إلى تقديم تجربة مميزة عالمية في تاريخ معارض إكسبو، ويعكس أيضًا الأهمية والدور الإيجابي لمعرض الرياض إكسبو 2030م لترجمة موضوع المعرض الرسمي تحت شعار "حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل". وتم عرض تصميم معرض الرياض إكسبو 2030م المقترح باشتماله على (226) جناحًا للمعرض بما يشبه الكرة الأرضية، ويتميز بوجود خط الاستواء في الوسط لتحقيق توجه بصري يتماشى مع رؤية المعرض، ويضمن فرصًا متساوية للمشاركين، كما يعكس التصميم النمط العمراني العريق وتاريخ مدينة الرياض وثقافتها وطبيعتها، ويبيّن أيضًا الاهتمام المشترك للمملكة وبقية دول العالم بالمناخ، ويساهم في تعزيز الطموح للاستشراف لمستقبل مليء بالإمكانات. وسيتم تحديد مواقع أجنحة الدول في المعرض بطريقة مرنة وفقًا لخطوط الطول لكل دولة، وذلك في ترتيب يجمع دولاً من شمال الكرة الأرضية وجنوبها جنبًا إلى جنب، لترمز هذه الخطوة في جوهرها إلى الدور المهم الذي تؤديه المملكة في تسهيل التعاون بين دول العالم، بما يُسهم في تيسير تصميم رحلة الزائر، وضمان سهولة السير بمسافات قصيرة جدًا للتنقل بين الأجنحة والساحات العامة والمرافق المخصصة للثقافة والابتكار، ومرافق الخدمات الخاصة بالطعام، والاستراحة والانتظار، بشكل سلس ومرن. وسيتضمن المعرض فرصًا فنية غنية للتنمية الثقافية والمهنية والتطوير لمشاركة (100) دولة مُختارة من أجل إعادة استخدام أجنحتهم بما يخدم المدارس والعيادات ومراكز الأبحاث في بلدانهم. وبهذا ستكون نسخة إكسبو 2030م في الرياض الأكثر مرونة للزوار أثناء التنقل داخل الموقع، والأكثر تفاعلاً وتعاونًا واستدامة على الإطلاق، وسيتم تقديم تجربة استثنائية لزوّار المعرض، مع تمكين المشاركة الكاملة والمتوازنة، وذات القيمة الإضافية لجميع البلدان المشاركة، وتوفير تجربة نوعية لا مثيل لها لأكثر من (40) مليون زائر. ومن الميز النسبية الأخرى لمعرض الرياض إكسبو 2030م أنه أول معرض صديق للبيئة يحقق مستوى صفريًا للانبعاثات الكربونية؛ حيث سيتم تشغيل الموقع بوساطة الطاقة النظيفة التي تعتمد على الطاقة الشمسية، مع تطوير معايير عالية لكفاءات الموارد واستراتيجيات مفصلة لتعزيز التنوع البيولوجي والقضاء على هدر الطعام وضمان إدارة النفايات الخضراء وإعادة تدويرها. وحيث إن عرض المملكة لاستضافة معرض إكسبو 2030م أبهر المشاركين من أعضاء المكتب الدولي للمعارض الذي جعل للمملكة ميزة نسبية أكبر وفرصة أعظم من الدول الأخرى المتقدمة لاستضافته، ومن المقرر اختيار الدولة المستضيفة للمعرض في شهر نوفمبر المقبل، عبر تصويت يجريه أعضاء المكتب الدولي للمعارض البالغ عددهم (179) دولة. وفي الختام أتوقع أن تفوز المملكة باستضافة معرض الرياض إكسبو الدولي 2030م نظرا للميزة النسبية الكبيرة للمملكة على الدول الأخرى المنافسة: لتعاظم دور وهيبة المملكة على المستوى الدولي وحكمة قادتها، ولما تمتع به المملكة من موقع جغرافي مميز وسط العالم ولوجود بنية تحتية تقنية وتنظيمه متطورة ومرونة كبيرة في اتخاذ القرارات الإدارية والاقتصادية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء "حفظهما الله".