هذا الرقم ليس ميزانية دولة ولا عجز موازنة، إنها أرباح كبرى شركات البترول في العالم وهي أكسون موبيل التي حققت 56 مليار دولار أرباحا صافية عن 2022، وشركة شل حققت 40 مليار دولار، وشيفرون حققت 36.5 مليون دولار، وشركة بي بي حققت 28 مليار دولار، وتوتال حققت 36.2 مليار دولار، وأخيرا شركة إكونيور النرويجية 74.9 مليار دولار، هذه الأرباح الضخمة من وجهة نظر البيت الأبيض كبيرة ومرتفعة جدا، وأن المواطن الأميركي يدفع تكلفة كبيرة للطاقة، وانتقد البيت الأبيض" الديموقراطي" الجمهوريين وأنهم يدفعون الأسعار للارتفاع بسبب دعمهم لشركات البترول وسياساتها، واشتكى الرئيس الأميركي من شركات البترول وأنها خفضت الإنتاج ورفعت الأسعار لزيادة الأرباح، وهذا صراع مستمر لليوم منذ بداية أزمة ارتفاع أسعار النفط منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية على أي حال مع ضعف استثمارات إنتاج الطاقة وتنامي الطلب العالمي، والعقوبات على روسيا. ما يجب أن يكون واضحا أن شركات البترول تمر بفترات ارتفاع وانخفاض، ومرت عليها أزمة انخفاض أسعار عديدة ومتكررة على فترات زمنية كثيرة راوحت الأسعار مستويات نصف وأقل من مستويات اليوم، فماذا كانت النتيجة؟ لا شيء من الحكومات المستهلكة، فهي تريد أسعارا منخفضة دوما، وهذا غير عادل، ولا يعني أسعارا مرتفعة جدا تضر المستهلك وحتى المنتج، وهذه شركات لا تهدف للربح وليست غير ربحية، وتواجه تكاليف والتزامات كبيرة من توفير الطاقة، والتنقيب والتكرير وأرقام مليارية من الاستثمارات في البترول، والأهم أن كثيرا من الدول تعتمد بنسبة كبيرة جدا في إيراداتها على النفط، ويهمها سعر "متوازن" وليس مرتفعا فلن يخدمها على المدى الطويل، ويجب أن تحقق أرقاما جيدة كإيرادات وهي تملك التزامات إنفاقية وتنموية في بلادها، فالشركات بتقديري من حقها أن تحقق أفضل العوائد المالية لأنها لا تدوم، وإذا نظرنا كيف يمكن الحد من ارتفاعات الأسعار فالحلول واضحة، انتهاء الأزمة الروسية والأوكرانية، زيادة الاستثمارات في إنتاج البترول، استثمارات في طاقة بديلة والنظيفة، الحلول كبيرة ومتعددة والسؤال، هل هذا ممكن؟ بالطبع لا، مثال استثمارات البترول لرفع الإنتاج وهو "لب مشكلة" هي محدودة فمن هي الدولة التي ستستثمر مئات المليارات لرفع الإنتاج إلا أن تكون ذات قوة مالية واحتياطيات وهذا متاح لدول قليلة جدا، القيود التي وضعتها الولاياتالمتحدة وأوروبا على الطاقة وإنتاجها عاد عليها بالأسوأ فهل هم لم يحسبوا حسابات الحرب الروسية الأوكرانية؟ وأثر الطاقة الذي عطل أوروبا الآن؟ الأسعار المتوازنة تحتاج إلى استقرار دولي واستثمارات وبدائل ممكنة ومتاحة، وليس الحلول بالحد من الأسعار في ظل إنتاج بالكاد يواجه الطلب العالمي اليوم.