فجع الوسط الأدبي والثقافي في الوطن بوفاة الأديب الكبير الأستاذ جارالله اليوسف الحميد، بعد معاناة مع المرض ظل خلالها في الفترة الأخيرة من عمره ملازماً بعض المستشفيات في مسقط رأسه مدينة حائل، وكانت مسيرة الأديب العلمية والعملية والثقافية حافلة بالعطاء والإبداع، مما كان له دور في تنويع الحراك الثقافي والقصصي في مسيرة الوطن الثقافية. وقد شارك الفقيد في العديد من الأمسيات والحوارات والقراءات الفكرية والثقافية داخل المملكة وخارجها. وكان الراحل الكبير مميزاً في صوته الأجش وظل يغني شعراً للعصافيرِ والناس، ومن يُتمِه استمد حريتَه ليكون اسماً رائداً عالياً في فنون ودهاليز القصة القصيرة، ومنذ عهد السبعينات انطلق فقيد الوطن والأدب جار الله الحميد بأول مجموعةٍ قصصيةٍ مخلفاً للباحثين أحزانَه وإبداعَه لكنه توقف عن نشر المؤلفات منذ التسعينات لأنه يعتقد أنه لم يعد مغرياً. العزلة والفقر والغربةُ متلازماتُ الحميد، وبلغ به الحزن أن يرثيَ نفسَه. هذا المثقف الحزين، ينظر لنفسه ببساطة، وتفرحه الأشياءُ البسيطة، كأن يجدَ من يعرفُه في مكان عام. كتب أحزانَ عشبتِه البرية في أسبوعين، وانعزل عن الناس لشهر ليكتبَ مجموعتَه القصصيةَ رائحةُ المدن، ويقول إن أناملَه حالت دون رغيفِه لكنه ليس نادماً على شيء ناله بسبب الكتابة. ونعى الوسط الثقافي والأدبي في المملكة برحيل إحدى القامات الثقافية الكبيرة التي أثرت الساحة في الإبداع والاختلاف. وقال رئيس أدبي حائل الدكتور نايف المهيلب: انتقل الأديب (جارالله الحميد) إلى رحمة الله مساء أمس.. بعد عقود من العطاء الثقافي والإعلامي.. نشأ منذ مدارج الطفولة على القراءة والكتاب والصحافة والمسرح.. أسدى إلى المكتبة الأدبية العديد من المؤلفات والإصدارات.. وقد ترجم النادي الأدبي (مجموعته القصصية) إلى اللغتين الإنجليزية والصينية.. كان - رحمه الله - ميّالاً للعزلة، سادناً للحرف، ناسجاً للفكرة.. سابقاً لجيله بوعيه وقلمه. وقال عضو أدبي حائل الأستاذ رشيد الصقري: رحل عراب القصة القصيرة صاحب أحزان عشبة برية المجدد في القصة القصيرة والشاعر في كتاباته السردية المتفرد عربياً بأسلوبه القصصي المحترم للإنسان وللمرأة في كتاباته يطهر الألم وانتقاد المجتمع في شخوصه.. شعرت بحزن شديد حينما وصلني خبر وفاة - رحمه الله - وأنا في سفر فحزنت كثيراً لأنه توفي وأنا بعيد عنه، فمنذ كنت طفلاً وأنا أشاهده في الحي مروراً بالشباب وقراءة قصصه ثم الجامعة ودراسة إنتاجه فصديقاً رافقته في سفر وزميلاً في النادي حتى وفاته سيظل جارالله معلمي الأول. رحمك الله أبا تغريد يا صاحب الابتسامة الدائمة والمنزل المفتوح لكل المثقفين. وقال الشاعر عثمان المجراد: "رحم الله جارالله الحميد الأستاذ الذي تربينا على إبداعه وكان يؤشر دائماً منذ طفولتنا إلى نوافذ الإبداع دون ملل.. تعلمت أن أنتبه لما ينتجه الراحلون (تركنا وصعد إلى الموت!)". وقال الإعلامي صالح الفهيد: "اليوم فقد الوطن واحداً من أهم رواد القصة القصيرة في الوطن العربي الكاتب جارالله الحميد بعد معاناة طويلة مع المرض.. مات دون أن يودع أحداً، مات بصمت وهو يكابد غربته ومعاناته". وداعاً أبا تغريد، بعد أن حضرت بغيابك المؤلم، وليس لنا إلا أن نبكيك، ونحزن عليك، حزن عشبة برّية!!. من جهته، نعى رئيس جمعية الثقافة والفنون بحائل الأستاذ خضير الشريهي جارالله الحميد في تغريدة قال فيها: رحمك الله يا أبا تغريد، وأسكنك فسيح جناته.. وقال الشريهي أيضاً: "في عام 1428 في 23 من ذي الحجة، رثى جارالله الحميد نفسه بقصيدة على نهج قصيدة ابن الريب، وفي نفس الأمسية في قصيدة أخرى قال: "وطلبت من الله أن لا أموت طريداً وألا أموت وحيداً وألا أموت بلا شاهدين". صالح الفهيد د. نايف المهيلب خضير الشريهي رشيد الصقري عثمان المجراد