أشرت سابقاً إلى أننا نمر بسبع سنوات سمان والحمد لله. فميزانية المملكة منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية الربع الثالث حققت فائضاً، قدره 150 مليار ريال تقريباً، نتيجة زيادة الإيرادات التي تخطت حتى الربع الثالث 950 مليار ريال، مقارنة بالنفقات التي وصلت إلى ما يقارب 801 مليار ريال. وهذه النتائج الإيجابية تضاف إلى ما تم تحقيقه خلال النصف الأول من العام، الذي وصلت فيه الإيرادات إلى 648.3 مليار ريال، محققة قفزة عن الفترة المماثلة في العام الماضي 2021 نسبتها 34 %، الأمر الذي أدى إلى تسجيل المملكة، خلال الستة أشهر الأولى من هذا العام، فائضا ماليا وصل إلى 135.4 مليار ريال، وللمقارنة فإن الميزانية خلال النصف الأول من العام الماضي 2021، قد سجلت عجزاً قدره 12.1 مليار ريال. وعلى هذا الأساس، فمن المتوقع أن تسجل الميزانية في نهاية هذا العام فائضا ماليا يضاف إلى الاحتياطات النقدية للمملكة التي بدأت في النمو، وهذا على خلاف المشهد الاقتصادي الذي تعيشه بقية بلدان العالم، أو أكثرها، وخاصة البلدان الصناعية في أمريكا وأوروبا، التي تعيش ضائقة مالية تهدد اقتصادها والعالم بالركود، فالمملكة مع بقية دول مجلس التعاون تعيش حياتها الاقتصادية الخاصة بها، نتيجة الارتفاع الذي طرأ على أسعار النفط، بعد الأزمة الأوكرانية، وفرض الغرب عقوبات اقتصادية على روسيا، شملت قطاع الطاقة، ما أدى إلى نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار. إن زيادة الإنفاق الحكومي الناجمة عن زيادة الإيرادات النفطية سوف تدفع بقية قطاعات الاقتصاد للنمو من خلال عمل المضاعف Multiplier، حيث وصلت الإيرادات غير النفطية خلال ال 9 أشهر الماضية إلى 287 مليار ريال. وبناء على هذه المعطيات، فمن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة خلال هذا العام بنسبة تتراوح بين 7.6 % إلى 10 %، وهذه مستويات مرتفعة بكل المقاييس، خصوصاً في هذا الوقت بالتحديد، الذي يتراجع فيه الاقتصاد العالمي. مما يعني أن الناتج المحلي الإجمالي للمملكة سوف يتخطى التوقعات التي تشير إلى أنه سوف يصل خلال هذا العام إلى 1040 مليار دولار. إن اقتصاد المملكة الذي يعتبر أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، يتحول تدريجياً ليصبح ضمن كبريات الاقتصادات في العالم التي يتخطى ناتجها المحلي الإجمالي تريليون دولار، وهي ليست كثيرة، وهذا بدوره سوف يؤثر على ترتيب بلدنا والموقع الذي يشغله في المنظمات والمحافل الدولية، ومن ضمنهم مجموعة بريكس، التي سوف تتحمس أكثر لانضمام المملكة إليها، فهذا الانضمام سوف يعطي ثقل أكبر لهذه المجموعة الطموحة التي تضم كل من روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، والتي بانضمام المملكة إليها سوف يتحول اسمها ليصبح بريكسس.