يصادف عام 2023 الذكرى الخمسين للاحتفال باليوم العالمي للبيئة الذي يُحتفى به هذا الشهر. وعلى مدى العقود الخمسة أصبح يوم البيئة العالمي إحدى أكبر المنصات العالمية للتربية البيئية ويشارك عشرات الملايين من الأشخاص جنباً إلى جنب مع الحكومات والمنظمات المجتمعية والمدن في زيادة الوعي البيئي وأخص هنا التربية المائية لأهميتها في المحافظة على البيئة. فما التربية المائية؟ هي جهد تربوي منظم يسعى إلى اكتساب الأطفال المفاهيم المائية والوعي المائي والقيم والمهارات التي تنظم سلوكهم وتمكنهم من التفاعل مع البيئة المائية بما يسهم في حمايتها وحل مشكلاتها واستغلال مواردها بأفضل شكل ممكن. أما أهداف التربية المائية؛ فقد اهتم العديد من التربويين بتحديد الأهداف العامة التي تسعى التربية المائية إلى تحقيقها سواء كان المستهدف التلميذ أو المعلم أو أفراد المجتمع أو المجتمع بأكمله. فبرامج التربية المائية تسعى إلى تنمية الحقائق والمفاهيم والتعميمات لدى أفراد المجتمع والمرتبطة في المجالات التالية علم الماء والنظم البيئية المرتبطة بالمياه، وكمية ونوعية المياه في العالم، وكذلك الأساليب الآمنة في استخدامات الماء، وكذلك تقييم الإسراف والترشيد في استهلاك الماء ومصادر التلوث وتلوث الماء، وإدارة المياه والتعامل الحكيم معها. وتزداد أهميتها لأهمية الموارد المائية سواءً كانت عذبة أو مالحة وما تواجهه من مشكلات وقضايا تهم كافة أفراد المجتمع وقطاعاته لا سيما التلاميذ في مراحل التعليم المختلفة. وتعتبر هذه الفئة ذات أهمية يتحتم تنمية معارفها ومفاهيمها المتصلة بالموارد المائية بشكل يجعلهم قادرين على التفاعل الإيجابي مع البيئة المائية بوصفهم مطالبين في المستقبل باتخاذ القرارات التي تؤثر تأثيراً إيجابياً وتتصدى للمشكلات التي تتعرض لها. لذا فإن للبرامج التربوية دوراً مهماً في تحقيق أهداف المحافظة على البيئة والثروات المائية وتحقيق أهداف معينة متصلة بالجانب المعرفي والمهاري لدى الأطفال على سبيل المثال وحدة الماء التي تطبق في رياض الأطفال والمراحل الأولية يجب أن تهدف إلى اكتساب الأطفال المعلومات والحقائق والتعميمات المتصلة بالموارد المائية وكذلك العلاقات التي تربطها بالموارد البيئية الأخرى وتوضيح أهمية الموارد المائية لجميع الكائنات الحية والتعرف على مقومات الثروات المائية البحرية والنهرية وغيرها وأساليب تنميتها وكذلك التعرف على أساليب ترشيد استهلاك الموارد المائية والحفاظ عليها من الهدر والنضوب كذلك المشكلات التي قد تواجه المجتمع نتيجة هذا الاستنزاف؛ فيجب التعرف على أساليب حماية الموارد المائية من التلوث واستنتاج المخاطر والمشكلات التي تصيب المجتمع نتيجة هذا التلوث. لذا نجد أنه من خلال وحدة الماء يدرك الطفل مسؤليته تجاه الماء والموارد البيئية الأخرى.