قال الكرملين أمس الجمعة إنه تم إحراز "تقدم كبير" نحو "نزع سلاح" أوكرانيا، وهو أحد الأهداف التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما أطلق حربه على كييف قبل عشرة أشهر. واستعرض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التقدم العسكري الروسي عندما سئل خلال إحاطة صحفية عن تصريحات بوتين الذي قال أمس إن قدرات أوكرانيا الدفاعية قريبة من الصفر. ورد بيسكوف "يمكن القول إن هناك تقدما كبيرا نحو نزع السلاح". وتضررت القدرات الدفاعية لأوكرانيا، أي الصناعات العسكرية، بشدة بسبب الضربات الصاروخية الروسية. إلا أن الغرب يمد أوكرانيا بأسلحة تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات، وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع بإمدادها بنظام دفاع جوي أمريكي من طراز باتريوت ووعد بمواصلة الدعم. ووصف بوتين نظام باتريوت بأنه "قديم للغاية"، وقال إن روسيا ستتكيف معه. وبعد تكبدها سلسلة من الهزائم في "عملية عسكرية خاصة"، تبحث روسيا عن نصر ميداني في شرق أوكرانيا حيث تحاول قواتها السيطرة على مدينة باخموت الصغيرة منذ شهور. وقال بوتين الخميس إنه يريد إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، وإن هذا يتعين أن يحدث من خلال الوسائل الدبلوماسية. وذكر بيسكوف أنه لا علم لدى روسيا بخطة سلام أوكرانية أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن كييف تستعد لطرحها في فبراير. وأضاف أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتجاهل حتى الآن "حقائق" الوضع، في إشارة إلى إعلان روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية تحتلها بشكل جزئي، وهي خطوة رفضتها كييف والغرب وأكدت أنها غير قانونية. وشبّه سفير روسيا لدى الولاياتالمتحدة أناتولي أنتونوف وضع العلاقات بين البلدين بأنها في "عصر جليدي" وقال إن احتمالات حدوث صدام بين البلدين "مرتفعة"، وفقا لما نقلته عنه وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء. ونقلت الوكالة عنه إنه من الصعب القول متى يمكن استئناف محادثات بشأن حوار استراتيجي بين الجانبين، لكنه أشار إلى أن المحادثات بشأن تبادل السجناء "فعالة" وستستمر. وتدهورت العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود في ظل تداعيات الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا وما ترتب عليها من فرض عقوبات غربية. وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن التزام الولاياتالمتحدة بالوقوف إلى جانب الحكومة في كييف "مهما طال الأمر"، هو الطريقة الأمثل ل "تحسين آفاق السلام العادل والدائم" ول"تعزيز آفاق الدبلوماسية الهادفة". وقال بلينكن - الذي ناقش الحرب في مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني وانج يي، في وقت سابق الجمعة - إن العمل مستمر من أجل الدفاع وإصلاح البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا وتعزيز دفاعاتها الجوية، بما في ذلك صواريخ باتريوت، وفقا لما ذكرته اليوم الجمعة وكالة بلومبرج للأنباء. وذكر وزير الخارجية الأمريكي في تصريحات للصحفيين "نحن نعلم أن شتاء صعبا ينتظر الأوكرانيين، في ظل اتباع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستراتيجيته الجديدة لتجميد الرجال والنساء والأطفال وكبار السن في أوكرانيا حتى الموت". وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء، خلال لقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. وقال بايدن: "سنواصل تعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، خاصة في مجال الدفاع الجوي، ولذلك سنوفر لأوكرانيا بطاريات صواريخ باتريوت". من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في موسكو، إن روسيا سوف تستهدف أنظمة باتريوت الأمريكية للدفاع الجوي التي سترسلها الولاياتالمتحدة إلى أوكرانيا بغية تدميرها. يشار إلى أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا قدمت دعما عسكريا واقتصاديا بمليارات الدولارات لأوكرانيا منذ الغزو الروسي. ودعا مسؤول أوكراني كبير برلين لتأسيس ما وصفه ب"تحالف أوروبي للدبابات" لمساعدة أوكرانيا في التصدي للقوات الروسية، كما طلب المزيد من المركبات القتالية من ألمانيا. وليست هذه أول مرة يطلب فيها نائب وزير الخارجية الأوكراني أندريه ميلنيك أن تمد الحكومة الألمانية بلاده بالدبابات ومركبات المشاة القتالية. ودعا ميلنيك، باعتباره السفير الأوكراني السابق لدى ألمانيا، برلين مرارا إلى تقديم المزيد من الدعم، كما سبق وانتقدها بعبارات صريحة. ونقلت مجموعة "إر إن دي" الإعلامية الألمانية عن ميلنيك قوله إنه يود أن "يعيد (المستشار الألماني أولاف شولتس) النظر في تردده بشأن الإمداد، على سبيل المثال، بدبابات جيبارد القتالية الرئيسية ومركبات المشاة القتالية (ماردير)". وأضاف: "إذا لم ترغب الحكومة الألمانية في إرسال (المركبات) وحدها دون مساعدة، فيجب أن تمارس ألمانيا دورا قياديا في القارة في هذا الشأن من خلال تأسيس تحالف أوروبي للدبابات".