أجرى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية، اتصالاً هاتفياً، بسيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق الأول الركن عبدالفتاح البرهان. كما أجرى سموه اتصالاً أخر، بقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، وجرى خلال الاتصالين، بحث مستجدات الأوضاع في جمهورية السودان الشقيقة، حيث أكد سمو وزير الخارجية أهمية التزام جميع الأطراف السودانية، من أجل استعادة مجريات العمل الإنساني، وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية. كما جدد سمو وزير الخارجية، دعوة المملكة بالتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري، واللجوء إلى حلٍ سياسي يضمن عودة الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق. مليونان نازح قال رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن عدد الأشخاص الذين فروا من القتال في السودان تجاوز 500 ألف، بينما نزح مليونا شخص داخليا. وأوضح في مؤتمر صحافي في نيروبي "اليوم تجاوزنا عتبة نصف مليون لاجئ من السودان منذ بدء الصراع. ونزح مليونا شخص داخل البلاد". وكانت قد اندلعت المعارك في السودان في 15 أبريل، بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقال غراندي "إذا لم نقم بإسكات تلك البنادق، سيستمر نزوح الشعب السوداني". وكان غراندي، يتحدث في يوم اللاجئ العالمي، غداة تعهد مانحين في مؤتمر للأمم المتحدة بتقديم حوالى 1,5 مليار دولار، للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في السودان والدول المجاورة، التي تستضيف لاجئين فارين من القتال. وبعد أكثر من شهرين من بدء القتال، أعربت الأممالمتحدة عن مخاوفها من اتساع رقعة الأزمة، التي قد تزعزع استقرار الدول الإفريقية المجاورة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر المانحين "حجم وسرعة غرق السودان في الموت والدمار غير مسبوقين". وكان مانحون قد تعهدوا خلال مؤتمر للأمم المتحدة في جنيف يوم الاثنين، بتقديم مساعدات إنسانية يبلغ مجموعها 5ر1 مليار دولار، لتقديم الدعم للشعب السوداني. ومع ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن هناك حاجة إلى 3 مليارات دولار، وبدون دعم دولي قوي، يمكن أن يصبح السودان بسرعة مكانا للخروج على القانون، مما ينشر انعدام الأمن في جميع أنحاء المنطقة". وأضاف جوتيريش: أن مئات المدنيين قتلوا وأصيب الآلاف، منذ اندلاع الاشتباكات في منتصف أبريل الماضي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة: "هذه الأعداد تزداد يوما بعد يوم. والوضع في دارفور والخرطوم كارثي. القتال محتدم مع مهاجمة الناس في منازلهم وفي الشوارع". وتابع "قبل اندلاع هذا الصراع، كان السودان يعاني بالفعل من أزمة إنسانية. والآن فإن هذا الوضع قد تصاعد إلى كارثة، تؤثر على أكثر من نصف سكان البلاد". وأدان جوتيريش العنف ضد العاملين في مجال الإغاثة، ونهب الإمدادات الإنسانية، وناشد الأطراف المتحاربة حماية المدنيين وتمكين العمل الإنساني. ومن جانبه، جدد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة فولكر تورك رغبته في التوسط بين طرفي النزاع. وقال "دعوت جميع الدول إلى المساعدة في تقديم حل لهذه الكارثة. ومع ذلك، فإن الجهود المبذولة لمتابعة وقف إطلاق النار والحفاظ عليه لم تسفر عن نجاح يذكر".