تحمل الدول 193 الأعضاء في الأممالمتحدة كل منها علماً معترفاً به، يرفرف في المحافل والمؤتمرات الدولية، وهو بمثابة رمز وطني لها وإشارة لوحدتها ودلالة على تلاحمها ونهضتها، وتأتي محتويات العلم متوافقة مع مرئيات كل دولة في إعلاء لشعاراتها الوطنية المهمة وبيان رسالتها الموجهة نحو العالم. وجاء العلم السعودي مميزاً بين كل هذه الأعلام الدولية، شامخاً لا ينكس أبداً، حيث يحمل كلمة التوحيد ذات القيمة المحورية للمملكة وما قامت عليه منذ تأسيسها بحسب ما جاء في النصوص التي وردت في نظام الحكم والتي تمثل الشهادتين في الإسلام (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وذلك على خلاف الدول التي تنكس أعلامها حال مرورها بكوارث، فيتم تنكيس أعلامها في سفاراتها عند إعلان الحداد في جميع مقراتها الحكومية. علم الدولة السعودية الأولى كان منذ عهد الإمام محمد بن سعود –رحمه الله-، كما اتخذه الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود –رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الثانية راية للدولة أثناء مساعيه لتوحيد أرجاء الوطن، واستمر على ذلك في بداية عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، إلى أن عمد على تطويره بعد أن أتم توحيد المملكة. وبلا شك فإن ارتباط أئمة الدولة السعودية وملوكها بهذا العلم منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى ثم الدولة السعودية الثانية وفي عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- يجسد السيادة والتاريخ العظيمين لهذه البلاد المباركة. واحتفاء بالعلم الوطني باعتباره عنصراً رئيساً في الهوية الوطنية على امتداد تاريخ الدولة السعودية، صدر الأمر الملكي أن يكون يوم (11 مارس) من كل عام يوماً خاصاً بالعلم باسم (يوم العلَم) تأكيداً لما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام برمزية العلم ودلالاته الوطنية المهمة وتتويجاً لجهود ولي العهد الذي رأى ضرورة الاحتفاء بالعلم الوطني لتعزيز الهوية الوطنية والعمق التاريخي للمملكة عبر العديد من المبادرات الوطنية المهمة.