جدة - فهيم الحامد تتمتع المملكة بموقع جغرافي ومناخي متميز يجعل الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة أمراً مجديا اقتصاديا وداعما لجهودها في مجال تنويع مصادر الطاقة، خصوصا أن المملكة تسعى إلى تعزيز وتوسعة مكانتها المتميزة والرائدة، عالميا في مجال الصناعة البترولية، لتشمل مصادر الطاقة الأخرى. وبحسب مصادر سعودية مشاركة في قم شرم الشيخ تحدثت للرياض، فان المملكة تستند في جهودها لحماية البيئة على تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاجتماعي، دافعها في المقام الأول الواجب الديني والوطني والإنساني والمسؤولية أمام الأجيال القادمة، ولذلك وازنت بين صون البيئة والتنمية المستدامة ضمن مستهدفات رؤيتها المستقبلية 2030. تأييد عالمي وعندما تطلق المملكة مبادرة "السعودية الخضراء" بعد تدشينها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر "الأسبوع الماضي؛ فإن المبادرتين حظيتا بتأييد عالمي بامتياز، من قبل الدول والمنظمات الدولية، كون المملكة جادة لحصد نتائج فعالة من هذه المبادرات متطلعة إلى أن تكون هاتان المبادرتان محطة مفصلية في رسم مستقبل كوكب الأرض". ودفعت المملكة بمبادرتي الشرق الأوسط الأخضر والسعودية الخضراء، كما قال ولي العهد: "بصفتنا منتجًا عالميًا رائدًا للنفط ندرك تمامًا نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل ما تمثل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة". تحديات بيئية وأكد سمو ولي العهد، أن المملكة والمنطقة تواجهان الكثير من التحديات البيئية، مثل التصحر، الأمر الذي يشكل تهديدا اقتصاديا للمنطقة حيث يقدر أن 13 مليار دولار تستنزف من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة، كما أن تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري يقدر أنه قلص متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف السنة، وسنعمل من خلال مبادرة السعودية الخضراء على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية. وشملت مستهدفات رؤية المملكة 2030 مواجهة التحديات والمخاطر من خلال رفع كفاءة إدارة المخلفات، والحد من التلوث بمختلف أنواعه، ومقاومة ظاهرة التصحر، والعمل على الاستثمار الأمثل للثروة المائية عبر الترشيد واستخدام المياه المعالجة والمتجددة، والتأسيس لمشروع متكامل لإعادة تدوير النفايات. خبراء وقادة وسيجمع منتدى مبادرة السعودية الخضراء التي تستمر يومين قادة الحكومات والأعمال والمؤسسات، إلى جانب خبراء مرموقين، لاستعراض التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف المبادرة. وسيركز المنتدى على ستة محاور رئيسة، وسيوفر أيضاً منصة لإقامة الشراكات الضرورية لتسريع التقدم نحو تحقيق الأهداف المناخية في المملكة العربية السعودية. وسيكون من المتحدثين في النسخة الثانية من منتدى مبادرة السعودية الخضراء. وسيجمع المنتدى، الذي يقام يومي 11 و12 نوفمبر 2022 على هامش فعاليات مؤتمر كوب 27 في شرم الشيخ، نخبة من قادة الفكر وخبراء المناخ لمناقشة التقدم المحرز خلال العام الماضي؛ بما يوضح التزام المملكة ومساهمتها الفعالة في مجال العمل المناخي لتحقيق شعار "من الطموح إلى العمل". الانتقال الأخضر وسيركز اليوم الأول للمنتدى على رحلة الانتقال الأخضر للمملكة، وستسلط الجلسات الضوء على نهج المملكة متعدد الأوجه والتخصصات للحد من الانبعاثات الكربونية، حيث تتمحور المناقشات حول مصادر الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين النظيف، وجهود المملكة الرائدة في تنمية الاقتصاد الدائري للكربون. وسيكون التشجير وحماية البيئة الطبيعية في المملكة من أبرز موضوعات اليوم الأول. ففي عام 2021، التزمت المملكة بهدف زراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء البلاد، وهدف زراعة 450 مليون شجرة بحلول عام 2030، وسيحدد منتدى مبادرة السعودية الخضراء 2022 خطط السعودية لتحقيق هذا الهدف بطريقة مستدامة ودقيقة للحفاظ على التنوع البيولوجي الفريد للبلاد. المساعي المطلوبة أما اليوم الثاني للمنتدى، فسيرصد المساعي المطلوبة من كافة شرائح المجتمع لتحقيق مستقبل مستدام للجميع، وستركز المناقشات على ضرورة التعاون الدولي في مجال العمل المناخي، وتنمية قطاع التمويل الأخضر، وأهمية مشاركة القطاع الخاص. وتخصص جلسات ما بعد الظهر لتسليط الضوء على أهمية دور الشباب في العمل المناخي، مما يجسد نهج المملكة لتفعيل دور جميع شرائح المجتمع في الارتقاء بسوية الحياة وحماية الأجيال القادمة. متحدثو المنتدى وسيناقش قادة المناخ المحليين والإقليميين والدوليين خلال المنتدى أفضل الممارسات المتبعة، إلى جانب تسليط الضوء على الابتكار، وتحفيز المساعي لمكافحة تغير المناخ. وتشمل قائمة المتحدثين في منتدى السعودية الخضراء، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، المهندس عبدالرحمن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة، الأستاذ عادل الجبير، المبعوث لشؤون المناخ، والأستاذ أحمد الخطيب، وزير السياحة، والأستاذ بندر إبراهيم الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية، الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل، وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان، والمهندس عبد الله بن عامر السواحه، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات. إلى جانب من كبار المسؤولين ودعاة حماية المناخ الدوليين وعلى رأسهم: الاستاذ فيليبي كالديرون، رئيس المكسيك السابق، والأستاذة مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، الإمارات العربية المتحدة، اللورد جولد سميث، وزير الدولة لشؤون الطاقة والمناخ والبيئة لمنطقة آسيا في وزارة الخارجية والتنمية البريطانية، المملكة المتحدة، والسيد تشينج لين، رئيس التعاون الدولي، معهد بكين للتمويل والاستدامة، الصين، والدكتورة أنجيلا ويلكينسون، الأمينة العامة والرئيسة التنفيذية لمجلس الطاقة العالمي والسيد جاريد دانيلز، الرئيس التنفِيْذي للمعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه ،واللورد أدير تيرنر، رئيس لجنة انتقالات الطاقة، والسيد غونزالو مونيوز، بطل العمل المناخي التشيلي في مؤتمر كوب 25. إلى جانب من الرؤساء التنفيذيين الذين يقودون رحلة الانتقال للطاقة النظيفة وهم الأستاذ أمين حسن الناصر، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو السعودية، السيد برايانماكسويل، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة غرين هيدروجين إنترناشيونال، والسيد بادي بادماناثان، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة أكوا باور ، والأستاذ سيف الله قاسمي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس والمدير التنفيذي لشركة إير برودكتس آند كيميكالز ، والسيد باتريك بوياني، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز . وسيضطلع المنتدى في مباحثاته بمناقشة ابتكار آليات تمويل من أجل التحول الأخضر، وأنه لا بد أن يكون من منظور جديد وليس عبر نمط الأعمال المعتاد. مبادرات طموحة وتتضمن "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" عددًا من المبادرات الطموحة من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية خلال العقود القادمة، ما يعادل إعادة تأهيل حوالي 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفاً، وتمثل إسهام المملكة بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1% من المستهدف العالمي لزراعة ترليون شجرة. وعلى قدر اهتمام المملكة بشؤون بيئتها محلياً، أطالت مدى ذلك فجاوزت الحدود لتعاضد المجتمع الدولي تجاه المخاطر المحدقة بكوكب الأرض بيئياً ومناخياً، واستشعار ضرورة الوصول إلى حلول ناجعة وفق منظور أممي تُغلب فيه مقومات الحياة واستدامتها على أساس أنها " قضية دولية " تجثو بتأثيرها على وجه البسيطة وقاطنيها. تحديات متنامية وتشاطر المملكة دول العالم فيما تواجهه من تحديات بيئية متنامية نتيجة للتزايد السكاني وتسارع الوتيرة الصناعية والاقتصادية والعمرانية والزراعية، فسعت جاهدة للحد من مسببات التغير المناخي، والوفاء بالتزامها بالمعايير والاتفاقيات الدولية في إطار البرامج الدولية المنبثقة عن المنظمات المتخصصة، ومنها اتفاق باريس للتغير المناخي الرامية لتجنب التدخلات الخطيرة الناشئة عن أنشطة بشرية في النظام المناخي. وستعمل "مبادرة السعودية الخضراء" كذلك على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من الإسهامات العالمية، وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50% من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030م، ومشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحو أكثر من130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94. ويأتي تنظيم المملكة منتدى السعودية الخضراء في إطار تصميم المملكة على إحداث تأثير عالمي دائم، في مواجهة ظاهرة التغيّر المناخي وحماية الأرض والطبيعة، والإسهام بشكل قوي وفاعل في تحقيق المستهدفات العالمية؛ بما يدفع عجلة مكافحة الأزمات المُرتبطة بالمناخ بشكل منسق إقليميًا ودوليًا. ووجهت المملكة دعوات لحضور منتدى مبادرة السعودية الخضراء وقمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر إلى العديد من رؤساء دول العالم والمسؤولين الحكوميين، إضافة إلى الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات في الدول المدعوّة، وعدد آخر من رؤساء المنظمات الدولية والأكاديميين وأصحاب الاختصاص في المجال البيئي ومؤسسات المجتمع المدني. مستهدفات عالمية وتأكيداً لجهود المملكة خلال السنوات السابقة ووفق رؤيتها الطموحة 2030، تكتمل الجهود الوطنية في مجال البيئة باتساع محيطها إقليمياً، وذلك بإعلان ولي العهد عن "مبادرة السعودية الخضراء" و"مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" اللتين رسمتا توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة وستسهمان بشكل فاعل في تحقيق المستهدفات العالمية. جودة حياة وتأتي أهمية مبادرة السعودية الخضراء، من الأهداف والأرقام الواضحة والمحددة بوقت معين للتنفيذ، وليس هناك رأيين أن مبادرة السعودية الخضراء تهدف إلى تحسين جودة الحياة وحماية الأجيال القادمة من خلال زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتحييد الآثار الناتجة عن النفط وحماية البيئة. ومن خلال مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، ستقود المملكة الجهود الإقليمية لتحقيق المستهدفات العالمية لمكافحة التغير المناخي. لقد ثمّن القادة المجتمعون في شرم الشيخ الجهود التي تقوم بها المملكة في مجال المحافظة على البيئة والحد من آثار التغير المناخي، وعلى وجه الخصوص مبادرتا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بالسعودية الخضراء"، و"الشرق الأوسط الأخضر"، لما ستعودان به من أثرٍ إيجابي على البيئة في دول المنطقة، والعالم، وتحسين جودة الحياة، ومواجهة تحديات التغير المناخي. فرض الأجندة أما الدول الغربية التي تسعى لفرض أجندتها بالقوة وستحاول خلق صدمة مفتعلة بأسعار النفط والغاز حتى تجبر شعوبها والدول للتحول للطاقة المتجددة، وتتخلص من هيمنة الدول النفطية على مصادر الطاقة، فهذه الدول يجازفون بإثارة شعوبهم، وتهديد اقتصادهم، وتدمير صناعاتهم ومخزوناتهم. وهذا الأمر بالنهاية سيُثير شعوبهم ويهدد أمنهم القومي فيما لم ينجح، ونهايته فوضى عالمية. ولذلك كان تحذير السعودية من أن أمن الطاقة هو القاعدة بالسياسة الخارجية؛ وهو مفتاح واستقرار وسلام ورخاء جميع الشعوب ودول العالم، ويؤكده ما قاله سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بشرم الشيخ مؤخراً: "إنّ تحقيق الأهداف المرجوة من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الطموحة يتطلب استمرار التعاون الإقليمي، والإسهامات الفاعلة من قبل الدول الأعضاء للإسهام في الوصول للأهداف المناخية العالمية" مستهدفات يُذكر أن مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، تستهدفان زراعة 50 مليار شجرة في المنطقة، وتخفيض الانبعاثات الكربونية، إذْ تأتيان ضمن مساعي المملكة الجادة لتعزيز شراكتها إقليميًا ودوليًا، في مواجهة التحديات البيئية والتغلب عليها؛ حمايةً لكوكب الأرض ودعمًا لجهود مكافحة التغيُّر المناخي، بهدف الحفاظ على بيئة وصحة إنسان المنطقة والعالم. أن نظرة المملكة إلى المستقبل، لا تتوقف عند حدود المجتمع والاقتصاد، بل تتعداها نحو إحدى أكبر الإشكاليات العالمية المستعصية على حكومات العالم ومنظماته الدولية. إنها البيئة، وما تشهده من تحديات حقيقية لا تفرق بين الأوطان والشعوب، وعلى رأسها التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع موجات الغبار والتصحر، وانعكاسات ذلك كله على صحة الأفراد وسلامة المجتمعات، وتطور الاقتصاد.