تلتقي على أرضها جميع الأعراق قاصدة بيت الله جل جلاله قبلة المسلمين، منار الدين، والحصن الحصين، ينطلق منها الركن الخامس في الإسلام، ولها المكانة الكبرى في نفوس المسلمين، أطهر بقاع الأرض تحمل مكانة عريقة في التاريخ الإسلامي. المسجد الحرام أوّل بيتٍ تم تشييده في الأرض لعبادة الله تعالى، حيث رفع قواعده إبراهيم عليه السلام، ثمّ أذن في الناس بالحج فأصبح محلّ اهتمام وإجلال وتعظيم، ويطلق اسم المسجد الحرام، أو البيت، أو البيت العتيق، أو البيت الحرام، أو البيت المعمور، أو الحرم المكيّ، أو الكعبة. ويأتي موسم الحج الذي يجمع الملايين من الناس من أنحاء الكرة الارضية للوقوف متراصين بجانب بعضهم البعض تحكمهم أواصر الدين والمكان، يجمع من على أرضها التراحم فيما بينهم، والتآزر والتعاطف والتعاون، وبذل الخير والمعروف والإحسان. تمتلئ المعالم الدينية على أرض الخير في «الكعبة المشرفة» و»الحجر الأسود «والذي يقع في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة المشرفة على ارتفاع 1.5 متر عن سطح الأرض، داخل الصوان الفضي، وهو نقطت البداية والنهاية للدائرة التي تدور حول الكعبة. ومن حيث ارتواء المتعطشين من كل أرجاء المعمورة لبئر زمزم المُبارك بعد قصة صبر هاجر وابنها إسماعيل -عليهما السلام-، ويحتوي هذا الماء المبارك على الكثير من الخصائص التي تجعله متميزًا ومغذيًا، وقد وردت في شأنه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تُبين فضله، كما يتميز بئر زمزم بصفاته المميزة من حيث النقاء والنقاوة وثبات نسبة المعادن والأملاح فيه. مقام «إبراهيم -عليه السلام»- هو حجر مكعب الشكل، ويوضع داخل غرفة زجاجية مغطاة بالنحاس، وهو الحجر الذي وقف عليه سيدنا إبراهيم عليه السلام عند رفع قواعد الكعبة المشرفة، وأشار ديننا الحنيف إلى فضائل مقام إبراهيم، فهو من أحجار ياقوت الجنة، كما ورد في القرآن الكريم، حيث أمر الله تعالى المسلمين أن يتخذوها مصلى في الحج والعمرة. «المطاف والمسعى «-المطاف هو المربع الفارغ حول الكعبة أو ما نطلق عليه صحن الكعبة، حيث يؤدي الحجاج في ركن الطواف، حيث توضع الكعبة المشرفة على يسار الحاج ويبدأ طوافه من مقابل الحجر الأسود. وينتهي طواف الشوط عنده. بينما يقع المسعى في الجهة الشرقية من المسجد الحرام وهو المسافة بين جبال الصفا والمروة، وشهد هذا المسعى منذ بدايات العصر السعودي العديد من التجديدات، حيث غُطيت أرضيته بحجر الصوان، وتم رفع سقفه لحماية الحجاج والمعتمرين من الغبار والأوساخ وحرارة الشمس. «بوابات الحرم «- يحتوي المسجد الحرام على 176 باباً، بعضها يحمل أسماء حديثة، وبعضها احتفظ باسمه القديم، وتتميز جميع أبواب الحرم بجودة خشبها المصقول بالمعدن والنقوش والزخارف النحاسية، أشهر وأوسع بوابات الحرم في الجهة الشمالية بوابات السدة ومدرسة الزمامية، والباسيطية، والقطبي، والمحكمة. ومن الجهة الشرقية باب السلام المعروف أيضا بباب بني شيبة وباب النبي وهو يعتبر الباب المخصص لدخول الحجاج لأداء الطواف.