من المؤكد أن رياضة كرة القدم ليست مجرد لعبة بين فريقين داخل المستطيل الأخضر للتنافس على الربح والخسارة، بل تعدت أكثر من ذلك، فالدول الكبرى تستثمرها كقوة ناعمة، فاستقطاب نجوم عالميين للدوري السعودي ومن ضمنهم كريستيانو رونالدو أكبر دليل على ذلك. منذ وصول (الدون) إلى المملكة حظى دوري روشن السعودي للمحترفين بالمتابعة والاهتمام والتغطية من قبل وسائل الإعلام العالمية أكثر وتسليط الضوء على انتقال رونالدو لنادي النصر وطريقة تقديمه في احتفالية كانت أنظار العالم متجه إلى عاصمة العز "الرياض" وسط ترحيب من الجماهير السعودية والمقيمين وهو ما يؤكد الاهتمام التي توليه حكومتنا الرشيدة للرياضة التي تعتبر رافد مهم في رؤية 2030. الأوساط الرياضية في السعودية والعالم ضجت بعد معانقة الطفل السوري ربيع شاهين الذي فقد والده في الزلزال الاخير الذي ضرب تركياوسوريا لاعبه المفضل رونالدو، مقطع الفيديو الذي نشر عن الطفل وشاهده الملايين عندما تمنى زيارة المملكة ومقابلة CR7، وتبنى تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه تحقيق حلم الطفل إلى واقع فظهر في مباراة النصر والباطن بمصافحة رونالدو ودخول السعادة الكبيرة بلقاء نجمه المفضل في مشهد يستحق التأمل والفخر بمبادرة نوعية إنسانية وذات أبعاد أكبر. الحقيقة أن الجانب الأخر من رونالدو إنساني فبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية بأن "الدون" قدم مساعدات من خيام وطعام وغيرها كدعم ومساندة لمتضرري سورياوتركيا وهو ما يؤكد عبر هذا المبادرة الخيرية عدم انفصال النجم عن حياة الناس وأن أدواره تمتد من كرة القدم إلى أفاق إنسانية عظيمة وتؤكد أن كرة القدم هي أحد جسور التواصل بين الشعوب. ما يميز رونالد هو ربط نجوميته الفنية داخل المستطيل الأخضر وخارجه وهو ما يعطي بعد وتأثير أكبر على كل محبي الرياضة بمختلف الفئات العمرية ولا ننسى تألقه في 5 الجولات الماضية من الدوري السعودي للمحترفين مما يمكن امتداد تلك النجاحات بأعمال إنسانية لها أثر حتى على الغير مهتمين في كرة القدم وهو ما يعكس صناعة رياضية بمفهوم حديث. من الأكيد أن كريستيانو رونالدو صفقة استثنائية في الدوري السعودي للمحترفين ليس فقط فنياً بل هي صفقة بمرحلة مختلفة وجديدة بشكل عام للدوري السعودي ومفهوم الرياضة في المملكة في العديد من المجالات المتنوعة سواءً كانت الاقتصادية أو الاستثمارية أو التسويقية وغيرها إضافة إلى مدى التأثير على الجماهير المتابعة وغير المتابعة للكرة السعودية، وفي ظل كل هذا يبقى السؤال الأهم ما مدى قناعة نجوم العالم اللعب في الدوري السعودي للمحترفين خاصة بعد قدوم رونالدو وحديث الكثير عن قدوم ميسي للدوري السعودي؟ وهل إلى الآن نرى أن كرة القدم فقط مجرد لعبة رياضية أم رافد مهم لتحقيق التطلعات والنجاحات للدول الكبرى؟ ودمتم سالمين.