أكدت مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتورة حنان بنت عبدالرحيم الأحمدي أن المملكة بقيادةِ خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز آل سعود، وسموِّ وليِّ عهدِه الأمين -حفظهما الله- تسعى إلى دعم توازن الاقتصاد العالمي، وتعزيز استقرار أسواق الطاقة، ومواكبة اهتمام العالم بالتغير المناخي، والآثار المترتبة عليه، والتزامَها باتفاقية "باريس للتغير المناخي" ودعمها أهدافَها من خلال عددٍ من المشاريع والمبادرات النوعية لحماية البيئة، من أبرزها مبادرات السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، والاقتصاد الدائري للكربون. جاء ذلك خلال كلمةٍ ألقتها مساعدة رئيس مجلس الشورى خلال أعمال الجمعية (145) للاتحاد البرلماني الدولي بجمهورية رواندا التي تختتم أعمالها اليوم بمشاركة وفد مجلس الشورى. وأشارت معاليها إلى مرور عشر سنوات على أحد أهم القرارات في مسيرة تمكين المرأة في المملكة، بصدور الأمر الملكي الكريم بتعديل نظام مجلس الشورى لمنح المرأة العضوية الكاملة في المجلس؛ في خطوة تاريخية أحدثت نقلة كبيرة في مشاركة المرأة في صنع القرار؛ ومهَّدَت الطريق أمام خطوات أخرى لاحقة من تمكينها، مؤكدةً أن المرأة السعودية تمارس نشاطاً مؤثراً على الصعيد التشريعي، والرقابي، والبرلماني تحت قبة المجلس، وفي المحافل البرلمانية الدولية والإقليمية. وأبانَت أن المملكة أطلقت في شهر أبريل من عام 2016م رؤيتها 2030، التي تمثل خطةً وطنية لبناء وطنٍ طَمُوحٍ ومجتمعٍ حيوي واقتصادٍ مزدهر، حيث صنعت تحولاً كبيراً اجتماعيّاً واقتصاديّاً وثقافيّاً, موضحةً أن المرأة في المملكة محورٌ أساسيٌّ في خططها الإستراتيجية، إيماناً من القيادة بأهمية استثمار جميع الطاقات لبناء مجتمع قوي ومتوازن، والاستثمار في برامج التعليم والتدريب والابتعاث، وزيادة مشاركة المرأة في المواقع القيادية، في القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، وفي مجلس الشورى، مشيرةً إلى أن تولِّي المرأة المناصبَ القياديةَ في المملكة ليس توجهًا شكليّاً أو مبادرة رمزية، وإنما نتيجة وجود الكفاءات المؤهلة، وإيمان وقناعة قيادة بلادي والمجتمع بأهمية مشاركة المرأة في صنع القرار وبناء مستقبل الوطن. وأكدَت معالي مساعدة رئيس مجلس الشورى أن المملكة وانطلاقاً من مسؤوليتها الدولية وثقلها الإسلامي والعربي والسياسي والاقتصادي، تحرص على تضافر الجهود الدولية لمواجهة الأزمات والتحديات التي تهدد العالم أجمع، وعلى دعم مبادئ الشرعية الدولية الهادفة إلى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ومحاربة الإرهاب والتطرف بأشكاله كافة، وتدعو دائمًا للتعاون وبناء الشراكات، وتفعيل الحوار في مواجهة النزاعات الدولية، مشيرةً إلى العديد من المبادرات المهمة في هذا الإطار، لعل آخرها نجاح جهود الوساطة لسموِّ وليِّ العهد -حفظه الله- في الإفراج عن (10) أسرى من جنسيات مختلفة في إطار عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا. وفي الشأن الإنساني صُنِّفت المملكة من أكبر ثلاث دول مانحة على المستوى الدولي للدول والشعوب المتضررة من الحروب، والكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، ولا تميز أحداً في دعمها على أسس سياسية، أو عرقية، أو دينية، حيث بلغت المساعدات التي قدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عام 2022م حتى الآن، نحو ستة مليارات دولار أمريكي. وأكدت الأحمدي مواقف المملكة الثابتة والواضحة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، إذ تدعم دائماً حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967م، وعاصمتها القدسالشرقية، والتزامها بالحل السياسي في اليمن على أساس المرجعيات الثلاث، وتدعم الجهود الأممية في هذا المجال، وتؤكد مواصلَتها دورَها كأكبر داعم للشعب اليمني الشقيق. وأشارت الدكتورة حنان الأحمدي في ختام كلمتها إلى أنه انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 وتطلعاتها المستقبلية؛ تقدمت المملكة رسمياً بطلب استضافة معرض إكسبو للعام 2030، تحت شعار «حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل»، مؤكدةً أن هذا الحدث سيُشكل فرصة مميزة لمشاركة العالم دروسنا، ونتائج جهودنا المرتبطة بهذا التحول غير المسبوق الذي أنتجته رؤية المملكة 2030.