تلك هي العبارة التي ختم بها قريبي حديثه عند سؤالي له عن أحواله وأموره.. إذ إنه تعرض لحادث سير قديماً وأصبح ملازماً لكرسيه المتحرك. كان نقاشاً طويلاً تخللته مقارنات وشواهد كثيرة، كان حديثاً ممتعاً وذا فائدة كبيرة بالنسبة لي، تملكتني السعادة وأنا أشاهد شخصاً من ذوي الإعاقة أو الاحتياجات الخاصة وهو يمارس حياته بشكل طبيعي ويقضي احتياجاته اليومية دون ذلك العناء والتعب وتلك الصعوبة. نؤمن بأن الإعاقة واقعاً ويمكن أن تصيب أي شخص ولكن قد تختلف درجتها ونوعيتها ومسبباتها من شخص لآخر. فالإعاقة من حيث أسبابها تندرج تحت الخِلفية أثناء الولادة مثلاً أو من أسباب الحوادث كحوادث السيارات أو الإصابات المختلفة. كذلك تختلف أنواع الإعاقة منها الحركية والحسية ومنها الإعاقة المزدوجة والتي تكون أكثر من إعاقة في الشخص نفسه. ولإيمان المجتمع بأن جميع أفراده سواسية دون تمييز بينهم لهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها، كان من الواجب تهيئة المرافق العامة والخاصة وجميع مؤسسات المجتمع لتمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من ممارسة حياتهم الطبيعية بكل يسر وسهولة دون أي عوائق. ولأجل ذلك قام مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة ومن ضمن خطة 2030 بتبني برنامج الوصول الشامل والبدء بتطبيقه ليصبح واقعاً ملموساً يستفيد منه أفراد المجتمع من ذوي الإعاقة وكبار السن. ويعني هذا البرنامج بتلبية احتياجات المجتمع في مجال التنقل والاندماج عبر اعتماد معايير عامة تلتزم بها كافة المنشآت بالمملكة العربية السعودية إعداداً لنقلة نوعية وحضارية في تنظيم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن. حيث قام مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة بإصدار عدد من الأدلة الإرشادية لمعايير ومتطلبات الصول الشامل وهي كالتالي: الدليل الإرشادي للبيئة العمرانية، الدليل الإرشادي للوصول الشامل في وسائط النقل البرية، الدليل الإرشادي للوصول الشامل للوجهات السياحية وقطاعات الإيواء، الدليل الإرشادي للوصول الشامل لوسائط النقل البحرية. واستهدف الدليل الإرشادي للبيئة العمرانية ووسائل النقل البرية كلاً من المخططين والمعماريين والمهندسين وصانعي القرار في المملكة من خلال تطبيق المبادئ والاشتراطات الخاصة بالوصول الشامل في البيئة العمرانية على مشاريع البناء المستجدة وتهيئة المباني ومنشآت من أجل استيعاب فئات المجتمع بما فيهم كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة. ويستهدف الدليل الإرشادي للوصول الشامل للسياحة مقدمي الخدمات السياحية لضمان وصول هذه الخدمات للجميع ويغطي البرنامج الفنادق والوحدات السكنية والمنتجعات السياحية والمتنزهات والوجهات السياحية من متاحف ومراكز للمعارض والمؤتمرات والمراكز الرياضية والتجارية. ويشمل برنامج الوصول الشامل في خدماته الجوانب المعمارية والمعلوماتية والتقنية والسلوكية والحقوقية، أدركت وأنا أشاهد واقعاً مثل هذه البرامج وكيف أصبح يعيشه جميع أفراد هذا المجتمع بأن تلك العبارة (وكأني ولدت من جديد) لم تكن ختاماً لذلك الحديث وإنما كانت واقعاً رأيناه، وشاهدنا الهدف الذي يسعى له مجتمعنا متحققاً وهو الارتقاء والوصول لأعلى قمة. *مكتبة الملك فهد الوطنية