كانت فكرة بطولة كأس السوبر أنها تلعب بين فريقين، متمثلة في بطل الدوري وبطل كأس الملك، هذا ما حدث في النسخ القديمة، أما في العهد الجديد ولأول مرة تحدث في بطولة السوبر السعودي أن تكون المشاركة لأربعة فرق تتضمن بطلي الدوري والكأس وأبرز منافسي الدوري. بلا شك الفكرة خلاقة وجميلة، أن تترك الفرصة لفرق أبطال، وفرق متنافسة حتى تزيد المتعة والجمالية وتتاح الفرصة للجميع أن يحقق مبتغاه. نفس ما حصل في مباريات نصف نهائي السوبر الكل توقع بناءً على الأسماء والورق أن الهلال والنصر، سيصلان إلى المباراة النهائية بحكم النجوم التي يملكونهما في صفوفهما، على حساب الاتحاد والفيحاء الذين لا يملكون لاعبين بدلاء مثل قطبي الرياض. لكن الذي حصل العكس تماماً الفيحاء استغل ظروف المباراة، وتوهان لاعبي الهلال، حتى كسبوهم بهدف مقابل لا شيء، وأصبح فوز الفيحاء على الهلال ليس بغريب وقد سبق وأن تغلب عليه في أكثر من لقاء في الدوري وحقق أمامه بطولة كأس الملك في العام الماضي. والاتحاد قهر النصر كالعادة، وهذه المرة مع حضور نجمه العالمي كرستيانو رونالدو، والفوز الاتحادي على النصر حدث بنفس طريقة السنوات الأخيرة، وهي استغلال ضعف الناحية الدفاعية النصراوية التي دائماً الاتحاد يعرف كيف يستغلها تماماً حتى خرج بمكاسب عديدة. نأتي إلى المباراة النهائية التي كانت جميلة بكل تفاصيلها الفنية والتكتيكية والجماهيرية، الخاصة بجمال المدرج الاتحادي العظيم، الذي يصنع الجمال سواءً في جدة وكل مدينة، مثل هذا الجمهور يضمن لك نجاح كل حدث رياضي. كيف كسب الاتحاد الكأس أمام الفيحاء؟ وهو المعروف عنه أنه صعب جداً إذا تكتل دفاعياً، ولكن إذا لديك مدرب مثل العبقري نونو سانتو، الذي أستطيع أن أسميه كاشف مكامن ضعف الفرق ويعرف كيف يستخدم القوة التي تهدم خصومه أثناء المباراة. شاهدنا الداهية نونو سانتو كيف لعب في مباراتين بطريقتين مختلفتين أمام النصر اعتمد على الأطرف بشكل كبير وكذلك على الهجمات المرتدة السريعة، وفي مباراة الفيحاء فك التكتل الدفاعي وضربه من العمق وبهدف مبكر مفاجئ من الهداف البارع عبدالرزاق حمدلله، ومن خلالها تحكم تحكماً تاماً بالمباراة وسيرها على ما يريده هو ولاعبوه بهدفين مبكرين من حمدالله مقسمة على شوطي المباراة قضت على الفيحاء، وحقق العميد كأس السوبر الجديد. قبل ألا أنهي المقالة من الظلم أن لا نبارك لإدارة نادي الاتحاد بقيادة أنمار الحائلي وأحمد كعكي اللذين تحملا الكثير من الضغوط والانتقادات، أقل شيء وأقل واجب الآن أن نقول لهما شكراً ومبارك لكما عودة العميد المونديالي للمنصات.