تجلت قدرة الله سبحانه وتعالى في صنع هذا العقل الجبار الذي استطاع به الإنسان -بفضل من الخالق عز وجل- أن يحقق الكثير من سُبل الخير والاختراعات التي تسهّل سبل الحياة، وذلك يتجلى في الصناعات الحديثة من التكنولوجيا والآلات المفيدة وصناعة الطائرات والقطارات والسيارات والبواخر والأجهزة الإلكترونية، وغيرها كثير. والعقل صنع الله، ومن أحسن من الله صنعاً. ومن يتلاعب في صنع الله سبحانه وتعالى فإن مصيره الدمار والهلاك، ويحصل هذا لمن يتعاطى المخدرات والمسكرات.. إنها السم الزعاف. قال تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أمنواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (المائدة 90). وهي أم الخبائث كما وصفها الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأنها تهدم ما صنع الله، وتعدّ المخدرات من الأزمات الكبرى لدول العالم كافة والتي أصبحت تؤثر على حياة الشعوب، وذلك بالنظر إلى نطاق انتشارها، حيث طالت الفئات العمرية المختلفة، وباتت خطورتها تمس مكونات النسيج الاجتماعي، ليصل ضررها بالإنسان إلى الموت والهوان والعياذ بالله وحسب ما ورد في صحيفة الشرق الأوسط قد حذّرت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات «نبراس» من آفة المخدرات، وما تؤدي إليه من أمراض مزمنة تؤثر على المخ، مشيرةً إلى أن «بعض الشباب يقومون بتجربة المخدرات عن طريق الأصدقاء أو المعارف، بدافع حب الاستطلاع، مما قد يوقعهم في براثن الإدمان والمشكلات الأسرية والمالية»، فضلاً عن أن حقن المخدرات تعد «أحد أسباب الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الدم مثل الإيدز»، وأكّدت نبراس أن المراهقين الذين يتلقون باستمرار رسائل توعوية عن أضرار المخدرات من والديهم «أقل عُرضة لاستخدامها بنسبة 50 في المائة من الذين لا يعون مخاطر المخدرات المؤدية إلى الوفاة»، من الأخطر «الشبو» العدو الأبرز يبرز التركيز على الحد من انتشار مخدر الميثامفيتامين المعروف باسم «الشبو»، الذي يُعد وفقاً لمختصّين تحدثوا ل»الشرق الأوسط» مادَة منشطة شديدة التأثير على الجهاز العصبي المركزي «يتم تحضيرها من الأمفيتامين وهي من المخدرات المصنعة كيميائياً ولها عدد من الأسماء على حسب الموقع الجغرافي، مثل: الشبو، والميث، والكريستال، وسبيد، والثلج، وتتسبب بزيادة مفاجئة في مستويات الدوبامين في الدماغ؛ مما يغيّر طريقة تفكير واستيعاب متعاطيها للأحداث من حوله، وهذا الأمر يجعله في حالة من التوجس والقلق والشعور بالتهديد، بالإضافة إلى الهلاوس السمعية والبصرية، مما يجعله في حالة اضطراب نفسي يقوده إلى العنف والتهور في سلوكياته بشكل عام والعياذ بالله، تُمثِّل «الحرب على المخدرات» كما وصفتها المديريّة العامة لمكافحة المخدرات في بلادنا المملكة العربية السعودية نموذجاً فريداً في محاربة الآفة التي تشكّل خطراً على المجتمعات، من حيث اتساع رقعتها لتشمل جميع مناطق البلاد مترامية الأطراف، وتنوّع أشكال المواجهة من جوانب أمنية وقانونية واجتماعيّة وحتى سياسيّة، ويجسّد ذلك تعليق وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، الذي توعّد خلاله مروّجي ومهرّبي المخدرات ومن يستهدفون المجتمع والوطن. تقوم الدولة حفظها بدور كبير وفعال على الجانب الأمني والجانب العلاجي ولكن هناك دور مهم يجب التركيز عليه وهو الجانب التوعوي. توعية المجتمع مهمة جداً باعتباره الوقاية المبكرة من براثن هذه الآفة المدمرة، والوقاية تعد اللبنة الأولى في مكافحة المخدرات وهي حائط الصد في مواجهة هذه الظاهرة، على أن كل واحد يقوم بدوره مثقفين ومعلمين وخطباء، وإعلام بجميع وسائله وقنواته، وعلى الأبوين دور كبير في توجيه أبنائهم ومتابعتهم جيداً لأن المستهدف في الأساس فئتا المراهقين والشباب اللتان تعدان القوة الرئيسة في عملية الإنتاج والتنمية، حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر الفئات العمرية تعرّضاً لأخطار المخدرات هم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 سنة، وأن 67 % من مدمني المخدرات تكون بدايتهم مع المواد المخدرة في سن المراهقة، ولا بد أن تكون هناك أسباب قد تودي إلى تعاطي هذه الآفة، لذا يجب معالجة الأسباب أو العوامل التي تقف وراء تفكيرهم في تعاطي المخدرات، سواء كانت نفسية أو أسرية. حفظ الله بلادنا من كل سوء وكل بلاد المسلمين.