في اللغة الفرنسية الكثير من الشعراء والأدباء الذين حملتهم الترجمة إلينا ولقد قرأنا للعديد من الادباء الفرنسيين الذين أبدعوا في نسج القصص والروايات، فلا يمكن لأي قارئ أن يتجاوز فيكتور هوغو دون أن يقرأ رائعته البؤساء وأحدب نوتردام، هذان العملان الأدبيان من قبل فيكتور هوغو جعلا هذا الأديب في مقدمة أدباء العالم من حيث الحبكة والأسلوب. ليس هذا فحسب فهناك أيضا أديب آخر في الفرنسية يعد في مقدمة الشعراء العالميين وهو فولتير، مع الأخذ في الحسبان أن دعوة هذا الرجل للمدنية قد أسخطت عليه أولياء نعمته. أساتذة اليأس في اللغة الفرنسية كثر لا يمكن حصرهم وأول هؤلاء الأساتذة إميل زولا وقد ارتبط اسم هذا الأديب بقضية الضابط دريفوس في القرن التاسع عشر. وإميل زولا هذا من رواد المذهب الطبيعي في الأدب وقد ترك إرثا أدبيا لا يستهان به عدا أنه نحت اسمه بماء الذهب في صفحة الخالدين المعروفة لدينا الآن. وماذا عن الشاعر الفرنسي الكبير شارل بودلير؟ الذي ترجم آلان بو إلى الفرنسية والذي كتب ديوانه أزهار الشر في محاولة للخروج عن الخط الأدبي والثقافي العام فأتى الديوان شاحبا كئيبا لكثرة ما حاربه أعداء بودلير. علما بأن فيكتور هوغو كان من أشد المتعاطفين مع الشاعر شارل بودلير. يكتب بودلير بأنه رجل مريض وغير سوي وذلك نتيجة زواج غير متكافئ وعندما تحين الفرصة لكي تتزوج أمه يبكي بودلير ويرمي مفتاح البيت في البئر المجاورة، ثم يصبح نزقا عندما يغضب. لم تخرج الثقافة الفرنسية عن صدفتها بل ظلت سجينة تدفعها القوى الاستعمارية للتوسع أكثر وأكثر وتدفعها الفرانكفونية لتعلم اللغة الفرنسية بتوسع في بلدان أتعبها المرض والجوع كالبلدان الإفريقية والبلدان العربية في شمال إفريقيا. أطلق الأديب الفرنسي الكبير أونوريه دو بلزاك على نفسة لقب (نابليون الأدب) وهو مؤلف قصة الأب جوريو والتي اشتعلت أحداثها في عام 1834 غير أن اونورويه دو بلزاك لم يكن يهوى الاستهزاء بالفرنسيين وثقافتهم مثل مواطنه المسرحي الشهير موليير في تحفته الخالدة (عدو البشرية). فمن المؤكد أن القرن السابع عشر هو العصر الذي حصل فيه الغرب على تراثه المسرحي الحقيقي فقد افتتحه شكسبير واختتمه موليير ومما يدعو إلى العجب أن ثمة مقارنات تدعو إلى التقريب بين هذين العملاقين من عمالقة المسرح، كما أنه فضلا عن أوجه الشبه بينهما فإن الأسطورة والخرافة تثيران بالنسبة لهما تساؤلات متشابهة فبينما يشكك بعض الباحثين في شكسبير فإن آخرين يدعون أن موليير لم يكن سوى اسم مستعار يخفي وراءة مجموعة من المؤلفين. جميع هؤلاء الأدباء الفرنسيين كانوا قد برعوا قبل ظهور جائزة نوبل وما خفي أعظم. فقد ظهر أبو الوجودية جان بول سارتر وصديقه البير كامو ولكن ذلك كان في القرن المنصرم حيث التحالفات والتحزبات التي أسفرت عن الحربين العالميتين الأولى والثانية إضافة إلى الحرب الباردة الثالثة. شارل بودلير