يقام في هذه الفترة المؤتمر الدولي للتغير المناخي في شرم الشيخ، ولكن نحن هنا سبقنا أهم محاور المؤتمر عندما توحدت وركزت رؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عند وضع العديد من المبادرات التي تخص البئية والمناخ لوضع حلول للتصدي لتحديات التغير المناخي لأنه باختصار أقصر طريق للحفاظ على بيئة الأرض التي نتشارك فيها جميعاً وسيبقى الحفاظ على البيئة مبدأً أساسياً في برامجنا التنموية ومشاريعنا الوطنية وسياساتنا الحكومية ومن حق الأجيال المقبلة أن يرثوا بيئة صحية ونظيفة حيث تشهد المملكة تحولا جذريا نحو مفهوم صداقة البيئة، حيث يتزايد وعي المستهلكين تجاه البيئة من خلال البحث عن منتجات تساعدهم في تخفيض كمية الكربون الصادرة عنهم وتعزيز أساليب الحياة المنسجمة مع حماية البيئة، ولكن ينقصنا تبني مبادرة للاقتصاد الأخضر ليحل الاقتصاد الأخضر محل مفهوم التنمية المستدامة لأنه أعم ويحمل في كنفه جميع معطيات التنمية المستدامة الذي أعتبره من منظوري الشخصي قد عفى عليه الزمن لأنه يقدم خدمة حالية ومستقبلية بدون مردود اقتصادي على مدننا. يجب علينا تسريع وتيرة التحول إلى الاقتصاد الأخضر لإحداث تغييرات جوهرية في المواقف والسلوكيات والشراكات وأنماط الإنتاج والاستهلاك وأهمية التعامل مع الأبعاد الاجتماعية والبيئية والاقتصادية للتنمية بطريقة متكاملة، ولتحقيق ذلك لابد من وضع لا يقل عن خمس استراتيجيات للتنمية الخضراء وهي اقتصاد معرفي تنافسي والتطوير الاجتماعي ونوعية الحياة والبيئة المستدامة وقيمة الموارد الطبيعية والطاقة النظيفة وتغير المناخ والحياة الخضراء والاستخدام الأمثل للموارد، إضافة إلى تحديد الموجهات الرئيسية والبرامج المقترحة لتنفيذ كل أولوية بالاستفادة من مجموعة الاستراتيجيات والمبادرات الرائدة التي تبنتها وزارة البلديات في هذه الفترة وفي مقدمتها العمارة الخضراء والنقل المستدام والبصمة البيئية والتطبيقات الخضراء وغيرها . وكان تنفيذ أحدى برامج التخطيط العمراني هو مبدأ الحد من التوسع الأفقي للعمران بوصفه أداة للتخطيط المستدام مما أدى إلى الحفاظ على الأراضي والبيئة وأعطى دعما للاقتصاد من خلال تقليل الحاجة إلى توسيع البنية التحتية باهظة الثمن إن المدن الحضرية تميل نحو توسيع وتعديل مساحات أكبر من الأراضي مما تنتج عنه زيادة مقابلة في معدلات الحرارة في غياب المياه والغطاء النباتي. كما تسهم المباني المرتفعة في صد الرياح وبالتالي تضاف إلى الآثار المسببة لارتفاع الحرارة، فضلاً عن أن التلوث بجميع أنواعه والحرارة الناتجة عن استخدام الطاقة لتشغيل وحدات التكييف والصناعة كما أن النهضة العمرانية التي شهدتها المملكة وتشهدها الآن شكلت ضغطاً كبيراً على الموارد الطبيعية، وبما أن الأنشطة العمرانية والمباني لها تأثيرات واضحة على البيئة، فإن العمارة المستدامة تعزز وتتبنى هذا الارتباط الوثيق بين البيئة والاقتصاد. أمنيتي أن تتبنى الجهات هذه المبادرة وتكون سباقة بتسريع نتائج رؤية 2030 قبل حلول وقتها بمدة كافية.. دمتم بود.