أبلغ وزير الخارجية الصيني وانغ يي نظيره الأميركي أنتوني بلينكن أمس السبت بأن العلاقات بين بلديهما مهددة "بالانحراف" أكثر عن مسارها بسبب قصور في نظرة الولاياتالمتحدة للصين. ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله في بيان عقب اجتماعه مع بلينكن على هامش اجتماع لمجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا "يعتقد كثير من الناس أن الولاياتالمتحدة تعاني من نوبة خطيرة ومتنامية من رهاب الصين". وأضاف وانغ أنه يتعين على واشنطن أن تلغي التعريفات الجمركية الإضافية المفروضة على بكين في أقرب وقت ممكن وأن تكف عن فرض عقوبات أحادية الجانب على الشركات الصينية، وذلك في المباحثات التي وصفها البيان بأنها كانت "متعمقة" و"صريحة". وقال وانغ إنه بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الجانب الأميركي توخي الحذر في أقواله وأفعاله فيما يتعلق بتايوان، ويجب ألا يرسل أي إشارات خاطئة للقوى المؤيدة "لاستقلال تايوان". وبحسب البيان، تبادل الجانبان أيضاً وجهات النظر حول "قضية أوكرانيا"، دون أن يذكر تفاصيل. من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن محادثات نادرة أجراها مع نظيره الصيني وانغ يي في إندونيسيا السبت كانت "بناءة"، لكنه عبر عن مخاوف إزاء قضايا من بينها تايوان. وأكد عقب محادثات مع وزير الخارجية الصيني استمرت خمس ساعات أنه "رغم تعقيدات علاقاتنا، يمكنني القول بدرجة من الثقة إن وفودنا تجد محادثات اليوم مفيدة وصريحة وبناءة". وأضاف أنه عبر لنظيره الصيني عن مخاوف إزاء قضايا من بينها تايوان وهونغ كونغ وحقوق الإنسان وأوكرانيا. وأوضح أنه "عبر عن مخاوف الولاياتالمتحدة العميقة إزاء تصاعد اللهجة المستفزة لبكين وأنشطتها تجاه تايوان، والأهمية الكبيرة للحفاظ على السلام والاستقرار على جانبي مضيق تايوان"، كما دعا الصين للنأي بنفسها عن روسيا. وسلطت العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا الضوء على العلاقات بين الصينوروسيا. ففي الرابع من فبراير الماضي، قبل أسابيع فقط من غزو روسيالأوكرانيا، اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينج مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأصدرا بياناً تاريخياً مشتركاً ذكر أن علاقاتهما الثنائية" بدون حدود" وأنه "ليست هناك أي مجالات تعاون محظورة بينهما". وذكر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي في دراسة له أن الدولتين عززتا علاقاتهما في السنوات الأخيرة. ويتمتع الرئيسان الصيني والروسي بعلاقات عمل وثيقة تدفع لتعاون رفيع المستوى. كما يتعاون الجانبان على أساس مخاوف إزاء خطر سعي الولاياتالمتحدة وحلفائها لتطويقهما وتقويضهما. كما أن العلاقات العسكرية الوثيقة والديناميكيات الاقتصادية التكميلية تساعد في تدعيم علاقاتهما. وذكرت الدراسة أنه من غير الواضح ما إذا كان تفاوت القوة بين الدولتين سوف يهدد العلاقات بينهما، أو في أي مرحلة يمكن أن يحدث ذلك. فإذا ما ضعفت قوة روسيا واستمر عزل الغرب لها، ربما ترى روسيا أنه ليس أمامها خيار سوى اللحاق بركب الصين. ومع ذلك، وفي ضوء رؤية روسيا لنفسها وتاريخها كدولة عظمى، ربما تكون غير مستعدة لأن تربطها شراكة وثيقة مع الصين ليست قائمة على أساس المساواة.